مع حلول شهر
رمضان المبارك؛ استعرض نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، آراء بعض الزعماء والقادة العرب في هذا الشهر، مشيرين إلى أن أحدهم أنكر كون صيامه ركنا رابعا من أركان الإسلام، ومنع آخر الصيام خوفا من تعطيل الإنتاج، وقام ثالث بإخفاء حقيقة رؤية الهلال لأغراض سياسية.
عبد الناصر لا يعترف برمضان
رغم خطابه الشهير في الأزهر الشريف عام 1956، وظهوره في المساجد بالأعياد والمناسبات؛ اتُّهم الرئيس المصري الراحل
جمال عبد الناصر بـ"الإلحاد، وإنكار شهر رمضان"، وهو ما أعلنه اللواء طه زكي، مدير مكتب الرئيس الراحل محمد أنور
السادات، وأحد قيادات المخابرات المصرية، خلال حوار له في برنامج "90 دقيقة" الذي بثته قناة المحور المصرية في آذار/مارس 2015.
وقال اللواء زكي إن "عبد الناصر ماكنش يعرف القرآن، وفي مكالمة سجلناها له (جهاز المباحث) مع هيكل بيقول فيها: صيام إيه يا هيكل، هو إحنا بتوع الحاجات دي، أنا مبكلش قدام الأولاد بس".
ومثّل هذا الكلام صدمة لعدد كبير من المصريين والعرب، ولكن الكاتب المصري الراحل أنيس منصور، كان قد تحدث عن إلحاد عبد الناصر في كتابه "عبد الناصر المفترى عليه والمفتري علينا" حيث قال: "أحس الذين حول عبد الناصر مرتين أنه ليس مؤمنا بعد الوحدة مع سوريا، وبعد هزيمة (1967)، نشرت الصحف البريطانية بعد وفاته حديثا مع أحد مستشاريه قال فيه إن عبد الناصر لم يكن مؤمنا، ونشرت المجلات المصرية ذلك أيضا".
وأضاف منصور: "والله على ما أقول شهيد، فقد كنا نقف في ملابس الإحرام حول الكعبة؛ رئيس مجلس أمة سابق، ورئيس وزراء سابق، وأمير مكة، ومذيع سابق، عندما تقدمنا الوزير حمدي عاشور، ووضع ذراعه العارية على الكعبة يوم غسيلها، قائلا: ورب هذا البيت؛ لقد سمعت الرئيس عبد الناصر يصف الحج بأنه كلام فارغ، وسمعت أحد مستشاريه يقول ذلك أيضا".
الصيام ممنوع بأمر بورقيبة
أما الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة؛ فقد قرر منع صوم رمضان في عام 1962، بدعوى زيادة الإنتاج، وقام بعزل مفتي تونس الطاهر بن عاشور الذي عارض القرار.
وكان بن عاشور المتوفى في 1973، قد خرج على التونسيين في الإذاعة الرسمية، وتلا آية الصيام قائلا عقبها: "صدق الله وكذب بورقيبة".
وفي كتابه "بورقيبة والإسلام.. الزعامة والإمامة"، قال الكاتب الصحفي التونسي لطفي حجّي، إن موقف بورقيبة من الصوم "يُعد الحلقة الأضعف في تعامله مع الإسلام، والتي مكنت خصومه من استغلالها لما تضمّنه من استفزاز واضح لمشاعر المسلمين، ولعلّ ما ساهم في تعميق هذا الشعور؛ مرور الزعيم الراحل من القول إلى الفعل، إذ قام بتناول كأس من العصير خلال شهر رمضان، وذلك في خطاب ألقاه في شباط/ فبراير 1960 بالبلماريوم (مبنى بجوار المسرح البلدي بوسط العاصمة تونس)".
بورقيبة كان قد قام عام 1957 بغلق جامع الزيتونة، أقدم جامعة إسلامية، حيث تأسست عام 79 هجرية، ودعا إلى ترك الحجاب المعروف في تونس بـ"السفساري".
القذافي ومخالفة الهلال
إذا كان بورقيبة قد أقصى مفتي تونس، فإن القذافي ألغى منصب المفتي نهائيا، وحول هذه الواقعة يقول الكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه إنه ذهب إلى دار الإفتاء الليبية ليلة رؤية هلال رمضان منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بينما المفتي يكتب بيانا يعلن فيه أن غدا أول أيام رمضان، جاءته رسالة من العقيد القذافي تطالبه بإعلان صيام رمضان بعد غد.
مفتي ليبيا وقتها رفض تنفيذ أمر النظام، وخاطب الليبيين بقوله: "من يريد أن يصوم طبقاً للرؤية الشرعية فليصم غداً، ومن يريد أن يصوم طبقا لرؤية النظام فليصم بعد غد"، حسب قول الفقيه المنشور بصحيفة "الوفد" المصرية، آب/ أغسطس 2011.
وقال الفقيه للصحيفة: "إن النظام في ليبيا كان يريد أن يتدخل في كل شيء بالنسبة للمواطن الليبي، وأنه ذات يوم ألغى دار الإفتاء.. وقالوا "مفيش" دار للإفتاء".
وأضاف: "أذكر أننا كنا نسمع ـ الإذاعة تقول غدا رمضان، وفي الفجر تقول ـ الإذاعة "لا.. علقوا صيامكم"، أو غدا إفطار ثم بعد فترة قصيرة يقولون لا.. صيام"، كان هناك "لعب" غريب. وأحيانا نوع من "المشاغبة".
الفقيه اعتبر أن تلك المشاغبة من القذافي كانت مع السعودية، وأكد الكاتب الليبي أنه "إذا قالت السعودية غدا صيام.. طيب إحنا هنقول بكره إفطار والسبب كان باختصار هو "مزاج" الحاكم"، حسب قول الفقيه.
يذكر أن شهر رمضان عام 2012 شهد صيام الليبيين لأول مرة برؤية واحدة مع السعودية، إثر ثورة الليبيين على العقيد القذافي.
السادات أخذ برخصة الإفطار
أما الرئيس الراحل أنور السادات الذي حمل لقب "الرئيس المؤمن"، فقد أخذ برخصة إفطار رمضان أثناء حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، وهو ما أكدته زوجته جيهان السادات، خلال حوار صحفي لها مع الكاتب الصحفي مجدي الجلاد بصحيفة "الوطن" المصرية، في أيلول/سبتمبر 2014.
وتقول جيهان السادات: "الرئيس كان يتابع بنفسه التخطيط لحرب أكتوبر وتنفيذها في غرفة العمليات بمنطقة سراي القبة طول النهار، ويخرج من الغرفة بعد الظهر للغداء فقط، وأمر الموجودين معه بالإفطار في رمضان"، مضيفة أنه قال للجنود: "افطروا وأنا هفطر معاكم عشان دي حرب ولازم نكون جاهزين".
وهو ما رواه الرئيس السادات بنفسه في كتابه "البحث عن الذات"، الصفحتان 260 و261، حسب صحيفة المصريون.
مرسي.. رمضان واحد في الحكم
شهد الرئيس محمد مرسي شهر رمضان 2012 في قصر الرئاسة، وعرف عنه إمامته للحاضرين بالقصر الرئاسي في صلاة التراويح، وكان يبدأ عمله عقب صلاة الفجر، كما أدى صلوات الجمعة خلال الشهر الكريم في عدة مساجد منها عمرو بن العاص المسجد الأشهر بالقاهرة، فيما قضى رمضان 2013، محبوسا في مبنى الحرس الجمهوري بالقاهرة إثر انقلاب الجيش عليه مع نهاية عامه الأول في الحكم.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرئيس مرسي من مسجد الفتح بالزقازيق مسقط رأسه، وكلمة له من داخل المسجد دعا فيها المصريين لمواصلة العمل والإنتاج في شهر الصيام والعبادة.