قال مصدر حكومي يمني، إن مدير أمن عدن شلال شايع، رفض أوامر الرئيس عبد ربه منصور
هادي بالحضور إلى العاصمة السعودية الرياض لعقد لقاء بينهما، بعد الإجراءات التي اتخذها شلال في عدن وشملت ترحيل المئات من مواطني تعز ومحافظات شمالية أخرى.
وقال المصدر لـ"
عربي21" إن هادي أصدر أوامره لمحافظ عدن عيدروس الزبيدي، لإلغاء كافة الإجراءات المتخذة ضد المواطنين من تعز وغيرها من المدن الشمالية المتواجدين في عدن.
وأكد المصدر أن الرئيس حاول الاتصال بشايع المقرب من الإمارات، لكن مسؤولي الأمن في عدن أبلغوا هادي أن شايع أصيب بوعكة صحية وتوجه إلى أبو ظبي.
ويذكر أن هادي عين محافظ عدن ومدير أمنها بطلب إماراتي، حيث يعتبر الرجلان من الشخصيات المقربة من أبو ظبي وولي عهدها محمد بن زايد.
وكان الرئيس هادي قد عبر عن رفض الإجراءات التي اتخذت بحق أبناء تعز وغيرها من المدن الشمالية في عدن، واعتبرها فردية، مؤكدا أن تعز تبقى العمق لمدينة عدن، بحسب قوله.
ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تمت بموافقة إماراتية، حيث تسيطر أبو ظبي بشكل كامل على عدن والمحافظات المجاورة لها، وتدير جميع المرافق الإدارية والعسكرية والأمنية في هذه المحافظات. ويشير المراقبون إلى أن هذه الإجراءات تتوافق مع تصريحات أطلقها مسؤولون وإعلاميون إماراتيون خلال الأشهر الماضية؛ عبروا خلالها عن "حق الجنوبيين بالتعبير عن أنفسهم"، إضافة لسماح الإمارات التي تسيطر فعليا على عدن بتسيير مليونية في المدينة تطالب بالانفصال عن الشمال.
وتأتي الإجراءات التي اتخذتها السلطات في عدن بحق أبناء تعز ومدن شمالية أخرى، بعد أسابيع فقط من اجتماع حضره نائب الرئيس
اليمني السابق علي سالم البيض، ورئيس الوزراء السابق حيدر أبو بكر العطاس، ومجموعة من القيادات الجنوبية في أبو ظبي، تركز البحث فيه على الخطوات التي يمكن أن تؤدي لانفصال الجنوب عن الشمال.
ويبدو أن مساعي بعض القيادات الجنوبية للانفصال أثارت القلق لدى بعض الأطراف والمراقبين السعوديين. وقد أكد مدير عام قناة العرب الدولي الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، أن الرياض يجب أن تتدخل في جنوب اليمن لوقف ما أسماه "المغامرات التي يحاولها البعض"، مشيرا إلى أن هناك حاجة ملحة لتدخل سعودي على الأرض في الشطر الجنوبي من اليمن لحمايته من مغامرات "مستعجلة"، في إشارة على ما يبدو إلى تحركات بعض الجهات الجنوبية الساعية للانفصال.
وقال الإعلامي السعودي إن تلك المغامرات تهدد "عاصفة الحزم"، منوها إلى أن السعودية هي الطرف الذي يرى الصورة الكاملة، على حد قوله.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب توجه إماراتي للسيطرة على المشهد العسكري في عدن وسقطرى وباقي محافظات الجنوب، بعد سيطرتها على حضرموت وتشكيلها أربعة ألوية عسكرية في إطار "عملية تحرير المكلا" من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقد تمت العملية بقيادة الإماراتي مسلم الراشدي الذي كان سابقا قائدا لعمليات التحالف في عدن ومأرب قبل انسحاب الإمارات منها.
خلافات مستمرة بين هادي والإمارات
يذكر أن الإجراءات الأخيرة في عدن بحق أبناء تعز والمحافظات الشمالية، تأتي بعد تصاعد الخلافات بين الرئيس اليمني عبد ربه هادي، ودولة الإمارات، بعدما أقال هادي نائبه خالد بحاح وعين علي محسن الأحمر بدلا منه، وهو القرار الذي اعتبرته أبو ظبي استهدافا لمشروعها، خصوصا أنه تم دون تنسيق مسبق معها.
وبحسب مصدر يمني، فقد حاولت السعودية إصلاح العلاقة بين هادي والإمارات، وقام هادي بزيارة سرية لأبو ظبي قبل أيام بطلب من ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولكن هذه الزيارة بحسب المصدر لم تنجح في إصلاح العلاقات بين الطرفين، ولم تستمر سوى ساعتين واقتصرت على لقاءات بين هادي والمسؤولين الإماراتيين في المطار، في حين تجاهلتها تماما وسائل الإعلام.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن اللقاء بين محمد بن زايد وبين هادي كان عاصفا، مشيرا إلى أن الطرفين تبادلا العتاب في محاولة لتصفية الأجواء، إلا أن العلاقات لا تزال متوترة حتى الآن، بحسب قوله.
وتخشى أطراف يمنية أن تكون الإجراءات الأخيرة التي تمت في عدن، بموافقة إماراتية على ما يبدو، مقدمة لإجراءات أخرى تهدف إلى تحقيق الانفصال وتقسيم اليمن.