صادرت وحدات حماية الشعب الكردية، المنخرطة ضمن قوات
سوريا الديمقراطية، قافلة أدوية مرسلة من قبل الأمم المتحدة إلى ريف
حلب الشمالي، الذي يؤوي قرابة نصف مليون نازح سوري، كما منعت
الوحدات الكردية مرور أي من المواد الغذائية إلى المنطقة عبر إغلاق الطريق الرئيسي الواصل إليها؛ في وجه
المساعدات والقوافل الأممية.
وفي التفاصيل، أوضح الناشط الإعلامي محمد عبد السلام، أن قوات سوريا الديمقراطية المتمركزة في مدينة عفرين منعت مرور قوافل المساعدات الإغاثية إلى مدينة إعزاز، الخاضعة لسيطرة الثوار في ريف حلب الشمالي، وصادرت نحو 13 سيارة محملة بالمواد الطبية، فيما سمحت بمرور الألبسة فقط.
وقال عبد السلام لـ"
عربي21": "شحنات الأدوية المصادرة من قبل الوحدات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية كانت مرسلة من قبل الأمم المتحدة عبر الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري إلى المشافي الميدانية التابعة للمعارضة السورية في مدينتي إعزاز ومارع والقرى المحيطة بهما، إضافة إلى المخيمات والمشافي الميدانية الحدودية مع تركيا".
وأضاف: "إصرار الوحدات الكردية أو قوات سوريا الديمقراطية على منع مرور قوافل الأدوية الأممية إلى ريف حلب الشمالي تزامن مع منع حواجزها وقواتها المنتشرة في مدينة عفرين مرور أي من المواد التموينية أو الخضراوات الوافدة إلى الريف الشمالي من مناطق سيطرة جيش الفتح في محافظة إدلب، وكذلك منع مرور المواد الغذائية القادمة من ريف حلب الغربي، ضمن سياسة إحكام الحصار على مناطق المعارضة في الريف الشمالي من قبل الوحدات الكردية بالتنسيق مع النظام السوري"، وفق قوله.
من جانبه، تحدث الناشط الميداني عبد العليم الحلبي؛ عن تفاقم الأزمة بين الوحدات الكردية والثوار في ريف حلب الشمالي، وقال لـ"
عربي21" إن السبب "الرئيسي وغير المعلن حتى الساعة هو قيام الجيش الحر بتدمير دبابة للوحدات الكردية في المنطقة قبل أيام فقط، بعد هجوم نفذته كتائب الجيش الحر في مدينة إعزاز على مواقع كردية في محيط مدينة إعزاز ونتج عنه مصرع ثلاثة مقاتلين أكراد وتدمير دبابة".
وأوضح الحلبي أنه "ما زالت الأجواء العامة في مدينة إعزاز ومحيطها بريف حلب الشمالي هادئة نوعا، وحالة الهدوء هذه يفرضها الواقع السياسي والضغط الدولي الممارس على كافة الأطراف، رغم وجود احتقان كبير بين العرب والكرد في المنطقة".
ورأى أن "السياسة الدولية" تجاه الشأن السوري تبقي المعارك بين الجانبين ضمن حدها الأدنى في الوقت الراهن"، ولولا هذه السياسة لكانت المعارك بين الجانين على أشدها"، وفق تقديره.
وأشار الناشط الميداني إلى أن هناك ضغطا أمريكيا كبيرا على الوحدات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية لمنعها من التقدم نحو مدينة إعزاز، تلبية للمطالب التركية التي تعتبر المدينة خطا أمنيا أحمر بالنسبة لها، رغم التوسع الذي حققته الوحدات الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من أمريكا وروسيا، مطلع شباط/ فبراير الماضي، على حساب فصائل الثوار في ريف حلب الشمالي، وكان آخرها مدينة تل رفعت، تحت غطاء القصف الجوي الروسي العنيف.
وكانت قوات النظام، بالتزامن مع حملة الوحدات الكردية، قد قطعت الطريق الرئيسي الرابط بين مناطق سيطرة الثوار في حلب المدينة وريفها الغربي مع الريف الشمالي، في شهر شباط/فبراير، ليتم الاعتماد على طريق عفرين الخاضع للوحدات الكردية في تمرير احتياجات الأهالي وللمساعدات الأممية. ومع إغلاق الطريق من قبل الوحدات الكردية، أصبح الريف الشمالي لحلب تحت حصار خانق وسط مخاوف تفاقم معاناة عشرات آلاف النازحين على الشريط الحدودي مع استمرار حالة الغليان بين الأطراف المتنازعة.