نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لكل من كاتي ززيما وخوسي ديلريل، قالا فيه إن لدى مرشح الحزب الجمهوري دونالد
ترامب مشكلة حقيقية مع السمنة؛ فلا يبدو أنه يستطيع التوقف عن انتقاد حجم الآخرين.
ويقول الكاتبان في تقريرهما، الذي ترجمته "
عربي21"، إن "ترامب اعتاد لعقود التعليق على أجساد الآخرين، وتحديدا النساء اللواتي يعتقد أنهن اكتسبن المزيد من الوزن، أو بحسب وصفه صرن (سمينات)، وعاد هذا الأسبوع إلى عادته القديمة، عندما هاجم سمنة فائزة سابقة بلقب ملكة جمال العالم، حيث قال إن (وزنها زاد بشكل كبير)، في الوقت الذي كانت فيه لا تزال متوجة، وقال إن (ذلك مشكلة حقيقية)".
ويضيف الكاتبان أن "ترامب وصف الممثلة روزي أودونيل بـ(خنزيرة سمينة)، وقال أيضا إن (وجهها ممتلئ وقبيح)، أما عن المغنية جنيفر لوبيز، فقال إنها ذات (خلفية كبيرة)، وقال عن نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان إنها (سمنت قليلا)، وكان ذلك خلال حملها، كما أنه احتفظ بصورة لأحد موظفيه وهو سمين في درجه، وقال لمدير تنفيذي لديه يعاني من زيادة الوزن (إنك تحب الحلويات)، بحسب ما ذكره العاملون معه، وعندما امتدح صحافي زوجته بعد الولادة لحفاظها على رشاقتها، علق ترامب قائلا: (خسرت ما يقارب وزن المولود كله)".
ويشير التقرير إلى أن ترامب يسخر من الرجال الذين يعانون من السمنة كذلك، لكن بأسلوب فيه ممازحة أكثر من تعليقاته على النساء، حيث قال ترامب لمخرج على برنامج "ذي أبرينتس" إن "الناس كلهم يحبون الرجل السمين"، كما سخر من حجم حاكم نيو جيرسي كريس كريستي خلال حملته.
وتذكر الصحيفة أن "تعليقات ترامب على وزن النساء، بالإضافة إلى تعليقاته الحارقة تشكل تحديا خطيرا لقدرته على جذب الأصوات النسائية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، ويحتاج ترامب إلى دعم النساء من الضواحي للوصول إلى البيت الأبيض، لكنه إلى الآن لم يحقق نجاحا مع النساء اللواتي ينظرن إليه في الغالب على أنه جارح وغير مقبول، وبحسب استطلاع أجرته (آي بي سي نيوز) و(واشنطن بوست)، الذي صدرت نتائجه هذا الأسبوع، فإن 55% من النساء المشاركات قلن إنهن ينوين التصويت للمرشحة الديمقراطية هيلاري
كلينتون".
ويعلق الكاتبان بالقول إن "المفارقة في الأمر، أن ترامب المهووس بالتعليق على السمنة، هو نفسه الذي يتفاخر بعاداته غير الصحية في الأكل، فيقول إنه دائما ما يتناول الهامبرغر من (ماكدونالدز)، وعاش على قطع دجاج (كي أف سي) على طائرته الخاصة، وبحسب ما هو معلن حول صحته فهو أقل بخمسة باوندات فقط عن تصنيفه بدينا، وقال عام 1997، في مؤتمر صحافي سخر فيه من سمنة المراسلين الصحافيين: (أتمرن أحيانا.. أقل ما أستطيع)".
ويلفت التقرير إلى أن ترامب اعتاد على التعليق على النساء اللواتي يعتقد أنهن جميلات، بما في ذلك ابنته إيفانكا، التي قال عنها ترامب إنها تتمتع "بقامة جميلة جدا"، لكنه أيضا اختار عددا من النجوم للتعليق على وزنهم، بمن في ذلك أودونيل وكارداشيان، فقال عن كارداشيان إن لها "هيئة سيئة"، وقال إن عليها ألا تلبس "وكأن وزنها 120 باوندا"، عندما كانت حاملا.
وتنقل الصحيفة عن الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري تيم ميلر، الذي كان مستشارا لجيب بوش في
الانتخابات الأولية للحزب، قوله إن شتائم ترامب المتعلقة بالوزن والمظهر، وافتقاده بشكل عام للانضباط، تثير أسئلة مهمة حول مزاجه، وأضاف ميلر أن "تعليمه متوسط، وهو مليء بالشعور بعدم الأمان، ويحاول معالجة هذا الشعور بشتم الناس".
ويورد الكاتبان أن الخبيرة الاستراتيجية الجمهورية آنا نافارو، نشرت تغريدة لها على "تويتر"، قالت فيها: "عانيت من زيادة الوزن كل حياتي، وأنا أوافق على أن رجلا يعيب ويتنمر على النساء بسبب وزنهن لا يصلح أن يكون رجلا"، مشيرين إلى أن حملة ترامب رفضت يوم الأربعاء التعليق على تاريخه في التعليق على أوزان الناس.
ويفيد التقرير بأنه أثير الجدل أخيرا، بعد مناظرة ترامب مع كلينتون، التي أثارت موضوع أليسيا ماكادو، التي توجت ملكة جمال العالم عام 1996، في الوقت الذي كان فيه ترامب شريكا في المجموعة التي تمتلك عرض ملكة جمال العالم، لافتا إلى ان ترامب علق على وزنها، حيث ادعى عام 1997 بأنها زادت حوالي 60 باوندا، لكنها قالت إن زيادتها لم تكن أكثر من 19 باوندا، والسبب في ذلك أنها عادت لتأكل بشكل طبيعي، بعد أن كانت تعاني من مرضي الأناروكسيا والبوليميا قبل المسابقة.
وتنوه الصحيفة إلى أنه وصل الحد بترامب أن نصب كمينا لماكادو في مركز تدريب رياضي في نيويورك، حيث عقد مؤتمرا صحافيا، وانتقد وزنها، في الوقت الذي كانت تتدرب فيه على دراجة ثابتة، وتتمرن بالحبل أمام عشرات كاميرات التلفاز، وقال لمجلة "نيوزويك" في وقتها: "جربنا الحمية والتدليك والجري، لكن لم ننجح، وبهذه الطريقة التي تسير بها تستطيع أن تأكل نادي التدريب بكامله".
وينقل الكاتبان عن ماكادو، التي أصبحت مواطنة أمريكية، قولها إن ترامب كان يناديها "الآنسة بيغي"، أي "الخنزيرة"، كما أنه كان يعيرها بإثنيتها، وهو ما أثارته كلينتون في مناظرتها، وقالت ماكادو في مكالمة هاتفية نظمتها حملة كلينتون يوم الثلاثاء، بأن ترامب "عاملني دائما وكأني شيء أقل منه، أو كالقمامة".
وبحسب التقرير، فإن ترامب قال يوم الثلاثاء لـ"فوكس نيوز" غاضبا: "إنها كانت أسوأ من مر علينا، الأسوأ، الأسوأ على الإطلاق، كانت مستحيلة، لقد زاد وزنها بشكل كبير، وشكل ذلك مشكلة حقيقية"، لافتا إلى أن المعلقة المحافظة كايلي مكيناني دافعت على "سي أن أن" عن ترامب، قائلة إنه لم يجبر ماكادو على التدريب، ودافعت عنه لتسمية ماكادو عام 1997 "ماكنة أكل".
وتبين الصحيفة أنه في محاولة لتقويض مصداقية ماكاود، أظهر بعض حلفاء ترامب تقارير تعود إلى عام 1988، حول الاشتباه بماكادو، بأنها قادت سيارة الهروب، بعد أن أطلق صديقها في ذلك الزمن النار على رجل وهرب، ثم هددت قاضيا في القضية، لكن لم يتم توجيه التهمة ضدها بهذا الخصوص، وقالت ماكادو لـ"سي أن أن" يوم الثلاثاء إن هذا الموضوع هو مجرد "تكهنات".
ويذكر الكاتبان أن ترامب حاول يوم الأربعاء إغلاق الباب على الموضوع، بقوله عدة مرات خلال مقابلة إن الحقيقة هي أنه "حفظ لها وظيفتها"، في وقت كان الآخرون يريدون سحبها منها؛ بسبب زيادة وزنها، وقال لـ"فوكس نيوز": "كما تعلمون إنها مسابقة جمال".
ويكشف التقرير عن أن بعض الديمقراطيين وبعض الجمهوريين استغلوا تعليقات ترامب الأخيرة، حول وزن ماكادو، للتعليق بسخرية على رجل الأعمال سليط اللسان، فقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة على الراديو يوم الأربعاء إن ترامب يشتم النساء "بالطريقة التي يتحدث فيها عنهن وعن وزنهن، ويتحدث عن مظهرهن، بدلا من الحديث عن الجوهر والشخصية والإمكانيات".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول الخبيرة الاستراتيجية من الحزب الجمهوري كيتي باكر، التي تعارض ترامب: "يبدو أنه لا يقدر سوى المظهر الخارجي، فإن إهانته في العلن امرأة كانت على مستوى من الجمال لتصبح ملكة جمال العالم، تشير إلى أن لديه معيارا معينا لما يعده مثاليا".