استوقفت الهزائم التي يتعرض لها
حزب الله وإيران في
سوريا، لا سيما في محيط مدينة
حلب حاليا، معلقين
إسرائيليين، قالوا إنها "الأكثر قسوة" منذ تورطهما في الحرب إلى جانب نظام بشار الأسد.
من جهته، أكد معلق الشؤون العربية في موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، روعي كييس، أن الهزيمة التي لحقت بحزب الله وبقية القوى الشيعية والقوات
الإيرانية في معركة "
خان طومان" كانت "قاسية ومدوية"، مشيرا إلى أن الإيرانيين فقدوا في هذه المعركة العدد الأكبر من الضباط والجنود القتلى.
وفي تقرير نشره الموقع صباح الأحد، نوّه كييس إلى أن أحد الجنود الإيرانيين كتب قبل موته أثناء تقدم المعارضة صوب المواقع الإيرانية في بلدة "خان طومان"، رسالة عبر "واتساب"، قال فيها: "ادعوا لنا، نحن 83 جنديا إيرانيا في غرفة واحدة، نحن ننتظر إسناد المدفعية حتى نتمكن من الفرار".
واقتبس كييس من مصادر قال إنها "مقربة" من نظام الأسد، قولها، إن معنويات قوات النظام والمقاتلين الشيعة "متدنية"، مشيرا إلى أن معنويات الجنود والعناصر الشيعة "ازدادت سوءا بعد هزيمة خان طومان".
وقال إن أحد الأسباب التي أفضت إلى الواقع الجديد، هو تراجع وتيرة عمليات القصف الروسية التي كانت تسمح لقوات النظام وحلفائه الشيعة بالتقدم.
وأضاف أن مخاوف تسود قيادة الحرس الثوري الإيراني حاليا، من أن تفضي الخسائر الكبيرة في صفوف القوات الإيرانية إلى إحداث ردة فعل قوية لدى الرأي العام الإيراني "الذي يمكن أن يضغط لوقف التدخل الإيراني في سوريا".
وشدد كييس على أن ما يزيد الأمور تعقيدا، حقيقة أن حاكم بنك لبنان رياض سلامة أصدر مطلع الشهر الجاري توجيهات للبنوك يحظر بموجبها التعامل مع حزب الله ومؤسساته، وذلك امتثالا لقانون أقره الكونغرس الأمريكي مؤخرا.
بدوره، قال المستشرق إيال زيسر، إن كل الدلائل تشير إلى أن حسم المواجهة مع قوى المعارضة السورية "حلم بعيد المنال".
وفي مقال نشره في صحيفة "إسرائيل اليوم" الأحد، قال زيسر إن كل المؤشرات تدلل على أن حزب الله وإيران قد "غرقا في المستنقع السوري".
واستدرك زيسر قائلا إنه "لا يوجد ما يدلل على أنه سيكون بالإمكان إنقاذ حزب الله وإيران من هذا المستنقع الذي يدفع بالطرفين إلى أعماق سحيقة".
وأوضح زيسر أن السلوك الروسي يشير إلى أن موسكو تريد أن توضح للإيرانيين أنها لا تخضع لجدول الأعمال الذي بلورته طهران في سوريا، منوها إلى أن "روسيا توظف القتال في سوريا ضمن لعبة أكبر، للحصول على تنازلات من أطراف أخرى".