تشهد مدينة جرمانا، على أطراف العاصمة السورية، انتشارا غير مسبوق لعشرات المقاهي والملاهي الليلية غير المرخصة والعشوائية والتي تغص بمئات الرواد يوميا، غالبيتهم من قادة وعناصر الميليشيات التابعة للنظام السوري.
مصادر إعلامية موالية للنظام السوري أكدت تورط شخصيات رسمية من النظام في نشر
الملاهي والنوادي الليلية، وكذلك استئجار منازل فخمة واستثمارها في "الدعارة والحفلات الخاصة"، حيث تدر عليهم الأموال.
ونوهت إحدى صفحات مدينة جرمانا، ذات الغالبية الدرزية والمسيحية إضافة إلى نسبة قليلة من الموالين للأسد من الطائفة العلوية، إلى أن الشخصيات العاملة في نظام الأسد، الحكومية منها والأمنية، استغلت النفوذ في تجارة الملاهي والنوادي والمنازل في وسط المدينة، واستقدامها لأنواع فاخرة من الخمور والكحول وصولا إلى المخدرات ومادة الحشيش لتقديمها إلى النزلاء ورواد هذه الأماكن.
واستطردت المصادر بأن الإقبال على مضاعفة هذه الملاهي والليالي الحمراء وحفلات الخمر والمخدرات سببه توافد عشرات القيادات العسكرية من ميليشيات الدفاع الوطني العاملة في محافظة دمشق، والمليشيات الأجنبية، الأمر الذي جعل المدينة تغص بأكثر من 33 ملهى، بالإضافة إلى عشرات الشقق المشبوهة، وسط غياب أي إجراء حكومي بإيقاف هذه الحفلات واقتصار الأمر على وعود، بحسب ما نقلته المصادر.
من جهته، أشار الناشط الإعلامي صهيب خليل، المطلع على مجريات مدينة جرمانا، إلى أن
النوادي الليلية والخمارات تكاثرت في جرمانا منذ العام الماضي بشكل ملفت للنظر، عقب انتقال العشرات منها من الأوتوستراد الدولي الواصل إلى طريق المطار، وكذلك من منطقتي معربا والتل قاصدة المدينة إثر المواجهات المسلحة مع الفصائل.
وقال خليل لـ"
عربي21": "السواد الأعظم من المتاجرين أو ممن يزور هذه الأماكن هم من أبناء كبار مسؤولي النظام السوري، وخاصة أبناء الأمنيين منهم، وتضاعفت أعداد الزوار عقب الانتشار الكبيرة للمليشيات الشيعية التي تتخذ من جرمانا مقرات لها".
وتحدث الناشط الإعلامي عن وجود عشرات فتيات الليل القادمات من روسيا، وكذلك من لبنان والعراق، مشيرا إلى أن ظاهرتي الدعارة والمخدرات من أكثر العادات انتشارا، فيما تقوم عناصر من
مليشيات الدفاع الوطني أو المليشيات الأخرى بدور الحراسة بالسلاح الميداني على مداخل هذه الحانات.
ومن المظاهر التي ترافقت مع انتشار هذه النوادي، بحسب ما رواه صهيب، انتشار المشاجرات الجماعية بين المخمورين، والتي وصلت في بعض الحالات إلى اشتباكات مسلحة، نتج عنها قطع للطرقات وإصابات في صفوف المدنيين.
وتمتلك بعض هذه المقاهي الليلة تراخيص رسمية صادرة عن النظام السوري، مثل ترخيص ناد رياضي، أو مسبح، ولكنها تعمل كنوادٍ ليلية.
وفي تعقيبها على الانتشار غير المسبوق للنوادي الليلية في جرمانا، قالت اللاجئة السورية في أمريكا، سميرة نصري: "لقد نزحت وعائلتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1997، هربا من مثل هذه النوادي التي كانت منتشرة في ذلك الزمن والتي لا تحترم إنسانا ولا عادات ولا تقاليد، وبعد كل هذه السنين، الحياة صارت أسوأ"، كما قالت.