عاش القسم الخاضع لسيطرة الثوار في ريف
درعا، جنوب
سوريا، خلال الثلث الأخير من رمضان، على وقع
التفجيرات والهجمات والمفخخات التي يرسلها
تنظيم الدولة.
فقد سُجل قيام التنظيم خلال الأيام الماضية بهجوم على حاجز في
الجيش الحر ببلدة السهوة، بالريف الشرقي لدرعا، حيث قتل ثلاثة عناصر كانوا يتواجدون فيه. وقد تمكن المهاجمون من الفرار، لكن تم القبض على أحدهم، فيما فجّر آخرون أنفسهم بعد محاصرتهم.
كما تم اغتيال منجد الزامل، قائد لواء أحفاد عمر، في بلدة الحارة، شمال درعا، إضافة إلى التسلل لمستودع السلاح الثقيل لجيش الأبابيل وتفجير عدد من الآليات والمدرعات فيه.
كما أودى تفجير بحياة ثمانية أشخاص، بينهم قائد لواء مجاهدي إنخل، وذلك عندما قام انتحاري بتفجير نفسه في اجتماع ببلدة إنخل، غرب درعا، وغيرها من العمليات التي وصل عددها إلى نحو عشر عمليات خلال الأيام الماضية.
وتعليقا على هذه الهجمات، قال عصمت العبسي، رئيس دار العدل في حوران، إن تزايد عمليات التنظيم في الفترة الأخيرة؛ تعود للمعابر التي كانت غير منضبطة مع منطقة اللجاة التي تعد البوابة لدخول وتسلل عناصر التنظيم للرقعة المحررة من درعا.
وتابع العبسي في حديث لـ"
عربي21"؛ أن حاجة تنظيم الدولة لنصر وعمليات لرفع المعنويات في منطقة حوض اليرموك المحاصرة من قبل فصائل الجيش الحر، والتي يسيطر عليها جيش خالد بن الوليد المرتبط بتنظيم الدولة بالريف الغربي لدرعا، هو ما دفع التنظيم لتكثيف هذه العمليات في الآونة الأخيرة أيضا.
وحول الإجراءات والسبل للحد من هذه العمليات في مناطق الجيش الحر، قال العبسي: "نسعى لتطبيق إجراءات حقيقية على الحواجز، وجدية أكبر في عمليات التفتيش، والتعاون بين فصائل الجيش الحر، بعدما تأثر هذا التعاون ببعض الخلافات بين الفصائل، ما أدى لحالة استرخاء على الحواجز، الأمر الذي اعتبر من أهم الأسباب التي مكّنت التنظيم من تنفيذ هذه العمليات".
ولفت العبسي إلى أن التعاون قد زاد وكبر بعد هذه العمليات، واستطاعت دار العدل إحباط عمليتين، إحداهما كانت تستهدف مسجدا في قرية نصيب بالريف الشرقي لدرعا، ويصلي فيه عدد من قيادات الجيش الحر بدرعا.
كما عمد تنظيم الدولة إلى استهداف وحدات الهندسة والعناصر المتخصصة بتفكيك الألغام والمتفجرات، من خلال وضع عبوات غير مخفية تماما، وعند اقتراب عناصر الهندسة منها؛ يتم تفجيرها عن بعد، وهو ما جرى مع عدنان العبسي، قائد كتيبة الهندسة في فرقة أسود السنة، في بلدة صيدا بالريف الشرقي، وبالطريقة ذاتها أيضا قُتل قائد كتيبة الهندسة في لواء جيدور حوران، علي الحلقي.
ويعزو مراقبون كثرة عمليات التنظيم في درعا؛ لحالة الاستقرار التي تعيشها المناطق التي تخضع له في درعا، مع اقتصار الاشتباكات معه على مناوشات يومية خفيفة، الأمر الذي مكنه من التخطيط والتنفيذ لعمليات خارج مواقعه بمساعدة عناصر جُندوا حديثا، أو عناصر قد أتوا من مواقع سيطرة التنظيم في البادية السورية.
ويرى آخرون أن هذه العمليات تؤكد فشل التنظيم في الريف الغربي لدرعا؛ في تحقيق أي إنجاز عسكري ينهي حالة الحصار والاستنزاف التي يعيشها عناصره، في الوقت الذي أبدت فيه الحاضنة الشعبية للجيش الحر استياءها من بقاء مناطق سيطرة للتنظيم في درعا، الأمر الذي قد يدفع بعجلة التحركات العسكرية بشكل أكثر قوة وحزما ضد مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد بالريف الغربي لدرعا.
وتشكل جيش خالد بن الوليد مؤخرا من اندماج لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى المرتبطتين بتنظيم الدولة، وقد خاضت المجموعتان معارك عنيفة مع الجيش الحر على مدى الأشهر الماضية.