قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب، إنه سيتوقف عن دعم المقاتلين السوريين، الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار
الأسد.
وقال ترامب في أول مقابلة له بعد انتخابه يوم الأربعاء، مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "لدي رأيا مختلفا عن رأي الكثير من الناس في ما يتعلق بسوريا"، وأشار إلى أنه سيحول الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية للمعارضة السورية، ويركز جهوده على محاربة
تنظيم الدولة، وقال: "موقفي يتلخص في أنك تقاتل
سوريا، وسوريا تقاتل تنظيم الدولة، وعليك التخلص من تنظيم الدولة، وروسيا الآن متحالفة بشكل مطلق مع سوريا، والآن هناك إيران، التي أصبحت قوية بسببنا، وهي متحالفة مع سوريا"، وأضاف: "نحن الآن ندعم المعارضة ضد سوريا، ولا نملك أي فكرة من هم هؤلاء الناس".
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب هاجم أثناء حملته الانتخابية إدارة
أوباما ودعمها للمقاتلين السوريين، لافتة إلى أن الإدارة الأمريكية عدلت بداية العام الحالي برامج تدريب وتسليح المعارضة التي فشلت في السابق، وتقوم المبادرة على اختيار مجموعة عناصر من كل مجموعة والتركيز عليها، بدلا من تدريب فصائل كاملة من المقاتلين، كما كان الحال في السابق.
وتلفت المقابلة، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن ترامب أشار، في تخفيف من تصريحاته السابقة حول قانون الخدمة الصحية المعروف باسم "قانون أوباما" أو "أوباما كير"، إلى أنه قد يبقي على بعض الملامح التي يستطيع المواطنون الأمريكيون الحصول عليها، بدلا من إلغاء القانون بشكل كامل، وقال إنه سيتحرك "سريعا" ضد القانون الذي يعده أوباما جزءا من إرثه السياسي، الذي وفر الرعاية الصحية لملايين الأمريكيين الذين حرموا منها.
وتورد الصحيفة أن ترامب وصف القانون بأنه "غير قابل للتطبيق، ومكلف، ولا يمكن استخدامه"، مستدركة بأن ترامب عبر عن استعداده للتفكير في ملمحين من ملامح القانون، بعدما طلب منه أوباما التفكير مرة أخرى في قراره إلغاء القانون، بعد لقائهما في البيت الأبيض يوم الخميس، وأشار إلى أنه قد يفكر بالحفاظ على القيود ضد شركات التأمين، التي ترفض تغطية تكاليف العناية الصحية بسبب ظروف المريض، والملمح الآخر الذي يسمح للعائلات بتوفير تغطية للتأمين الصحي على الأطفال، وعلق ترامب قائلا: "أحب هذين الملمحين كثيرا".
وتبين المقابلة أن ترامب تحدث عن أولوياته في الأسابيع الأولى من حكمه، وهي إعادة تنظيم المؤسسات المالية، بحيث يسمح للبنوك بالإقراض من جديد، وتأمين الحدود ضد مهربي المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين، وقال إنه سيخلق فرص عمل جديدة، من خلال مشاريع بنية تحتية، وأضاف أنه سيحافظ على الوظائف، من خلال فرض تعرفة جمركية على الشركات الأمريكية التي تنقل عملياتها إلى الخارج.
وتنوه الصحيفة إلى أنه بعد حملة انتخابية مرة، واحتجاجات معادية لترامب في عدد من المدن الأمريكية، فإن ترامب قال إنه سيقوم بالعمل على توحيد البلاد من جديد، وأضاف: "أريد بلدا يحب المواطنون فيه بعضهم، وأؤكد هذا"، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا الأمر هي "من خلال توفير فرص العمل".
وتذكر المقابلة أنه عندما سئل عما إذا كان خطابه ذهب بعيدا أثناء حملته الانتخابية، فإنه أجاب: "لا لقد انتصرت"، لكنه أكد أنه سيتسم بالإيجابية، مؤكدا أن ما قاله في خطابه يوم الأربعاء صحيح، إلا أن الوضع بعد لقائه مع أوباما يوم الخميس "مختلف الآن".
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب علق على وعده بتعيين محقق خاص للتحقيق في استخدام منافسته هيلاري كلينتون البريد الإلكتروني الخاص أثناء الحملة، قائلا: "هذا أمر لم أفكر فيه كثيرا؛ لأنني أريد حل مشكلات الصحة والعمل والحدود وإصلاح النظام الضريبي".
وتفيد المقابلة بأنه لدى سؤال ترامب عن السبب في تغيير موقفه من قانون أوباما، فإنه قال إن الأخير طلب منه إعادة النظر في موقفه، وأضاف: "قلت له سأفعل، واحتراما له سأفعل"، وتابع قائلا: "قد يتم تعديل (أوباما كير)، أو إلغاؤه او استبداله"، ورفض ترامب تحديد أهم أولوية له حال وصوله إلى البيت الأبيض، قائلا: "لدي الكثير من الأولويات"، لكنه أكد أهمية دور نائبه مايك بنس في عملية نقل السلطة قائلا: "سيكون لديه دور كبير، وهو مؤهل لذلك"، وقال إنه يريد من بنس "التعامل مع عدد من ملامح السياسة"، وأضاف أن بنس سيقوم بدور المنسق مع الكونغرس، مشيرا إلى أن بينس ورئيس الكونغرس الجمهوري بول ريان صديقان.
وتقول الصحيفة إنه لدى سؤال ترامب عن السياسة الخارجية، فإنه قال إنه سمع من معظم قادة العالم، مع أنه لم يتحدث بعد مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وقال إنه تلقى رسالة جميلة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلا إن مكالمة بينهما يتم الترتيب لها قريبا، وألمح إلى تحول في السياسة نحو سوريا، وحذر من تدخل الولايات المتحدة هناك، قائلا إنه "لو هاجمت أمريكا الأسد فسننتهي بمواجهة مع
روسيا ومحاربة سوريا".
وتخلص "وول ستريت جورنال" إلى الإشارة إلى أنه لدى سؤال ترامب عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإنه قال إنها "حرب بلا نهاية"، وعبر عن أمله بالمساعدة من أجل رسم طريق للحل، لافتا إلى أن "هذا هو الحل الكبير، وكوني صانع صفقات، أريد صناعة صفقة لم يعملها أحد، وسأفعلها من أجل الإنسانية".