نفت فصائل الثوار في
داريا ما زعمته مصادر إعلامية شبه رسمية تابعة للنظام السوري أن أكبر فصيل للجيش الحر في مدينة داريا، بغوطة دمشق الغربية، أبدى استعداده لمبايعة
تنظيم الدولة وتسهيل عبور عناصر من جنوب دمشق إلى المدينة، الأمر الذي نفاه قائد لواء "شهداء الإسلام" جملة وتفصيلا، معتبراً ذلك مجرد تضليل إعلامي من قبل النظام للتغطية على سياسة الأرض المحروقة المتبعة في داريا.
وروج الإعلام الموالي لنظام بشار لأسد مزاعم عن وجود ما وصفها بـ"خطة" بين تنظيم الدولة ولواء "شهداء الإسلام" تقتضي بمبايعة الأخير للتنظيم، مقابل إيجاد طريق لهم من خلال الاستيلاء عن طريق درعا القديم، ومن ثم التقدم عبر اتوستراد درعا الجديد.
وأضافت المصادر الموالية عن تغيير الخطة بعد فشلها بسبب ما وصفوه بـ"رصد وانتشار" قوات النظام والميليشيات التابعة له في مناطق الأوتوستراد القديم والجديد، كما توعد إعلام النظام مدينة داريا بالحرب والموت في حال رفضوا الاستسلام له.
من جانبه، أكد قائد لواء "شهداء الإسلام" في داريا النقيب سعيد نقرش؛ أن اللواء يتبع للجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر، ويحمل مشروعا وطنيا، ويهدف إلى إسقاط النظام السوري وإقامة دولة الحرية والعدالة والمساواة بين جميع المواطنين"، مضيفا أن "
لواء شهداء الإسلام بعيد كل البعد عن مشروع تنظيم "الدولة"، وهو أيضا بعيد عن أيديولوجية التنظيم أو ما ينادي به، وفق تأكيده.
وقال النقيب نقرش لـ"عربي21": "ننفي نفياً قاطعاً وجود أي قنوات تواصل بيننا وبين أي من أفراد تنظيم الدولة، وما يدعيه النظام هو محض افتراء، وروايته وتضليله الإعلامي في هذا المجال يأتي بعد فشله بعد فشله على أسوار المدينة".
واستطرد القيادي العسكري في داريا بالقول: "نحن على علم بأن النظام السوري قد أبرم اتفاقا مع تنظيم الدولة جنوب دمشق لإخراجه منها بحمايته، والنظام هو من يتواصل مع التنظيم ويبرم اتفاقيات، بغية حرف الثورة السورية عن مسارها"، على حد وصفه.
ونوه النقيب نقرش إلى أن قوات النظام السوري ومن يواليه ما زالوا ينفذون حملة عسكرية عنيفة على مدينة داريا من الجهة الغربية، والقصف الجوي بالبراميل المتفجرة، موضحا أن هذا المشهد يتكرر يوميا بالتزامن مع استخدام كافة صنوف الأسلحة الصاروخية والمدفعية الثقيلة، لتشهد الجبهات معارك كر وفر بين الجانبين.
وأشار إلى أن قوات النظام تقدمت بعض الشيء، ولكن بشكل بطيء جدا نتيجة لصمود مقاتلي الجيش الحر بما يملكونه من أسلحة تقليدية، بحسب تعبيره.
يذكر أن قوات النظام السوري وكبار مسؤولي نظام الأسد كانوا قد روجوا مع دخول الاتفاق الأمريكي الروسي لعقد هدنة عامة في
سوريا حيز التنفيذ بأن جبهة النصرة (التي أصبح اسمها الآن جبهة فتح الشام) هي من يسيطر على مدينة داريا، ولا يوجد هنالك قوات معتدلة حسب التصنيف الدولي، الأمر الذي نفه العديد من مصادر عديدة، وأن الجبهة لا مقار لها في داريا ولا مقاتلين.