شرح الجنرال الأمريكي المتقاعد، مارك هيرتلينغ، في تصريحات له، ما يعني إعلان تنظيم الدولة "
حالة الطوارئ" في
الرقة السورية، مشيرا إلى أن لهذا الإعلان تداعياته العسكرية.
وبحسب ما صرّح به هيرتلينغ محلل الشؤون العسكري في شبكة "سي أن أن" الأمريكية، الأحد، فإن تنظيم الدولة، رأى أن تحركاته في بيئة صحراوية يعطي الولايات المتحدة فرصا أكبر للقصف الجوي، وأن تحرك التنظيم هذا يهدف إلى تغطية الأماكن المكشوفة لحماية عناصره من الغارات.
ورأى هيرتلينغ أن تنظيم الدولة يُرسل رسالة مفادها: "انظروا، نحرك قواتنا لنستطيع ضرب أهداف أكثر"، موضحا أن عناصره يغطون مساحات وأسواقا ليحجبوها عن الرؤية، حتى يحموا أنفسهم من القصف المحتمل.
ومن وجهة نظره، يعتقد الجنرال الأمريكي المتقاعد، بأن "أي نوع من تحركات العدو في بيئة صحراوية يسمح لمزيد من القصف الجوي، والمزيد من المعلومات حول ما يفعله. ولحظة الاستيلاء على هاتين المدينتين الرئيسة، الرقة والموصل، سيؤثر ذلك في قدرتهم على السيطرة على عمليات في مدن أخرى"، وفق قوله.
وقال هيرتلينغ إن تصريح البنتاغون بأن تنظيم الدولة يعلن "حالة الطوارئ" في الرقة، "يعني أن مسؤولي الاستخبارات في القيادة المركزية والدولة الذين يخوضون حربا ضد
داعش في العراق وسوريا، يحصلون على ما يسمى بالاستخبارات المحيطية أو (atmospherics)، أي كل أنواع الاستخبارات التي تُستوحى من الكلام المتداول".
وأوضح الخبير العسكري أن المعلومات "لا يتلقونها فقط من العدو وقوات التنظيم، ولكن أيضا من الأطراف التي تحارب ضدهم،" وأنهم يرصدون ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك".
وأشار إلى أنهم يحرصون على متابعة ما تقوله "القوى الديمقراطية السورية، والتحالف السوري العربي، والبيشمركة، وكل القوى التي كانت تحاصر هاتين المدينتين، الرقة والموصل، للتحضير لهجوم في نهاية المطاف".
وعلى الرغم من ذلك كله، فقد ذهب هيرتلينغ إلى أن الهجوم على الرقة للتخلص من نفوذ تنظيم الدولة "لا يزال بعيد المنال".
وقال إن أمريكا تحاول فعليا تأمين المناطق المحيطة بالرقة، حتى تحظى بحرية المناورة ضد قوات تنظيم الدولة بمجرد الوصول إلى هناك.
يشار إلى أن مسؤولا عسكريا أمريكيا قال الجمعة الماضي، إن تنظيم الدولة أعلن حالة الطوارئ في مدينة الرقة السورية، خوفا من حصار المدينة، التي أعلنها التنظيم عاصمة له.