قال رئيس الوزراء
اليمني خالد
بحاح، الثلاثاء، إن مواجهة التنظيمات المتطرفة المرتبطة بتنظيمي الدولة والقاعدة حتمية، في المناطق التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها من المتمردين الحوثيين، لاسيما في عدن (جنوب)، العاصمة المؤقتة وثاني كبرى مدن البلاد.
وتشهد عدن التي استعادت قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي السيطرة الكاملة عليها في تموز/ يوليو الماضي، بدعم ميداني مباشر من التحالف العربي بقيادة السعودية، وضعا أمنيا هشا وتناميا في نفوذ المسلحين وبينهم مجموعات مرتبطة بتنظيمي
القاعدة والدولة، وسجلت فيها تفجيرات واغتيالات استهدفت مسؤولين سياسيين وأمنيين.
وأضاف بحاح خلال مؤتمر صحافي اليوم في أبو ظبي أن القضاء على تطرف "القاعدة وداعش لن يأتي في إطار المحاورة والمناصحة فقط".
وشدد على أن سلطة الدولة يجب أن تكون "قوية في إيقاف أي عبث يأتي من هذه الأطراف (...) هذه المواجهات ستكون حتمية"، مضيفا: "لا يمكن أن تعود الدولة إلى الداخل أو تكون قوية بوجود هذه الجهات المتطرفة".
وأكد رئيس الوزراء اليمني: "هي مواجهة حتمية أكانت اليوم أم غدا".
وقارن بحاح بين التنظيمات المتطرفة، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، والذين يسيطرون على مناطق عدة من البلاد منذ أكثر من عام، ويخوضون مواجهات مع القوات الحكومية المدعومة منذ آذار/مارس من التحالف.
وقال: "نواجه إرهابا دخيلا بأشكال متعددة هدفه سفك الدماء وقتل الأبرياء وتدمير المدن (...) والذي يشكل كثيرا من الخطر على المناطق المحررة، في الوقت الذي تأمن بطشه ميليشيا الانقلاب من جماعة الحوثي وصالح، فلا سبيل لنا إلا اقتلاعه ومحاربته في كل المدن".
واعتبر أن "تواجد هذه الجماعات (المتطرفة) حال دون استكمال الاعتمار في المناطق المحررة (...) وليس بعيدا أن تكون على علاقة بأطراف معروفة في الساحة اليمنية، غير أن يقيننا راسخ بزوالها"، مضيفا: "
الحوثيون أثبتوا أنهم لا يقلون سوءا عن القاعدة وداعش".
وبدأ التحالف في آذار/ مارس بشن ضربات جوية ضد الحوثيين الذين سيطروا على مناطق عدة، أبرزها صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2014. وفي الصيف، بدأ التحالف بتقديم دعم مباشر لقوات هادي، ما مكنها من استعادة خمس محافظات جنوبية، ومحاولة التقدم في محافظات أخرى.
وكان هادي أعلن عدن عاصمة مؤقتة للبلاد بعد فترة من سقوط صنعاء، إلا أن الوضع الأمني فيها يضطر المسؤولين مرارا إلى مغادرتها، علما بأن هادي نفسه عاد إليها للمرة الثانية في تشرين الأول/ أكتوبر. وأكد بحاح الثلاثاء أن عددا إضافيا من الوزراء سيعودون للمدينة "خلال أيام".
وشدد رئيس الوزراء اليمني على أن القوات الحكومية قادرة على شن هجوم لاستعادة صنعاء، لكنها تحبذ التوصل إلى حل سياسي.
وأوضح: "الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على مشارف صنعاء، هل نريد أن نحرر صنعاء وبعض المناطق بالقوة؟ بقولي الصادق لا نتمنى ذلك، ونتمنى أن تكون الأمور سلمية ونحافظ على عاصمتنا ونحافظ على ما تبقى من هذه المناطق (...) الحروب لا تخلف إلا الدمار أساسا".
في المقابل، أكد رئيس الحكومة اليمني أن أي موعد لمفاوضات جديدة بين طرفي النزاع لم يحدد بعد، وهو ما سبق لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن أعلن عنه قبل أيام.
وكان الطرفان اتفقا إثر جولة مفاوضات برعاية الأمم المتحدة في سويسرا الشهر الماضي على عقد جولة جديدة من المباحثات في 14 كانون الثاني/ يناير الجاري، إلا أن هذا الموعد أرجئ من دون تحديد آخر.
وتعهد بحاح أن تولي الحكومة "الجانب الاقتصادي أهمية خاصة" في 2016، و"تحريك الحياة الاقتصادية وإنعاشها في المحافظات المحررة".