سلّطت صحيفة "النهار"
اللبنانية الضوء على كتاب القاضي محمد صعب، الذي حمل عنوان "في طريق المواجهة من
سوريا الثورة إلى لبنان الثائر من أشعل الفتنة".
وتطرّق الكتاب إلى شخصيات سنيّة مهمّة في لبنان، مثل الموقوفين: الشيخ أحمد الأسير، الفلسطيني
نعيم عباس، الشيخ خالد حبلص، وعمر الأطرش.
نعيم عبّاس، الذي ارتبط اسمه باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق
الحريري، جاء في الكتاب أنه "في عمر الـ12 عاما وضع عبوة وهمية؛ بقصد ترهيب الجيش الإسرائيلي، "فوضع تلفازا معطلا في منتصف طريق العدو، ووصله بشريط سلكي طويل يمتد إلى مكان غير ظاهر، فظنّ العدو أنه عبوة ناسفة، ونجح بالحيلة بتغيير طريق دورية العدو".
ونوّه إلى أن عبّاس خضع عام 1997 لدورة عسكرية في الهرمل لمدة 40 يوما مع الجهاد الإسلامي، تضمنت دروسا على المتفجرات. وعام 1999، تلقى دورة تدريبية عن تأمين حماية الشخصيات من الاغتيالات؛ بهدف وضعه مرافقا مع تسعة آخرين لأمين عام حركة الجهاد الإسلامي. وعام 2000، واكب الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، وكان أول الداخلين إلى المناطق المحررة، وخلع باب معبر فاطمة، وشارك في تحرير سجن الخيام، وشاهد أرض موطنه فلسطين للمرة الأولى بالعين المجردة.
وبحسب الكتاب، فإن عبّاس تأثر بالجهاد في البوسنة، وحاول الوصول هناك دون نجاح، وتأثر لاحقا بشخصية أسامة بن لادن، وبارك تفجيرات أيلول/ سبتمبر، وانضم بعد ذلك لعصبة الأنصار -الموالية للقاعدة- عام 2005.
نعيم عباس تحدّث عن اتصال تلقاه من صديقه يبلغه بنية تنفيذ عملية ضد إسرائيل، انطلاقا من تنظيم القاعدة في العراق، وكيف وصل إلى مضافة للتنظيم في دير الزور، وبعد ذلك التقى مسؤولا عسكريا للقاعدة في الأنبار، وتلقى تدريبات مكثفة على تفخيخ الشاحنات، طالبا دعمه لتشكيل فرع للتنظيم في لبنان.
وتابع الكتاب: "بعد شهرين، عاد عباس إلى سوريا، حيث اعتقلته المخابرات السورية في البوكمال مع رفيقه في تنظيم القاعدة مساعد الزرقاوي، المدعو زين العابدين، وجريحَين سعودي وجزائري، نقلوا جميعا إلى دير الزور. وادّعى في التحقيق معه لدى المخابرات السورية أنه تابع لكتائب ثورة العشرين، وبقي في السجن شهرا وثلاثة أيام. واستغرب عباس إطلاقه، رغم علم السلطات السورية بأن الهوية السورية التي يحملها مزوّرة، ولم يخضع للمحاكمة بهذا الخصوص؛ نظرا لدفعه مبالغ مالية لضباط سوريين".
المقدمة السابقة عن سجل نعيم عباس الجهادي كانت تمهيدا من القاضي محمد صعب عن علاقة عباس باغتيال الحريري.
يقول الكتاب إن عبّاس علم أن النظام السوري حاول التواصل مع الزرقاوي قبل مقتله من خلال أربعة ضباط؛ لأجل فتح باب التعاون والتنسيق معه. فأراد النظام من الزرقاوي إبرام صفقة تُخلصه من السيف المصلت عليه، المتمثل بالتحقيق الدولي في اغتيال الحريري بأن يتبنّى الزرقاوي بتسجيل مصور عملية اغتيال الحريري، أما المقابل فهو باب مفتوح بلا مغلاق من الدعم المالي والعسكري للزرقاوي، وتسهيلات في نقل المقاتلين، وطبعا إطلاق زين العابدين مساعد الزرقاوي، الذي كان ما يزال يقبع في سجن النظام إلى أن تحين صفقة".
وتابع الكتاب على لسان نعيم قاسم: "عام 2007، زار زين الدين في سجنه رئيس فرع الأمن السياسي علي مخلوف ورئيس فرع الأمن العسكري جودت الحسين واللواء آصف شوكت؛ لتأمين تواصل مع أبي حمزة المهاجر، الذي حل محل الزرقاوي بعد مقتله. أما عنوان اللقاء فكان محاولة جديدة للتخلّص من المحكمة الدولية. فأرسل عباس بطلب من زين العابدين رسالة إلى المهاجر الذي رفض العرض".
وخلص عباس خلال الكتاب إلى أنه "لم نكن يوما نضع على أجندتنا مواجهة الجيش اللبناني، فمعركتنا مع
حزب الله فقط".
فيما قال الكاتب إن "لقائي بعباس من الحادية عشرة صباحا حتى السابعة مساء"، مع توقف لمرة وحيدة "حين قام نعيم عباس للصلاة".
يشار إلى أن شريطا آخر تبنّى اغتيال رفيق الحريري، تلاه شخص يدعى أحمد أبو عدس، الذي يُعتقد أنه قُتل في ظروف غامضة بعدها عام 2005.
وكان شقيق "أبو عدس" قال إن شقيقه الذي ظهر متبنيا اغتيال الحريري باسم جماعة "النصرة والجهاد في سورية العظمى" أجبر من قبل قتلة الحريري على تصوير الفيديو، قبل أن يتخلصوا منه ويقتلوه.