رفع النظام السوري، عبر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، من حدة
الحصار المحكم على مدينة معضمية الشام في
ريف دمشق الغربي، ليشمل التضييق إغلاق المعبر الوحيد للمدينة رغم
الهدنة بين النظام والثوار في المدينة منذ أواخر عام 2013، مع مطالبة النظام بتسليم الأسلحة ملوحا بقصف غير مسبوق.
وجاء التضييق الجديد عقب نجاح قوات النظام السوري في التقدم ضمن المنطقة الفاصلة بين مدينتي
المعضمية وداريا، ليقوم ممثلو نظام الأسد وشخصيات مقربة من حزب الله اللبناني بعقد اجتماع مع وفد لجنة المفاوضات المنتخبة في المدينة، حيث قدّم وفد النظام عدة مطالب، بينها تسليم السلاح في المدينة، وهجرة المقاتلين عن المدينة، أو مواجهة "حرب دامية لم تعرفها المدينة من قبل".
وفي هذا السياق، أكد أبو أحمد، عضو المركز الإعلامي في مدينة معضمية الشام، اجتماع لجنة المفاوضات في المدينة مع ممثلي النظام السوري في فندق "الفور سيزون" وسط العاصمة دمشق يوم السبت، لمدة أربع ساعات متواصلة. وقد ضم وفد النظام ضباطا في الفرقة الرابعة، والإعلامي رفيق لطف الموسوي، وممثلين عن بعض الفروع الأمنية، في حين ضم وفد المدينة ممثلين عن تشكيلات الثوار في المدينة، وعميد طيار متقاعد من أبناء المدينة، وممثلين عن الهيئات المدنية في المدينة.
وقال أبو أحمد لـ"
عربي21" إن الاجتماع جاء بعيد تشديد وتيرة الحصار على المدينة ومنع حركة دخول وخروج الموظفين والطلبة، وكذلك في ظل استمرار المعارك العنيفة بين الجانبين على الجبهة الجنوبية من المدينة، والتي كان النظام قد تغلغل فيها خلال الأيام الماضية.
وحول المقترحات التي قدمها وفد النظام، أشار الناشط الإعلامي إلى وجود ثلاثة مقترحات وصفها بـ"المريرة" وهي "تسليم الأسلحة للنظام مقابل وقف محاولات الاقتحام والقصف، وقلب المعارضة إلى لجان شعبية، أو خروج المعارضة المسلحة من المدينة باتجاه محافظة إدلب شمال البلاد والإبقاء على المدنيين داخل المدينة، وثالث الخيارات هو حرب طاحنة سيبدؤها النظام ضد المدينة في حال رفض المقترحات السابقة".
وأوضح عضو المركز الإعلامي أن المقترحات التي قدمها وفد النظام شملت تهديدات ضمنية باستهداف المدنيين بعمليات القصف والبراميل المتفجرة، حيث استغل النظام وجود ما يزيد عن 40 ألف مدني داخل المدينة، وبدأ يضغط على الثوار من هذا المدخل، في حين بدأت الهيئات المدنية والتشكيلات العسكرية في المدينة عملية دراسة معمقة لمقترحات النظام، في ظل التطورات الأخيرة، كما ألمح المصدر بشكل غير مباشر إلى رفض الثوار إلقاء السلاح أو الاستسلام، معتبرا أن ما يجري هو مزيد من الضغوط والمناورات يمارسها ممثلو نظام بشار الأسد على ثوار المدينة للحصول على بعض التنازلات.
من جهته، أكد مصدر خاص من اللجنة التي اجتمعت مع وفد النظام السوري، لـ"
عربي21"، أن النظام السوري كان على عجلة من أمره، مضيفا: "لاحظنا إلحاحا كبيرا من قبل وفد الأسد على عقد الاجتماع، حيث فاوَضَنا هذه المرة وفد جديد من قبل النظام وعلى رأسهم الإعلامي رفيق لطف المقرب من حزب الله وإيران، كما أظهر الاجتماع رغبتهم بتطبيق تسوية كاملة على المدينة بأسرع وقت ممكن".
وقال المصدر المشارك في الاجتماع: "سنقوم بدارسة المقترحات التي قدمت إلينا من قبل وفد النظام وإبلاغه بالنتائج المقررة من قبلنا".
ومدينة معضمية الشام هي بوابة العاصمة دمشق من طرف الريف الغربي، وتحتل المدينة مواقع استراتيجية بالغة الأهمية بسبب وقوعها على الأوتوستراد الدولي الرابط بين دمشق والقنيطرة، كما يأتي موقعها المهم من خلال قربها الكبير من عمق العاصمة ومجاورتها للفرقة الرابعة ومطار المزة العسكري، أحد أبرز قواعد النظام العسكرية في دمشق.