قال الرئيس
التونسي الباجي
قايد السبسي إنّه ليس نهضويا، ولا أحد يستطيع أن يتهمه بأنه نهضوي، "فباستثناء راشد الغنّوشي و10 من مقرّبيه، صوّت النهضويون ضدّي في الانتخابات الرئاسية".
وأضاف قايد السبسي في حوار حصري أجرته معه القناة الوطنية الأولى، مساء الأربعاء، موجّها كلامه لمنتقدي تحالفه مع
النهضة: "المدافع كلها تحلّت وأكثرتم على ما وصاوكم، وعليّ اليوم أن أوقفكم عند حدودكم (...) ولست مدينا للنهضة حتّى أتحالف معها".
وتابع بقوله إنّ التونسيين اختاروا النهضة في الانتخابات البرلمانية (تشرين الأول/ أكتوبر 2014)، لتكون في المرتبة الثانية بعد النداء، قائلا: "لست أنا من انتخب النهضة في مجلس نوّاب الشعب، بل الانتخابات فرضت هذا التوافق".
رسالة واضحة
ولفت إلى أنّ التونسيين لم ينتخبوا حزبه
نداء تونس في البرلمان أو هو نفسه رئيسا للبلاد بناء على أنّه مع أو ضدّ النهضة، "بل انتخبونا لإنقاذ تونس وإخراجها من المأزق، وفوزها (النهضة) بـ69 مقعدا رسالة واضحة بأن تكون شريكا في الحكم".
وقال: "لو كان الشعب يرغب في أن يحكم حزب النداء بمفرده لأعطاه الأغلبية"، نافيا أن يكون تراجع عن وعوده الانتخابية.
واعتبر السبسي تكليف
الحبيب الصيد برئاسة الحكومة "اختيارا صائبا؛ نظرا للاتهامات بالتغوّل التي وُجّهت إلينا إبّان الانتخابات"، وفق تعبيره.
وذكّر بموقف "النهضة" الرافض للتصويت لفائدة الحكومة الأولى؛ حيث كشف أنّه نصح الصّيد بالتريّث في تشكيل حكومته والانفتاح أكثر على الأحزاب الحليفة، وبالأساس حركة النهضة.
ثمن باهظ
ونفى قايد السبسي وجود أي نيّة لديه لتغيير رئيس الحكومة الصيد، الذي يقيم حاليا بالمستشفى العسكري في العاصمة بعد إصابته بوعكة صحّية قبل يومين، فيما فسّر استقباله لعدد من السياسيين، في الأيام الأخيرة، بأنه يهدف إلى استشارتهم والاستئناس بآرائهم حول الأوضاع السائدة في البلاد.
وبخصوص نداء تونس، قال السبسي إنّ الحزب دفع ثمنا باهظا من أجل خلافات إطاراته على المناصب والكراسي، نافيا أن يكون الثمن الباهظ من أجل خيار تحالف "النداء" مع "النهضة".
وأشار إلى أنّه لن يتدخل مجدّدا في فضّ الخلافات داخل الحزب الذي أسّسه، مضيفا بقوله: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، فيما عبّر عن رفضه للانتقادات المُوجّهة إليه بأنّ "للنّداء "عروقا" (جذورا) داخل رئاسة الجمهورية، على حدّ وصفه.
"الصالح والطالح"
وشدّد على أنّه لكونه رئيسا للجمهورية مطالب بـ"لمّ شمل كل التونسيين، الصالح منهم والطالح، وتقبّلهم، بل أنا مطالب بتقبل الانتقادات وحتّى الشتم" وفق تعبيره.
وفي سياق ثان، كشف قايد السبسي أنّ بعض الحساسيات السياسية كان لها دور خلال الاحتجاجات الأخيرة في محافظة القصرين وغيرها؛ للمطالبة بالتشغيل، مضيفا أنّ التقارير الأمنية التي تمّ اطلاعه عليها تؤكّد ذلك.
وتابع بقوله إنّ القضاء سيكشف مدى مساهمة تلك الحساسيات في تأجيج الوضع، وذلك في ردّ على الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمّة الهمامي.
الصّيد في المستشفى
يُشار إلى أنّ رئاسة الحكومة أعلنت، الأربعاء، أن الحالة الصحية للحبيب الصيد سجّلت تحسّنا ملحوظا، مشيرة إلى أنّه "سيُواصل الإقامة في المستشفى العسكري إلى غاية يوم الجمعة، الخامس من هذا الشهر؛ لاستكمال العلاج".
وأكّدت في صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" أن الصيد يتابع يوميا سير النشاط الحكومي ومختلف الملفات ذات العلاقة، فيما يستأنف نسق عمله العادي في مكتبه بداية من الأسبوع القادم.