وصف رئيس تحرير صحيفة "الوفد"
المصرية، مجدي سرحان، "التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب" الذي أعلنته
السعودية بمشاركة 34 دولة، بينها مصر، الاثنين، بأنه "تحالف ما بعد منتصف الليل"، مؤكدا أنه بات واضحا أن "
القوة العربية المشتركة"، أضحت "في خبر كان"، وأن طرح "التحالف الإسلامي" جاء بديلا لها، وفق وصفه.
جاء ذلك في مقال سرحان، في الصحيفة بعددها الصادر الأربعاء، تحت عنوان "تحالف ما بعد منتصف الليل".
وفي البداية أبدى سرحان اندهاشه من إعلان "ولي ولي العهد"، وزير الدفاع السعودي، منفردا، في مؤتمر صحفي، على غير العادة، وفي توقيت غريب، بعد منتصف الليل، البيان التأسيسي لتشكيل "تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب"، يضم 34 دولة، بالإضافة إلي 10 دول أخرى "بتشاور عقلها"، ومن بين تلك الدول المؤسسة – وياللعجب مصر وتركيا وقطر، الثلاث معا - وفق قوله.
وأضاف: "جاء الإعلان مفاجئا.. ولم نسمع من قبل.. في وقت قريب أو بعيد.. عن مشاورات أو مفاوضات أو اتصالات جرت لتشكيل هذا التحالف.. أو لصوغ البيان التأسيسي الذي أعلنته المملكة منفردة.. وبالليل".
واستطرد سرحان: "لم تعلن السعودية من قبل.. ولم تفصح بأي إشارة عن هذا التشكيل.. ربما نتفهم ذلك في إطار الطبيعة السياسية المتحفظة للدولة الشقيقة.. لكن ما لا نتفهمه، ونحتاج إلى فهمه.. هو: لماذا لم تفصح مصر عن انضمامها للتحالف الإسلامي.. إذا صح ذلك؟ وكيف يستقيم هذا القول مع ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أيام، حول إحراز تقدم في المشاورات المصرية - السعودية.. من أجل الإسراع بتشكيل القوة العربية المشتركة؟.. تلك "القوة" التي بات واضحا أنها أضحت "في خبر كان"، وأن طرح "التحالف الإسلامي" جاء بديلا لها، بحسب قوله.
وتساءل: "يحق لنا أن نتساءل: ما المظلة القانونية الدولية التي يتشكل تحت لوائها هذا التحالف؟ منظمة المؤتمر الإسلامي؟ أم
الجامعة العربية؟ أم الأمم المتحدة؟ أم غيرها؟ وإذا توافرت إحدى هذه المظلات فعلا.. فلماذا لم يصدر البيان التأسيسي عنها؟ وهل فوضت الدول الـ34 المؤسسة الجانب السعودي في الإعلان عن التأسيس؟ ولماذا جاء الإعلان بعد منتصف الليل؟ ولماذا التعجل؟ وما دلالته؟".
وتابع الكاتب تساؤلاته: "هل لهذا التوقيت علاقة بالاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. في نفس الوقت تقريبا.. مع مجلس الأمن القومي بوزارة الدفاع (البنتاغون)، وتوعد خلاله داعش بضربات قوية، لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا؟"، وفق تساؤله.
وقال: "هنا بيت القصيد.. أمريكا بدأت بالفعل تشكيل تحالف أرضي للتدخل في العراق.. في إطار المعلومات المتوفرة عن حشد قوات عربية وأمريكية قوامها 100 ألف جندي للقضاء على داعش.. تشكل القوات الأمريكية بنسبة 10% منه فقط.. أي 10 آلاف جندي.. والباقي من الدول العربية، أو الإسلامية".
وأردف: "ربما يكون هذا التحالف الإسلامي، بقيادة المملكة العربية السعودية، هو الإطار الذي سيتم من خلاله المشاركة في التحالف الأرضي، المزمع تشكيله بإيعاز من الولايات المتحدة".
وحذر سرحان من أن "مكمن الخطر هنا".
وقال إن "واشنطن تبدو أنها تنجح الآن في ما سعت إليه طويلا، من جر الدول العربية والإسلامية إلى التورط في حرب برية ومواجهة عسكرية مباشرة.. تصب في اتجاه واحد.. هو دعم السيناريو الأمريكي لإقامة الدولة السُنية البديلة لدولة داعش على معظم أراضي العراق وسوريا.. مع إنشاء دولة كردية موازية في شمال العراق يسيطر عليها حزب البعث.. السوري- العراقي".
واستكمل: "بذلك تنتهي دولتا سوريا والعراق إلى الأبد، ويتحقق الفصل الأول في اتفاقية سايكس بيكو الجديدة، بإقامة أول دولتين في المنطقة على أساس طائفي وعرقي، والبقية تأتي"، على حد قوله.
واختتم مقاله بالقول: "لا نريد أن نكون مخلبا في يد الإمبريالية العالمية الجديدة.. لتنفيذ مخطط تفكيك وتقسيم وإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد.. لأن من يسهم في إشعال نيران هذه المؤامرة سوف يكتوي بلهيبها.. لا محالة"، على حد تعبيره.