وجه الكاتب الأمريكي مارك تيسين نقدا لاذعا لترويج الرئيس الأمريكي باراك
أوباما مؤخرا لمقتل زعيم طالبان أختر منصور، على أنه انتصار كبير وخطوة هامة في حرب أمريكا على الإرهاب، مؤكدا أن حركة طالبان حققت مكاسب عسكرية كبيرة في أفغانستان، مؤكدا أن الإرهاب بفضل سياسات أوباما يقف على أبواب أمريكا اليوم.
وقال الكاتب إن حركة طالبان أنشأت أكبر معسكر لتدريب القاعدة منذ الحرب على أفغانستان قبل 14 عاما، مؤكدا أنه لم يكن هناك معسكرات كبرى لتنظيم القاعدة في أفغانستان عندما تولى أوباما منصبه.
وشدد تيسين على أن عملية تدريب الإرهابيين في أفغانستان عادت مرة أخرى من المكان ذاته الذي انطلقت منه العناصر الإرهابية التي هاجمت أمريكا في 11 سبتمبر 2001.
وترى أمريكا أنها وجهت ضربة قاسية للإرهاب ولحركة طالبان الأفغانية تحديدا، بعد إعلانها اغتيال زعيمها الملا أختر منصور، بقصف صاروخي عبر طائرة دون طيار استهدفه داخل سيارة في باكستان، وحديث أوباما بأن مقتل أختر يشكل "محطة هامة في مجهودات أمريكا بعيدة الأمد لإعادة السلام والازدهار إلى أفغانستان".
سرطان الإرهاب استشرى في عهد أوباما
واستمر الكاتب في توجيه انتقاداته لسياسات أوباما في محاربة الإرهاب، مؤكدا أن سرطان الإرهاب استشرى وانتشر في العالم بفضل هذه السياسات.
وقال في مقالته التي نشرتها صحيفة الواشنطن بوست، وترجمتها "عربي21"، إن مصير الطائرة المصرية التي سقطت ما زال مجهولا، ولا أحد يعلم ما هو السبب أو الجهة التي تقف وراء الحادث، وشدد تيسين على أن خطر الإرهاب آخذ في التمدد في منطقة الشرق الأوسط دون أن نستطيع احتواءه.
ونوه إلى أن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آرنست تباها بالنكسات المتتالية التي مني بها تنظيم الدولة خلال الأشهر الأخيرة، في معرض رده على انتقادات لسياسة أوباما في محاربة الإرهاب، مدعيا أن أمريكا قلصت المساحة التي كان يسيطر عليها التنظيم من 45 في المئة إلى 20 في المئة.
وشبه الكاتب ما تفعله إدارة أوباما اليوم بشخص مصاب بالسرطان ويفاخر بأنه استطاع أخيرا تخفيض نسبة الورم في الرئة، ولكنه في حقيقة الأمر سمح بانتقال السرطان لأجهزة الجسم الأخرى.
وأشار إلى أنه كان من الواجب على أوباما أن يهاجم سرطان الدولة الإسلامية في وقت مبكر، وبهذه الطريقة فقط كان يمكنه منع انتشاره في المقام الأول، ولكن أوباما تبنّى سياسة تقوم على أن الصراع في الشرق الأوسط بين المجموعات المتقاتلة على السلطة لا يشكل خطرا على أمريكا، ولن يصل حجم تهديده إلى الداخل الأمريكي كما فعل بن لادن في هجمات 11 سبتمبر.
وأكد الكاتب أن أوباما تجاهل هذا السرطان حتى نما وانتشر في العراق وبعدها انتقل إلى سوريا؛ بل إنه لم يقف عند هذا الحد وانتشر في أنحاء العالم.
وأشار الكاتب إلى تحليل نشرته "سي أن أن"، أكد أنه منذ إعلان الخلافة في عام 2014، فإن الدولة الإسلامية نفذت 90 هجوما في 21 دولة خارج العراق وسوريا، الأمر الذي أسفر عن مقتل 1390 شخصا وإصابة أكثر من 2000 آخرين.
وبحسب التقرير، فإن الدولة الإسلامية أصبحت متواجدة في أكثر من عشر دول، وأعلنت عن قيام "ولاياتها" في الجزائر، ليبيا، مصر، نيجيريا، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وباكستان، وأفغانستان.
ونوه الكاتب إلى أن صحيفة واشنطن بوست ذكرت في عام 2015 أنه "منذ انسحاب معظم القوات الأمريكية والدولية في كانون الأول/ ديسمبر، فإن الدولة الإسلامية حققت نجاحات مطردة في أفغانستان".
وبالإضافة إلى ذلك، أكد الكاتب أن المجموعات السلفية الجهادية التابعة لجبهة النصرة أشد خطورة وتهديدا لأمريكا على المدى الطويل من نموذج تنظيم الدولة، بحسب تقارير عسكرية أمريكية.
ونقل الكاتب عن الجنرال جاك كين قوله إن تنظيم القاعدة "تضاعف أربع مرات في السنوات الخمس الماضية".
وحذر الكاتب إدارة أوباما بالقول: نحن نكذب على أنفسنا إذا كنا نعتقد أن العنف الذي نشهده سيظل محصورا في منطقة الشرق الأوسط، أو جنوب آسيا، أو شمال أفريقيا، أو أوروبا.
وشدد على أنها "مسألة وقت قبل أن يأتي تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة بالعنف إلى سواحل أمريكا".
وأشار الكاتب إلى أن أمريكا تواجه وضعا أكثر خطورة وتعقيدا مما كانت عليه قبل 11 سبتمبر 2001.
ونوه إلى أمريكا كانت تواجه قبل 11 سبتمبر، خطرا من شبكة إرهابية واحدة (تنظيم القاعدة)، وكان لها ملاذ آمن في دولة واحدة (أفغانستان)، ولكن أمريكا اليوم تواجه خطرا من شبكات إرهابية متعددة مع ملاذات آمنة في اثني عشر بلدا أو أكثر.
وقال الكاتب إننا نواجه خطرا لم نشهده من قبل، حيث يتنافس تنظيم الدولة والقاعدة على تجنيد العناصر الجهادية، محذرا من أن طريق أحد التنظيمين للفوز بالمنافسة سيكون بتنفيذ هجوم كارثي داخل الأراضي الأمريكية.
وختم الكاتب مقالته بامتداح سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الذي قامت سياسته إلى محاربة الإرهاب في أماكن تواجده خارج أمريكا، حتى لا تضطر أمريكا لمواجهتهم في الداخل، مؤكدا أن أوباما تخلى عن هذه السياسة، وسيكون الثمن أن الخطر الإرهابي يقترب من أمريكا يوما بعد، يوم ويقف على أبوابها.
عهد أوباما الأغرب والأسوأ
وفي تصريحات للصحافة السعودية، اعتبر محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى السعودي الأسبق أن "الدور الأمريكي في عهد أوباما كان من أغرب وأسوأ أدوار واشنطن بالشرق الأوسط".
وأشار آل زلفة إلى أنه "في عهد أوباما رأينا ترديا للمحاولات الأمريكية السابقة في البحث عن حل للقضية الفلسطينية، وخذلانا للثورة السورية، وظهور تنظيم داعش، واستئساد روسيا على أمريكا، وفتورا في العلاقات الخليجية الأمريكية".
وشدد أن تردد إدارة أوباما أدى لظهور تنظيم الدولة في سوريا، ودخول روسيا وإيران لمساندة نظام الأسد في مواجهة الثورة الشعبية، وشجع على وجود الإرهاب، فداعش لم ينطلق إلا في عهده بسبب ما شاب السياسة الأمريكية من وهن وترد.
من الجدير بالذكر أن استطلاعات للرأي الأمريكي أشارت إلى أن غالبية من الأمريكيين يرون أن إدارة أوباما غير جادة في محاربة تنظيم الدولة، بالإضافة إلى أن التقارير الصحفية الأمريكية تشير إلى امتعاض كبار الساسة الأمريكيين من
السياسة الخارجية التي تتبعها إدارة أوباما وخاصة فيما يتعلق بضعف السياسية الأمريكية الأمنية في الشرق الأوسط.