سياسة عربية

أول انتقاد رسمي سعودي "للمهرولين نحو التطبيع" مع إسرائيل

شدد المعلمي أن هؤلاء المطبِّعين لا يملكون الحق في الحديث باسم أحد - أ ف ب
هاجم المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، "المطبِّعين مع الكيان الصهيوني"، مشيرا إلى أنهم لا يملكون الحق في الحديث باسم أحد، أو إعطاء الانطباع بأنهم يمثلون أحدا، وهم لا يتجاوزون كونهم مطبلين.

وقال المعلمي في مقال نشره في صحيفة المدينة السعودية الاثنين، بعنوان: "المطبعون المطبلون"، هناك فرق بين مواجهة الإسرائيليين في ساحات الحوار ومراكز الفكر والمحافل الدولية، فهذه المواجهة وسيلة لمقارعة الباطل الصهيوني بالحق العربي.

وأضاف: "قد نلتمس العذر لمن يطالب العرب بزيارة القدس الشريف والأرض المحتلة؛ استجابة لرغبة أشقائنا الفلسطينيين، وتلبية لدعوتهم، وإسنادا لصمودهم، وإظهارا لتمسك العرب والمسلمين بحقوقهم في المسجد الأقصى وغيره من الأماكن المقدسة".

وتابع: "لكن تجاوز هذا الحد إلى تنظيم اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، وإقحام اسم المملكة العربية السعودية، واستغلال رتب الشرف العسكرية الوطنية في ادعاء مكانة خاصة ليس لها أساس".

وقال: "كل هذا يتجاوز حدود المعقول والمقبول، خاصة إذا أضفنا إليه المقابلات الإعلامية التي لا يجيد هؤلاء فيها التعبير عن أنفسهم باللغة الإنجليزية ولا حتى بالعربية، وينتهي الأمر بهم إلى ترديد حجج واهية، وعبارات لا معنى فيها ولا منطق، وإبراز أنفسهم والوطن الذي ينتمون إليه في صورة كاريكاتورية هزيلة مخجلة".

اقرأ أيضا: "سعوديون ضد التطبيع" هاشتاغ غاضب من زيارة وفد عشقي لإسرائيل

وشدد المعلمي أن هؤلاء المطبِّعين لا يملكون الحق في الحديث باسم أحد، أو إعطاء الانطباع بأنهم يمثلون أحدا، وهم لا يتجاوزون كونهم مطبلين في جوقة علي سالم وسعد حداد وآخرين، ممن سقطوا من ذاكرة التاريخ بعد أن أُسقطوا من سجلات الشرف والكرامة، وإن مما نحمد الله عليه أن بلادنا كانت حتى الآن خالية من أمثال هؤلاء، وأن ردود الفعل الوطنية والشعبية والرسمية أوضحت أنهم لم يعودوا من رحلتهم المشؤومة إلا بالخزي والعار.

وتابع مندوب المملكة بالأمم المتحدة: إنهم يتوشحون برداء العقلانية والاعتدال، ويحاضرون علينا بضرورة قبول الأمر الواقع ومواجهة الحقائق، ونسوا أو تناسوا أن أولى الحقائق هي أن الأيدي التي يمدها الصهاينة إلينا ما زالت تقطر بدماء الفلسطينيين، وأن بساطير عسكرهم ما زالت تدنِّس القدس الشريف، وأن أعلامهم ترفرف فوق الأرض المحتلة".

وكانت الخارجية الإسرائيلية أعلنت عن زيارة تعد سابقة نادرة لوفد سعودي لأراضيها ولقاء بين رئيس الوفد ومسؤولين إسرائيليين في القدس.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية، أنور عشقي، زار إسرائيل، والتقى دوري غولد، المسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، في فندق الملك داوود في القدس.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست إن الوفد الذي صاحب عشقي ضم رجال أعمال وأكاديميين، وكان يهدف إلى دعم مبادرة السلام العربية التي تقدمت بها السعودية عام 2002.

وأضافت الصحيفة أن عشقي التقى يوعاف موردخاي، القائد العسكري المسؤول عن العمليات في الضفة الغربية وغزة، كما التقى نوابا برلمانيين يمثلون المعارضة.