انتقل عدد من أبرز قادة تنظيم جبهة النصرة من جنوب سوريا إلى شمالها، في خطوة مفاجئة للجميع، لا سيما أن الطريق يقطعها سيطرات عديدة للنظام.
مصدر جهادي مطّلع، ومقرّب من قادة الصف الأول في "النصرة"، قال لـ"عربي21" إن "المغادرين هم المسؤول الشرعي الحالي، الأردني سامي العريدي، ومواطنه سامي الطوباسي (أبو جليبيب)، القائد العسكري المعزول مؤخرا من الجنوب".
بالإضافة إلى المسؤول الشرعي السابق للتنظيم، العراقي ميسر الجبوري (أبو مارية القحطاني)، والشرعي مظهر الويس، وعدد آخر لم يقّدر بعد.
المفاجأة التي كشف عنها المصدر لـ"عربي21"، تمثلت في دخول القيادي الجهادي الأردني خالد العاروري "أبو القسام" إلى شمال سوريا.
والعاروري هو نائب "أبو مصعب الزرقاوي" إبّان حرب العراق، كما اعتقل في إيران لعدة سنوات، قبل أن يخرج في أيلول/ سبتمبر الماضي برفقة أربعة قيادات، مقابل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني كانت "قاعدة اليمن" تحتجزه.
اقرأ أيضا: عملية تبادل "أسرى" مثيرة بين تنظيم القاعدة وإيران.
وحول آلية انتقال القادة من درعا وسهل حوران حيث كانت إقامتهم، إلى مناطق الشمال السوري، قال المصدر إن "الشباب يتحرّكون بصعوبة، حيث وجود أنفاق في عدة محاور".
إلى أن ناشطين سوريين ذكروا أن "قادة جبهة النصرة وقرابة المائتي عنصر معهم، انتقلوا بموجب صفقة مع نظام الأسد والنظام الإيراني، مقابل تسليم "النصرة" عددا من جثث قادة بالحرس الثوري الإيراني كانت تحتفظ بها".
اللافت في قضية الانتقال، هي أسماء القادة، حيث إن مصادر موثوقة من داخل "النصرة" أوضحت أن العريدي، و"أبو جليبيب"، لا تربطهم علاقة جيدة بتاتا مع "القحطاني، والويس".
وكان "أبو مارية القحطاني" هاجم العريدي عدة مرات دون تسميته، وهو ما أحدث شقّا في صفوف "النصرة" من الداخل.
المصدر المطلع ذاته، قال لـ"عربي21" إن "العريدي يرغب بالاعتزال عن المنصب، وبالرغم من المحاولات العديدة لثنيه، إلا أنه أصر على ذلك، وقال إنه سئم من منصبه، ويريد أن يكون جنديا".
وتأتي هذه الأخبار بعد أيام من عزل "أبو محمد الجولاني"، لـ"أبو جليبيب" من منصبه كقائد عسكري لـ"جبهة النصرة" في الجنوب السوري.
عزل "أبو جليبيب" تبعه جدل عبر "تويتر"، بين أنصار التنظيم، والمنظر الشرعي السعودي ماجد الراشد "أبو سيّاف".
حيث نشر "أبو سياف" شهادة ضد "أبو جليبيب"، اتهمه فيها بـ"الإجرام، والتسبب في انشقاق المئات من عناصر التنظيم".
بالإضافة إلى "إنشاء خلايا اغتيالات، كادت أن تطال أبو مارية القحطاني نفسه"، وفقا للراشد.
الشرعي الآخر في "النصرة"، الكويتي علي العرجاني الذي يُرجّح أنه غادر إلى الشمال مع بقية القادة، ألمح إلى صحّة أجزاء كبيرة في شهادة "أبو سياف".
حيث غرّد عبر "تويتر"، قائلا: "تغيير الأمير السابق لدرعا خطوة إلى الإصلاح جاءت بعد رسائل من مفاصل شرعية وإدارية وعسكرية، وقد تكون متأخرة ولكن الحمدلله أنها تمت".
وأضاف: "الحمدلله بشرنا الإخوة ببدء الإصلاح في درعا، وعودة أعداد لهم مرة أخرى".
ويُرجّح أن تصب خطوة انتقال القادة إلى الشمال في مصلحة التنظيم، حيث إنهم سيكونون قريبين من مركز القيادة في إدلب وريفها، حيث "أبو محمد الجولاني"، ومجلس شوراه يقيمون.
فمنذ خسارة "النصرة" معركة دير الزور ضد تنظيم الدولة قبل عام ونصف تقريبا، ظهر الاختلاف في صفوف قادتها، وازداد بعد عزل "الجولاني" لـ"أبو مارية" من منصبه في منتصف العام الماضي.
وفي سياق متصل، قال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني إنه "من المنتظر إجلاء 2000 مقاتل إسلامي من مناطق محاصرة خاضعة لسيطرة المعارضة في جنوب دمشق بموجب اتفاق أبرم بوساطة الأمم المتحدة".
وذكرت القناة أن "من بين المقاتلين أعضاء في تنظيم الدولة، وجبهة النصرة، مشيرا إلى أن 18 حافلة وصلت لنقلهم بالإضافة الى 1500 من أفراد أسرهم إلى مناطق تحت سيطرة تنظيم الدولة".
وبحسب "المنار"، فإن "الجيش السوري سيتسلم الأسلحة الثقيلة التي سيتركها المسلحون في حي القدم ضمن اتفاق ترعاه الأمم المتحدة".