رفض المفكر والداعية الإسلامي عزام التميمي الاستمرار بتحميل الخطاب الإسلامي والإسلاميين مسؤولية ظهور
داعش، مؤكدا أن
السيسي هو الذي أفرز داعش؛ إذ لم تكن الأخيرة موجودة قبل الانقلاب.
وأكد التميمي، في حديث رمضاني لقناة الشرق، أن هناك انتكاسة في الأوضاع؛ بسبب الثورة المضادة، والإسلاميون ليسوا المسؤولين عن هذه الانتكاسة، فالمشكلة لم تكن في فكر الإسلاميين، طالبا النظر إلى ما قدمه عبد الوهاب المسيري والدكتور طارق البشري وحسن الترابي وراشد الغنوشي والقرضاوي، فهناك كم هائل من النقلات، متسائلا: فكيف نلام نحن الآن ويتم تحميل خطاب الإسلاميين المتقدم جدا جريرة ظهور داعش.
وقال التميمي إنه يخشى أن الناس -بسبب الأزمة التي يمرون بها بالثورة المضادة- بدأوا يرتبكون، ويظنون أن السبب في الأزمة الحالية ما لدى الإسلاميين من أفكار ومناهج، وهذا تقدير غير صحيح.
وتابع حديثه بالقول: "معرفتي بما يجري بمصر، وما جرى للدكتور مرسي، لا يمكن أن يعزل ما حصل بمصر لخطأ ما، فهناك قوى إقليمية ومحلية ودولية خافت من الثورة، وجمعت جموعها من أجل أن تنقض عليها في ثورة مضادة، وهذا حصل في ثورات أخرى في العالم".
ونوه إلى أن الإسلاميين بالذات أصبح لديهم شيء من الارتباك، ودليل على ذلك شعار الفصل بين الدعوي والسياسي الذي بدأ الإخوان في تونس ومصر بتطبيقه.
وأوضح قائلا: "عندما ذهبت لتونس كان هدفي أن أفهم من الإخوة في تونس قصة الفصل بين الدعوي والسياسي، مذكرا بأنه صحب راشد الغنوشي ربع قرن، وفهم حركته فهما لا بأس به".
وأشار إلى أنه لم يكن للإخوة في
حركة النهضة وقت للجلوس معهم، ولكن تصريحات بعض رموزهم حول فصل الدعوي عن السياسي تؤكد أن ما جرى كان تحت ضغط الواقع السياسي.
وقال التميمي إن فكرة تجديد الخطاب فكرة ليست جديدة، وإنه لا يوجد خطاب واحد عند الإسلاميين، بل خطابات، فالإخوان المسلمون حدثت معهم عدة نقلات في مجال الحوار مع الآخر والمرأة والديمقراطية وحقوق الإنسان والأقليات، وبعض كبار المفكرين ممن ينتسبون للإخوان، أو كانوا قريبين من دعوتها، صنعوا عملا هائلا في هذا المجال، لكن بسبب الأزمة الحاصلة حدث خلط حول تحديد سببها، هل هي مشكلة فكرية، أم مشكلة تنظيمية، أم مشكلة قوى إقليمية وعالمية؟.
وأضاف أن المشكلة في حركة النهضة أن الإخوة هناك ارتبكوا، وأخذوا بإرسال التطمينات، والحقيقة أن المطلوب هو أن تظل ترسل تطمينات حتى تشرب الخمر وتأكل لحم الخنزير، حتى يرضى الآخرون عنك، ولن يرضوا.
وأكد التميمي أنه يجب على الإسلاميين وضع خط أحمر، فلماذا وإلى متى سأرسل تطمينات لمن قتلوا إخواننا في رابعة؟ إلى متى سأرسل تطمينات للقابع في أبو ظبي، دافعا المليارات لتنقض الثورة المضادة؟.
وشدد في ختام حديثه على أنه ليس مطلوبا منا أن نستمر في تقديم التطمينات والتنازلات، وينبغي أن أثبت على مبدئي، فأنا أريد أن أحرر الإنسان العربي، على حد تعبيره.