تعرضت بلدة "أوتايا" في
الغوطة الشرقية، الخميس، لقصف صاروخي عنيف من قبل قوات النظام السوري المتمركزة في مطار مرج السلطان، الذي زاره بشار الأسد قبل أيام فقط.
وقد أوقع
القصف عددا كبيرا من القتلى والجرحى من المدنيين، بينهم عائلة نازحة إلى الغوطة، قُتلت الزوجة وطفلاها تحت ركام منزلهم الذي دُمر فوق رؤوسهم، فيما لم يبق لرب الأسرة سوى حلق ذهبي صغير كانت طفلته الصغيرة المحترقة ترتديه.
من جانبه، أكد الدكتور أبو ياسر، أحد أطباء المكتب الطبي في قطاع المرج، أن المشفى الميداني غص الخميس بقرابة 20 ضحية، غالبيتهم من النساء والأطفال، جراء القصف الصاروخي الذي طال البلدة، فيما كانت أعداد الجرحى والمصابين أكبر بكثير.
وقال الطبيب أبو ياسر لـ"
عربي21"؛ إنه من بين الضحايا الذين استقبلهم مشفى قطاع المرج امرأة وطفلان محترقان جراء صاروخ أرض - أرض استهدف منزلهم، فدمر المنزل فوق رؤوسهم، فيما احترقت الجثث بالكامل، علما بأن أكبر الطفلين لا يتجاوز من العمر 14 عاما.
وأضاف: "انتشلت فرق الإنقاذ الأم المحترقة والطفل والطفلة المحروقين بشكل كامل، وفي مشفى المرج قام الفريق الطبي النسائي بتكفين الأم وطفليها المتفحمين بشكل كامل، إلا أن إحدى الممرضات عثرت على حلق من الذهب ما زال في أذن الطفلة التي لا تتجاوز سن الثالثة عشرة، فقامت بانتزاعه ووضعه في قسم الأمانات داخل المشفى".
ومساء، جاء رب الأسرة ليشاهد بقايا زوجته وأطفاله بعد أن شاهد منزله قد تحول إلى أكوام من الركام، حيث لم يبق له في على وجه هذه الأرض سوى الحلق الذهبي الصغير الذي كان ترتديه طفلته الوحيدة، "فالمنزل أصبح هباء منثورا، والزوجة محترقة، والأطفال محترقون، أما قلب رب الأسرة فلا كلمة تصف حاله، بعد أن فارقته شريكة العمر، وكذلك فلذات أكباده"، كما قال الطبيب.
وكان الأب قد نجا من الموت لأنه كان خارج المنزل لحظة سقوط الصاروخ الذي أطلق من مطار مرج السلطان، الذي زاره رئيس النظام قبل أيام والتقى قواته العسكرية المتمركزة فيه، متوعدا "الإرهابيين" بحرب حتى النهاية.
ونوه الدكتور أبو ياسر إلى أن هذه العائلة بالأصل هي عائلة نازحة في الغوطة الشرقية منذ سنوات، بعد أن سقطت البلدة التي يتحدرون منها بيد قوات النظام، ليكون يوم الخميس آخر أيامهم مع الحصار والجوع والقصف المستمر من قبل قوات النظام على قطاع المرج في الغوطة الشرقية.
وما يزال قطاع المرج في الغوطة الشرقية القطاع الوحيد الذي لم تدخله أي مساعدات طبية أو إنسانية أو إغاثية، رغم حديث الأمم المتحدة عن الوصول لكل المناطق المحاصرة في
سوريا.
بدوره، أشار الناشط الإعلامي علاء الأحمد، في حديث لـ"
عربي21"، إلى أن منطقة المرج تعتبر من المناطق الهامة المتبقية بيد الثوار في الغوطة الشرقية، وذلك بعد سقوط القطاع الجنوبي من المنطقة؛ بأكمله بيد قوات النظام السوري، علما بأن الغوطة كانت تتغذى من أراضي القطاع الجنوبي الزراعية، قبل سقوطه.
وبعد سقوط القطاع الجنوبي، اتجهت أنظار النظام السوري إلى قطاع المرج حيث تشهد المنطقة يوميا حالات اقتحام وقصفا عنيفا، وذلك في مسعى من قوات النظام للسيطرة عليه وقطع المنفذ الرئيسي الغذائي للغوطة الشرقية.
ويقول نشطاء إن قوات النظام السوري تتبع الطريقة ذاتها التي اتبعتها في القطاع الجنوبي، وهي سياسة الأرض المحروقة، للتمهيد لتقدمها البري، فيما يعتبر قطاع المرج أحد أهم القطاعات في الغوطة ويعد خاصرتها الغذائية أيضا.