لم تحول
النكبة الفلسطينية عام 1948 سكان فلسطين التاريخية إلى لاجئين فحسب، بل ألغت وجود قراهم وبلداتهم الأصلية، واستبدلت بها أسماء عبرية.
وفي سبيل البحث عن القرى الأصلية للاجئين الفلسطينيين،فإن العديدين منهم يحتفظون بخرائط فلسطين التاريخية، فإن غابت على الأرض، فهي لا تغيب عن أذهانهم وعن جدران منازلهم في المهجر والشتات.
وفي عصر
التكنولوجيا، كان لا بد من تطبيقات حديثة تذكر بالقرى والبلدات الفلسطينية وما حصل فيها، فجاء تطبيق "آي نكبة" ليذكر الفلسطينيين وغيرهم بالأرض "غير المرئية".
ويرصد التطبيق القرى في الداخل الفلسطيني، ويذكر بالاسم العربي للقرية، وسكانها في عام 1948، والوحدات العسكرية التي احتلتها، والمستوطنات التي أقيمت فيها.
اللافت في التطبيق أنه بمبادرة من مؤسسة "ذاكرات" وهي مؤسسة يديرها عرب ويهود، تسعى للتذكير بنكبة الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى بلادهم التي هجرهم منها "الصهاينة".
وعن الجدل الذي أثارة وقوف مؤسسة
إسرائيلية وراء التطبيق، قالت مركزة مشروع التاريخ الشفهي الفلسطيني في جمعية "ذاكرات"، رنين جريس لـ"
عربي21"، إن كون جمعية إسرائيلية أصدرت هذا التطبيق، قد جلب ضجة إعلامية أوسع، فالتطبيق يتحدى الحدود السياسية التي فُرضت على المنطقة ويرى بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وإنهاء المشروع الاستعماري في البلاد، كحل أساسي وجوهري لإنهاء النزاع في المنطقة وتحقيق العدالة والعيش بسلام.
وتستهدف المؤسسة بحسب ما ذكرت على موقعها على الإنترنت، الجمهور اليهودي في إسرائيل، مشيرة إلى أن "الاعتراف بالمسؤولية معناه الاعتراف بدين اليهود الأخلاقيّ عن عمليات الطرد والتخريب عام 1948، وكذلك هو اعتراف وتحقيق لحقّ اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى بلادهم وفقًا لقرار الأمم المتّحدة رقم 194".
ويتوفر التطبيق "iNakba" بثلاث لغات (العربية، والعبرية، والإنجليزية)، ويضمّ خرائط تشمل معالم البلدات الفِلَسطينية التي تمّ هدمها وتغييبها تمامًا، بعد احتلالها، والتي تمّ هدمها جزئيًّا، أو حتى التي بقيت على ما هي عليه، في حين تمّ طرد أهاليها.
ويضمّ التطبيق معلومات تاريخية، ولقطات فيديو، وصورًا عن هذه البلدات، كما أنه تطبيق تفاعلي ويمكّن المشاركين من طرح صور من البلدات المهدومة.
وأشارت جريس إلى أن هنالك تجاوبا كبيرا مع التطبيق وتغطيات صحفية واسعة، والكثير من النشطاء يستخدمونه للوصول إلى البلدات المهجرة وتوثيقها، ووصل عدد مستخدميه إلى 40 ألف مستخدم.