فيما تعلّق الدول الأعضاء في "أوبك"، آمالها على لقاء
الجزائر المرتقب، فقد سادت حالة من التفاؤل في سوق
النفط الذي ارتفع مدفوعا بقرب التوصل إلى اتفاق بشأن تثبيت أو خفض أو تجميد إنتاج الدول المنتجة والمصدرة للنفط.
وقفز سعر برميل النفط إلى مستويات تجاوزت الـ48 دولارا في تعاملات أمس، وسط توقعات بتجاوزه حاجز الـ50 دولارا في تعاملات اليوم.
وربما تشير التوقعات إلى أن اللقاء المرتقب في الجزائر قد يكون الفرصة الأخيرة لتحسين مسارات أسعار النفط، خاصة مع فشل اللقاء السابق في الدوحة، بعدما فشلت الدول الأعضاء في التوصل إلى اتفاق بسبب عدم وجود مرونة كافية لقبول قرارات أعضاء "أوبك".
قبل أيام، قال وزير النفط الفنزويلي، إيولوخيو ديل بينو، إن سوق النفط قد يشهد ارتفاعا في أسعار الخام يتراوح بين 10 دولارات و15 دولارا للبرميل في حال توصل كبار المنتجين لاتفاق بشأن تجميد الإنتاج.
وتعد فنزويلا أكبر مستفيد من التوصل لاتفاق بشأن إنتاج النفط، ويرأس وزير النفط الفنزويلي شركة النفط الوطنية الفنزويلية، التي هي بحاجة ماسة إلى زيادة إيرادات الوقود ودرجات التقييم المالي لتمويل واردات السلع الاستهلاكية والمستلزمات الطبية للمواطنين والحفاظ على خدمات الحكومة.
وخلال مقابلة "ديل بينو" مع محطة إذاعة محلية، دعا وكالات التصنيف الائتماني العالمية، مثل "موديز" و"ستاندرد آند بورز" لإعادة تقييم مقترح مبادلة سندات شركة النفط الوطنية والبالغ حجمها 7 مليارات دولار.
وقالت مؤسسة "ستاندرد آند بورز" قبل اللقاء بيوم، إن خطة الشركة الوطنية الفنزويلية ستكون بمثابة تخلف عن سداد الديون في حال تم تنفيذها.
وفي تقييم آخر، أكدت وكالة "موديز" أنه في حال تنفيذ خطة التبادل كما هو مخطط لها، فستكون حدثا إيجابيا وستحد من مخاطر التخلف.
ومن المرجح أن تتسبب التقارير السلبية في إحجام المستثمرين المحتملين عن المشاركة في الأمل الأخير لتمويل شركة النفط الفنزويلية، قبل مواجهة التخلف عن السداد في وقت لاحق من العام الجاري.
ويعقد وزراء نفط البلدان التي تمثل 55% من قوى إنتاج النفط في العالم اجتماعا غير رسمي على هامش منتدى الطاقة الدولي في الجزائر، الأربعاء، وقد يعقبه لقاء رسمي وفقا للوقائع التي ستسفر عنها المحادثات.
ومن أجل مستقبل أفضل للاقتصاد الفنزويلي، يأمل "ديل بينو" أن يتوصل المنتجون لاتفاق على وجه السرعة، والدعوة لاجتماع عاجل للتوقيع عليه.
وإذا لم توافق الدول المجتمعة على عقد اجتماع استثنائي، فمن المتوقع أن يتم إرجاء المسألة إلى اجتماع "أوبك" المقبل في الـ30 من تشرين الثاني/ نوفمبر بمقر المنظمة في فيينا، وحينها سيكون الأوان قد فات لإنقاذ الشركة.
وتحتاج الجزائر بشدة لاستصدار قرار بتجميد الإنتاج تماما كما تحتاجه فنزويلا، لكن يبدو أن جارتها ليبيا لا تملك نفس القدر من الاهتمام بتخفيض الإنتاج، حيث قفز إنتاجها بأكثر من 70% هذا الشهر، وفقا لـ"بلومبرغ".
ويأمل البلد الذي مزقته الصراعات الداخلية (ليبيا) في زيادة ضخمة من الخام مع عودة بعض موانئ التصدير الرئيسة –بما في ذلك واحد من أكبر موانئه- إلى العمل بعد توقف دام عامين تقريبا.
أما تعهد إيران بالتوصل إلى اتفاق، فسيكون هشا في أحسن الأحوال، في ظل سعيها لرفع مستويات الإنتاج، كما أن رفض السعودية استثناء إيران من اتفاق الدوحة قبل خمسة أشهر تسبب في فشل المحادثات.
ويضخ العراق -ثاني أكبر منتج للخام في منظمة "أوبك" بعد السعودية- النفط عند مستويات أعلى، نظرا لأنه ينتج أقل مما ينبغي عليه، وفقا لرئيس الوزراء حيدر العبادي.
وتتم أزمة النفط عامها الثاني خلال قمة منتدى الطاقة الدولي، وكذا القوة
الاقتصادية للمنظمة.
أما إذا فشلت صفقة مبادلة الديون مع فشل "أوبك" وروسيا في التوصل لاتفاق بشأن تجميد الإنتاج في المستقبل القريب، فسيكون إنقاذ الاقتصاد الفنزويلي من الإفلاس عبر الإيرادات الحكومية الرئيسة مستحيلاً.