تقول صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير من القاهرة، لمراسلتها بيل ترو، إن
مصر تحاول البحث عن مصادر للنفط، وسط تصعيد في الخلافات مع
السعودية؛ بسبب الخلافات حول الحروب الجارية في المنطقة العربية.
وتعلق الكاتبة قائلة إن شركة
النفط السعودية "أرامكو" أوقفت الشحنات الشهرية من 70 ألف طن من النفط المكرر، ومعظمه يستخدم وقودا للسيارات، الذي كان من المفترض أن يكون جزءا من صفقة بقيمة 25 مليون دولار بين الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي والرياض، مشيرة إلى أن قرار "أرامكو" دفع مصر، التي تعاني من نقص في السيولة المالية، للبحث عن مصدر بديل للنفط.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه لا يوجد توضيح لذلك من الرياض، لكن القرار على ما يبدو مرتبط بالخلاف العام بين الحليفين بشأن
اليمن وسوريا.
وترى الصحيفة أن التقارب المصري الروسي لن يسهم في تخفيف التوتر مع السعودية، خاصة أن موسكو تدعم النظام السوري في دمشق، فيما تقدم الرياض الدعم للمقاتلين المعارضين له، مشيرة إلى أن مصر صوتت لصالح مشروع قرار تقدمت به روسيا في مجلس الأمن، وهو ما دفع السفير السعودي في الأمم المتحدة لتوبيخ مصر بشكل علني، حيث وصف السفير عبدالله المعلمي القرار المصري بأنه "مؤلم".
وتذكر ترو أن القاهرة أعلنت عن استقبال القوات الروسية في مناورة مشتركة في نهاية الشهر الحالي، لافتة إلى أن 500 من القوات الروسية و 15 مقاتلة ستشارك في مناورة تستمر 11 يوما، تحت اسم "حراس الصداقة في المدينة الساحلية،العلمين".
ويورد التقرير نقلا عن صحيفة "إزفستيا" الروسية، قولها إن موسكو تقوم بالتفاوض مع المصريين لإقامة قاعدة عسكرية على الأرض المصرية في عام 2019، لكن مصر نفت هذا الأمر.
وتلفت الصحيفة إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان قام بزيارة نادرة إلى مصر في نيسان/ أبريل، وتعهد بإنشاء جسر بين البلدين، واتفق على شروط توريد النفط، و"على ما يبدو أن الاتفاق انهار الآن".
وتنقل الكاتبة عن المتحدث باسم وزارة الطاقة المصرية حمدي عبد العزيز، قوله: "أخبرت شركة أرامكو السعودية شفويا شركة البترول العامة بداية هذا الشهر أنها ستوقف الإمدادات في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، دون تقديم أسباب".
وينوه التقرير إلى أن مصر تحتاج إلى 6.5 مليون طن من النفط حتى تفي باحتياجاتها هذا الشهر، ولديها منتجاتها الخاصة، وتحتاج إلى 1.75 مليون طن في الشهر، الذي تأتي نسبة 40% منه من السعودية، حيث يتم تمويل الإمدادات بقروض من السعودية، لافتا إلى أن مصر أجبرت على طرح عطاءات عاجلة لكي تواجه النقص.
وتبين الصحيفة أن السيسي اعتمد على السعودية ودول الخليج، التي دعمته بمليارات الدولارات، بعد انقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي في عام 2013.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول الصحافي المصري عبد الله السناوي: "التحالف الاستراتيجي (بين القاهرة والرياض) يعني تفاهما حول القضايا الإقليمية، وهذا ليس موجودا في ملفي
سوريا واليمن"، وأضاف أن "الخلافات طفت على السطح".