قال زعيم حركة النهضة راشد الغنّوشي، إنّ هناك من يستغل آلام المواطنين و يستثمر فيها، لافتا إلى أنّ عصابات استغلت آلام الشباب للحرق والنهب، التي شهدتها مدن
تونسية مختلفة اليومين الأخيرين.
وأكّد الغنّوشي في حوار مباشر مع قناة "حنّبعل"، مساء الجمعة، أنّ هناك استغلالا سياسيا للعنف، مُشبّها الأطراف التي تستثمر فيه بـ"من يريد إكساء نفسه بكفن الميّت"، بحسب تعبيره.
ودعا الشباب إلى عدم التخريب، قائلا: "من حقّ الشباب العاطل عن العمل أن يغضب، لكن لا بد أن يعلموا أن هذه المشاكل لا تحل في يوم".
الإدارات تُعطل المشاريع
وأضاف أن من واجب الدولة أن تقوم بدورها، مشيرا إلى أن هناك إدارات "تُعطل المشاريع التي لا بد من تيسيرها".
وانتقد حدوث أعمال شغب وعنف وحرق وسرقة، معتبرا أن ذلك "لا يليق بثورة تونس، إذا كان الوطن مهددا فالتونسيون على قلب رجل واحد لحمايته"، بحسب قوله.
وطالب الغنّوشي الإدارة التونسية بأن تقوم بدورها، والشباب باكتساب الخبرات العملية والحرف، معتبرا إغراق الدولة بالموظفين لا يمثل حلا لإشكالية التشغيل، "بل مطلوب تسهيل الاستثمارات في المناطق الداخلية"، وفق تعبيره.
حوار وطني
وتابع بقوله "التخريب والحرق يدفع نحو الإمعان في البطالة (...) نحتاج إلى تنظيم حوار وطني حول التشغيل، فاللحظة التاريخية تحتاج منا إلى التضامن الوطني".
ووصف الحكومة بأنّها "ليست مثالية ولكن فيها من هم وطنيون وليسوا فاسدين ولا بد أن نعيد لبلادنا ثقافة العمل وثقافة المبادرة"، مؤكّدا أن مشكلة التشغيل في تونس ليست وليدة اليوم بل هذا ميراث قديم سابق للثورة.
وأضاف رئيس النهضة أنّ المحافظات الـ14 المصنّفة "مناطق محرومة" هي نتاج حقبة زمنية طويلة من الحكم تعاملت معها الحكومات المتعاقبة بعد ثورة 14 يناير، لكنها لم تقدر على الإصلاح.
عجز الحكومات السابقة
وفي سياق متّصل، رفض الغنّوشي دعوة الرئيس السابق منصف المرزوقي الذي دعا في حوار له مع قناة "فرانس24" الجمعة، إلى انتخابات مبكّرة، معتبرا أنّه "من غير المنطقي إجراء انتخابات جديدة بعد عام من الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014".
وأضاف
الغنوشي أنّ حكومة الحبيب الصيد وطنية، مشدّدا على أنّ الحكومات السابقة نفسها عجزت عن حل معضلة البطالة.