علق مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد
واشنطن، سايمون هندرسون، الثلاثاء، على زيارة ولي ولي العهد السعودي
محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، في زيارة من المرجح أن تشمل نيويورك والساحل الغربي وواشنطن.
وقال هندرسون في مقال نشره على موقع "معهد واشنطن"، إن "المحادثات التي من المتوقع أن يجريها مع إدارة الرئيس
أوباما والكونغرس الأمريكي ستكون عنصرا حاسما في العلاقات الثنائية. وعلى الرغم من أن ولي ولي العهد البالغ من العمر ثلاثين عاما يشغل مناصب رسمية مختلفة، فإن استحقاقه الأكثر أهمية هو أنه النجل المفضل للعاهل السعودي المريض الملك سلمان البالغ من العمر ثمانين عاما".
ولذلك، فهو (محمد بن سلمان) يمثل مستقبل المملكة العربية
السعودية، لاسيما وأنه أطلق مؤخرا "برنامج التحول الوطني 2020" كجزء من مبادرة "رؤية عام 2030"، بهدف توجيه اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد المفرط على احتياطيات النفط، حسبما يرى هندرسون.
ويضيف أن "هذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن خلال مدة تزيد قليلا على عام واحد. ففي أيار/ مايو 2015، رافق ابن عمه الأكبر سنا، ولي العهد الأمير محمد بن نايف، للمشاركة في قمة زعماء دول الخليج في كامب ديفيد، عندما حاول الرئيس أوباما تهدئة المخاوف بشأن الاتفاق النووي مع إيران. وفي أيلول/ سبتمبر، عاد إلى واشنطن مع والده الذي سمح له بإدارة غالبية المحادثات في الاجتماع الذي عُقد مع الرئيس الأمريكي في المكتب البيضاوي".
واستدرك هندرسون قائلا: "بيد أن الرحلة الفردية التي يقوم بها الأمير ابن سلمان هذا الأسبوع سوف تباركه في الواقع كشخصية رئيسة في الاتصال بين الرياض وواشنطن، وتهمّش الوريث التقليدي الواضح الأمير محمد بن نايف، الذي كان قد اعتُبر سابقا من قبل مسؤولين أمريكيين (أمير مكافحة الإرهاب) و(السعودي المفضل لدى واشنطن)".
وقال إنه "خلال الزيارتين اللتين قام بهما الأمير ابن نايف إلى البيت الأبيض في كانون الأول/ ديسمبر 2014 وأيار/ مايو 2015، تم تكريمه من الرئيس الأمريكي وكبار مسؤولي الأمن. إلا أن ذلك الشرف يعود الآن إلى الأمير محمد بن سلمان، الذي سيعقد اجتماعات في البيت الأبيض والكونغرس، من بينها مع مسؤولين ولجان تشرف على قضايا الأمن الداخلي والاستخبارات، والتي عادة ما تُعتبر جزءا من دائرة نفوذ الأمير محمد بن نايف".
وعلى الرغم من التقارير الأولية التي تصوّر الزيارة الحالية للأمير الأصغر سنا على أنها محاولة لعرض رؤيته إلى الشركات والبنوك الاستثمارية في الولايات المتحدة، عن مبادرة "السعودية 2030"، فإن الجزء الأول من الرحلة سيركز على ما يبدو على توفير الدعم السياسي، على حد تعبير هندرسون.
وزاد قائلا: "وقد يكون ذلك أمرا صعبا. ففي الوقت الحالي، هناك شعور بالقلق في دوائر الكونغرس تجاه الرياض مما قد تتضمنه الصفحات الثماني والعشرين التي استُبعدت من التقرير العلني المتعلق بهجمات 11 أيلول/ سبتمبر".
وأوضح هندرسون أنه "يقال إن الصفحات الناقصة تحتوي على مزيد من التفاصيل حول التدخل السعودي المحتمل في تلك الهجمات، على الرغم من أن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان، كان قد أكد في مقابلة أجراها مع قناة العربية في 12 حزيران/ يونيو أنه ليس هناك أي دليل على أن (المملكة العربية السعودية) دعمت الهجمات ...".
الحرب في اليمن
وفي غضون ذلك، توقف البيت الأبيض عن تقديم ذخائر القنابل العنقودية إلى الرياض في الشهر الماضي بسبب المخاوف من تساقط المزيد من الضحايا بين المدنيين في
اليمن، حيث إن التحالف يكافح بقيادة السعودية من أجل إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، بعدما كان المتمردون الحوثيون المرتبطون بإيران قد أُجبروه على الفرار من العاصمة في العام الماضي، بحسب تعبيره.
وقال هندرسون، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عكس في الأسبوع الماضي، قرار إدانة العمليات السعودية في اليمن الذي كانت قد اتخذته إحدى اللجان، بعدما هددت الرياض بقطع جميع معوناتها المالية لبرامج المساعدات التابعة للأمم المتحدة. وقد شكا كي مون من الضغوط "غير المقبولة" التي تمارسها الرياض على الأمم المتحدة.
وأضاف: "بصرف النظر عن هذه الخلفية الدبلوماسية المشحونة (بمشاعر عدم اليقين)، فإن زيارة الأمير محمد بن سلمان سوف تمنح فرصة للسياسيين والمسؤولين الأمريكيين لتقييم الأمير شخصيا. وعلى الرغم من صغر سنه وعدم خبرته النسبية، فإنه يتمتع بسمعة (طيبة كمسؤول) ويعمل بجد ويمتلك شخصية قوية".
ووفقا لهندرسون، فإن ابن سلمان يعاني أيضا من قصة تتبعه منذ أيامه كرجل أعمال، ويبدو أنه كان قد هَدّد قاضيا سعوديا بإطلاق رصاصة عليه لرفضه التوقيع على إحدى معاملاته التجارية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه في الوقت الذي يصوّره فيه المسؤولون السعوديون بأنه يتمتع بعلاقة عمل جيدة مع الأمير محمد بن نايف، فإن ذلك يثعتبر على نطاق واسع أمرا غير صحيح.
ويُقال إن بعض أعمامه الأصغر سنا، والعديد من أبناء أعمامه من آل سعود (يتتبعون سياسته) بانتظار فشله. لذلك فإنه ينبغي أن يُنظر إلى زيارة الأمير محمد بن سلمان هذا الأسبوع على أنها محاولة للتأكد من عدم إمكانية عكس مسار تقدمه، طبقا لقول مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن.