خرج الزعيم الكوبي المتقاعد فيدل
كاسترو، من عزلته الثلاثاء، ليتحدث عن الموت ويشجع أتباعه، في خطاب نادر خلال ختام مؤتمر الحزب الشيوعي في هافانا.
وتحدث كاسترو أمام 1300 ناشط في الحزب تجمعوا في مركز المؤتمرات في هافانا، حيث ألقى الزعيم السابق عددا لا يحصى من الخطب التي كانت تستمر لساعات طويلة خلال فترة حكمه.
وقال كاسترو في أبرز ظهور علني منذ سنوات: "قريبا سيكون عمري 90 عاما.. قريبا سأكون مثل الآخرين. الكل يأتي دوره"، ومرة أخرى ترددت الهتافات "فيدل فيدل".
وكان كاسترو يرتدي سترة رياضية زرقاء ويضع نظارة، وقال: "لعل هذه ستكون واحدة من المرات الأخيرة التي أتحدث فيها في هذه القاعة"، مضيفا أن "أفكار الشيوعيين الكوبيين ستبقى دليلا على أنه على هذا الكوكب إذا عملت بجد وبكرامة، فيمكنك إنتاج المواد والسلع الثقافية التي يحتاج إليها البشر".
وكما كان الحال في المرات السابقة التي ظهر فيها في السنوات الأخيرة، فإن كاسترو لم يظهر واقفا، حتى عندما كان شقيقه وجميع المندوبين يقفون تكريما له، لكنه بدا صحيا أفضل مما كان عليه بعد مرض خطير دفعه للتخلي عن السلطة قبل عشر سنوات.
وكان يعتقد ذات يوم أن موت كاسترو سيؤدي إلى زعزعة استقرار
كوبا، ما دفع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى التآمر لقتله، وأنهى ذلك الاعتقاد إلى حد بعيد نقل السلطة بشكل سلس لشقيقه راؤول كاسترو.
وتولى فيدل كاسترو السلطة في ثورة عام 1959، وقاد البلاد حتى عام 2006 عندما أصيب بالمرض، ويعيش الآن في عزلة نسبية، لكنه يكتب مقالات رأي في بعض الأحيان ويظهر في اجتماعات مع كبار الشخصيات الزائرة.
وتضاءل تأثير الزعيم السابق مع تقاعده وإدخال شقيقه لإصلاحات على غرار إصلاحات السوق، لكن فيدل كاسترو لا تزال لديه سلطة معنوية وسط كثير من الكوبيين، لا سيما الأجيال الأكبر سنا.