وجّه ضابط في
الحرس الثوري الإيراني انتقادات غير مسبوقة لمواقف قاسم
سليماني من
البحرين وسوريا، عبر رسالة مفتوحة.
وبدأ الضابط محمد مهدوي فر رسالته التي نشرها بصفحته في "فيسبوك"، واطلعت عليها "عربي21"، قائلا: "سيادة اللواء سليماني، قائد فيلق "قدس" في الحرس الثوري الإيراني، بعد التحية والسلام، والدعاء بقبول طاعاتكم وعباداتكم في شهر رمضان الكريم.. بالأمس، وبخصوص ما يتعلق بمسألة البحرين، نشر بيان مثير من قبلكم "تفوح منه رائحة الدم" على وسائل الإعلام".
وأضاف: "كل القضية هي أن حكومة البحرين أعلنت إسقاط الجنسية عن أحد مواطنيها المعارضين، وأنت غضبت، ولكن أسمح لي بصفتي كنت مرافقا لك في الحرب العراقية- الإيرانية أن أنصحك بالخير، وأذكرك، وأعرض عليك عدة نقاط، كما يلي:
أولا: "ذكرت في بيانك حول الجارة البحرين بأن أي مساس بعيسى قاسم سوف يؤدي إلى ثورة مسلحة وإسقاط النظام بالبحرين، وسيكون هذا أحد آثار هذا التعدي والمساس بعيسى قاسم. السيد سليماني: بلدنا العزيز إيران لديه قائد ورئيس وبرلمان ومجلس أمن قومي. وإذا ما حدث أمر هام يستوجب إعلان الحرب ضد بلد مجاور، فهو واجبهم كقيادة، وليس من واجبك أنت".
ثانيا: "حينما قررت السلطات في إيران عام 2009 فرض الإقامة الجبرية على مرشح الرئاسة الإيرانية مير حسين موسوي، الذي يحظى بشعبية وبتأييد الملايين من الإيرانيين، هل أصدرت الشخصيات العسكرية في البحرين بيانا حول موسوي، وهددت إيران بالحرب؟ لم يفعلوا ذلك؛ لأنها سياسة غير مألوفة في كل العالم".
ثالثا: "إسقاط نظام الحكم في أي دولة هو من نسج خيالك، وأنت تحلم بذلك، وهل المجتمع الدولي ميت حتى تذهب أنت وتطيح بنظام حاكم، وتسفك الدماء على الطريقة العسكرية هناك؟ وهل تعتقد بأن المجتمع الدولي سوف يبقى متفرجا، ويخشى صراخك، وتتصور أننا نحن في إيران سوف نصفق لك، ونحييك، ونبعث لك التهاني؟".
رابعا: "أثبتت تجربة نمر النمر أنه أينما تدخل المتطرفون لنصرة قضية أي مظلوم والدفاع عنه، فلن تنتهي القضية إلا بضرر المظلوم وخدمة الظالم".
وانتقد مهدوي الهجوم على السفارة السعودية في طهران، قائلا: "ألم يؤد الهجوم على السفارة السعودية في طهران لانتصار دولي حققته السعودية؟ وفي المقابل، ألم يتسبب هذا الهجوم في إذلال إيران وإدانتها من المجتمع الدولي؟".
وتابع مهدوي: "ألم يُظهر اقتحام السفارة السعودية في طهران للعالم بأننا -الإيرانيين- شعب متوحش؟! ألم يؤد هذا العمل إلى تعطيل فريضة الحج؟ حيث وصل الأمر بعدها إلى إذلال واحتقار المسؤولين الإيرانيين أمام السعوديين، واستجداء موافقتهم على حج الإيرانيين، وكل ذلك لم يؤد إلى أي نتيجة".
ولم يتوقف مهدوي عند ذلك، بل تجاوز نحو القضايا الإقليمية، بالقول: "لماذا تمنحون أعداء الوطن والشيعة ذرائع؛ بسبب سلوككم وتصرفكم، حيث لا يترك لهم ذلك إلا الندم، مع الإحراج لشعبنا الإيراني؟".
خامسا: "هل نسيت حربنا مع صدام، التي تركت أكثر من مليون بين قتيل وجريح لكلا البلدين المسلمَيْن، وكان الرابح من هذه الحرب هي الدول التي أفرغت ترسانتها العسكرية من خلال بيعها للعراق وإيران، وعن طريق أموالنا نحن المسلمين تم تطوير مصانع السلاح، وجني أرباح خيالية؟".
وقال: ألا ترى أن البلدين الغنيين، وهما العراق وإيران، تم تدميرهما؛ بسبب الحرب الطاحنة بين البلدين، ولم تخلف الحرب إلا التأخر والإفلاس، ولم تحمل معها إلا المآسي للأجيال القادمة؟".
وأضاف: "لاحظت في بيانك أنك وصفت تعامل حاكم البحرين مع المعارضين والمحتجين بالقول: لن يتحمل الشعب البحريني الصابر الظلم والتمييز وانتهاك حقوقه العادلة والسجون والتعذيب، وأنا أدعوك يا قاسم سليماني لمشاهدة تعامل قوات البسيج والحرس الثوري والشرطة الإيرانية مع المحتجين الإيرانيين عام 2009. لا تنهَ عن فعل وتأتي مثله".
سابعا: "هل أنتم في سورية تدافعون عن مزار السيدة زينب أم عن بشار الأسد، وبأي ثمن؟".
ثامنا: "كم يبلغ مرتبك الشهري ومرتب الأمراء من أمثالك في الحرس الثوري الإيراني؟".
ويرى مراقبون تتواصل معهم "عربي21" في الداخل بأن رسالة مهدوي فر، الذي كان من الضباط الذين عملوا بجانب سليماني في الحرب العراقية- الإيرانية، "تؤكد أن هناك أصواتا إيرانية كثيرة في الداخل ترفض سياسات القيادة الخارجية، التي انعكست بصورة سلبية على المواطن في إيران".