نشرت صحيفة "
الغارديان" البريطانية تقريرا عن أبي علي، الجهادي الذي وصل إلى
تنظيم الدولة مترددا باحثا عن وظيفة إدارية، بعدما قرر التوبة عن التدخين وشرب الكحول وأراد أن يكمل حياته كمسلم حقيقي.
ووصل أبو علي إلى
سوريا عبر
تركيا في منتصف كانون الثاني/ يناير عندما كان تنظيم الدولة في أوجه، وعبر الحدود التركية السورية، وسرعان ما وصل إلى عدد من مقاتلي الدولة الذين كانوا يجلسون على باب أحد الأبنية التابعة لـ"الدولة".
والتقى الكاتبُ "الجهاديَّ الهارب" في قرية عفرة على الحدود التركية السورية، أي "بعد ثلاثة أشهر على هروبه من تنظيم الدولة بمساعدة بعض المهربين".
وأردف كاتب المقال بأن "التحاق أبي علي بالتنظيم قوبل ببعض الفكاهة، لأن التنظيم اعتاد تهريب المهاجرين إلى الداخل، أما أبو علي، فقد وصل وحده، كما أنه لم يكن مهيأ للانضمام الفعلي للتنظيم".
وتضيف الصحيفة أن أبا علي ليس مثاليا للقتال في صفوف الدولة، فهو قصير وأصلع، ويبلغ من العمر 38 عاما، وقضى حياته في التدخين وشرب الكحول، ولم يُنشّأ نشأة تؤهله لأن يكون مقاتلا.
وأخبر أبو علي، كاتب المقال بأنه كان يرغب في عمل مكتبي في "الدولة" وليس القتال، إذا إنه كان معتادا على العمل المكتبي مع والده الذي كان يعمل في بيع السيارات في حلب.
وعندما وصل أبو علي إلى حدود "الدولة"، استقبله المقاتلون بفرح بعدما أخبرهم بأنه أردني الجنسية، وبعدما استضافوه لأيام مع عدد من الأجانب الذين كانوا يتحدثون الإنجليزية في الغالب، أمسك أحد "جنود الدولة" بأبي علي وهو يدخن، وأعطاه درسا عن التدخين.
وطلب أبو علي وظيفة إدارية، وأخبرهم بأنه لا يريد أن يقاتل، غير أنهم أخبروه بأنه يجب أن يخضع للتدريب شأنه شأن الآخرين، وأنه سيدرس العلوم الدينية أيضا.
ويروي أبو علي أنه عندما أسند إليه أحد القادة في تنظيم الدولة مهمة انتحارية بحزام ناسف، رفض وقال له: "نفذها أنت، ألا تريد الذهاب إلى الجنة أكثر مني؟!".