أعرب المبعوث الأممي إلى
سوريا، ستيفان دي مستورا، الخميس، عن "خيبة أمله"؛ لعدم التمكن من توصيل
المساعدات الإنسانية لمناطق محاصرة، خاصة
دوما وداريا وحرستا، وهي أحياء وضواحي في العاصمة دمشق.
وفي مؤتمر صحفي عقده دي مستورا في المقر الأممي بجنيف، عقب اجتماع فريق المهام لمراقبة الأوضاع الإنسانية بسوريا، قال: "لا يمكنني أن أخفي خيبة الأمل من عدم الوصول إلى المناطق المحاصرة التي تم تحديدها سابقا، لأن القوافل الجديدة للمساعدات لا تصل إلى المناطق المحاصرة، خاصة دوما، وداريا، وحرستا، ونريد توصيل المزيد من المساعدات إلى المعضمية والزبداني (بريف دمشق) والفوعة (بريف إدلب)".
وحول إسقاط المساعدات جوا لداريا، أوضح أنه "تم التطرق لموضوع إسقاط المساعدات جوا لداريا، وهناك عضو في فريق المهام أشار إلى ذلك، ولم نناقش الأمر، ولكن الفكرة وردت، وأبسط شيء لتوصيل المساعدات، هو وصولها عبر القوافل إلى دوما، من دون التطرق لإسقاطها، حيث تعترضها مواضيع من مثل الجوانب الأمنية والسيادة".
واستدرك: "ذلك لا يعني أن الصورة قاتمة جدا، فقد تمكنّا من الوصول إلى بعض المناطق، وهناك إنجازات تحدث بالفعل، منها مثلا أنه تم توصيل المساعدات لنحو ثمانية ملايين سوري، والحكومة توصل المساعدات للمناطق تحت سيطرتها".
ولفت إلى أن "هناك مليون سوري وصلت لهم المساعدات الإنسانية في شباط/ فبراير الماضي، وهي مساعدات إنسانية غير غذائية، وثمانية ملايين سوري يتم توصيل المساعدات إليهم شهريا، ولكن هناك إحباطا في هذه الفترة، ويفكر فريق المهام برفع المسالة لأرفع المستويات"، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن "برنامج الأغذية العالمي أسقط ثلاث مرات حاويات مساعدات لدير الزور(غربا)، واليوم كانت هناك عملية إسقاط لخمس حاويات، وربما تشمل موادا غذائية وطبية، بنحو 55 طنا من المساعدات، وهذا يعدّ إنجازا كبيرا، جاء ثمرة تعاون جيد وكبير بين كندا وأمريكا وروسيا، ووحدات الدعم الفني، وهناك تمويل من بعض الدول (لم يحددها)".
وشدد أن "هناك عنصرا هاما يشكل بصيص أمل، وهي حملة التلقيح (التطعيم) التي تبدأ في 24 نيسان/ أبريل، وكانت هناك أسباب فنية للتأخير فيها".
وتطرق دي مستورا إلى "موضوع مدينة تدمر (بريف حمص وسط البلاد)، حيث يود المجتمع الدولي أن يعطي إشارة واضحة إلى أن هذا المكان الفريد من نوعه، يجب أن يرمم ويعاد الأمل له، ويتم إزالة الألغام بمساعدة روسيا، وأيضا الأمم المتحدة قد تساهم بذلك".
ومضى مبينا أن "هناك مسألة تناقش بها مع النظام وفريق المهام، وهي المستلزمات الطبية، حيث أكدت الحكومة بأنها ستسمح بدخول المستلزمات الطبية، ما عدا المواد الجراحية وبعض المسكنات، وطالبنا بها لإجراء العمليات القيصرية، ووعدتنا الحكومة (النظام) بإعطاء الموافقة، وننتظر إن كانت تفي بالغرض، وقلنا إن المواد الجراحية التي لا تستخدم في العمليات العسكرية هي من أجل الأطفال الذين يتعرضون للكسر وما شابه ذلك".
وذكر بأنه "في المرة السابقة (مؤتمر صحفي سابق) أشار مستشاري للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند، إلى إمكانية إخلاء طبي لحوالي 400-500 جريح من بعض المدن، ولكن حتى الآن هذا لم يحدث، حيث إنه للأسف هناك تركيز على المعاملة بالمثل والمبادلة، وهو أمر غير واقعي، مثل مقتل شاب عمره 18 عاما، بسبب عدم الإخلاء الطبي".
وأكد أنه "قد تكون هناك حالة طبية، قد لا توجد في الطرف الآخر، وطالبنا بالسماح بخروج هذه الحالات الطبية، دون انتظار وجود حالة مماثلة، وهذه الأمور لا يمكن التفاوض عليها، ويجب ابتكار الحلول"، مبديا حزنه "العميق" لمقتل الطبيب حسن الأعرج في حماة (أمس)، بسقوط صاروخ (لم يحدد الطرف الذي أطلقه)، الذي قضى وهو يعمل لمساعدة الجرحى.
كما أفاد بأنه "أثار موضوع المعتقلين في زيارته لدمشق قبل أيام، ويركز من أجل الإفراج عنهم، وعن المختطفين، حيث سيخصص شخص معني بالأمر لمتابعة هذا الموضوع".