أكدت جماعة
الإخوان المسلمين المصرية أن "ما تتعرض له مدينة
حلب السورية من جريمة إبادة عرقية وطائفية يوجه أصابع الاتهام تجاه المجتمع الدولي كله، والأمم المتحدة بمؤسساتها، ومجلس الأمن، فالجميع يجب أن يتحمل مسؤوليته أمام دماء الأحرار الذين يذودون عن
سوريا وشرفها وحريتها".
وطالبت -في بيان لها مساء الثلاثاء- "جميع الحكومات ومؤسسات المجتمع الدولي بأن تتخلى عن موقفها السلبي تجاه سوريا، وأن تتدخل بشكل عاجل لوقف الجرائم التي تحدث الآن، إن أرادت أن تفلت من هذا الاتهام أمام شعوبها وأمام التاريخ".
وشدّدت "الإخوان" على أن "ما تقوم به روسيا وإيران وحزب الله من جرائم إبادة عرقية وطائفية في سوريا، دعما لنظام الاستبداد الشيعي، يجب ألا يمر دون عقاب رادع على تلك الأنظمة والقوى، وعلى الشعوب أن تتعرف على أعدائها جيدا".
وقالت: "رسالتنا إلى كل حركات التحرر في العالم والأحزاب والتكتلات الداعمة للحرية وحقوق الشعوب، أن تقوم بدورها للضغط على الحكومات والأنظمة من أجل إنقاذ الشعب السوري، ولتتحرك كل التكتلات المطالبة بالحرية في برلمانات العالم؛ لتتبنى موقفا شعبويا عالميا موحدا من أجل القضية السورية، فالمبادئ لا تتجزأ، والحرية مطلب إنساني، وحق لكل شعوب الأرض، باختلاف ألوانها وأعراقها وأجناسها ومعتقداتها".
وأردفت: "ورسالتنا إلى الشعوب العربية والإسلامية أن تنتفض في شتى بقاع العالم؛ لإعلان الرفض الكامل لجرائم الإبادة في حق الشعب السوري، ولنحمل صوت إخوان لنا غطت الصواريخ والمفرقعات على صدى هتافهم (حرية)، لنهتف نحن في شتى عواصم العالم، لنُسمع هذا العالم الأصم صوت رجال ونساء وأطفال على مشارف الموت فداء لوطنهم وحريتهم وشرفهم، ولتقدم الشعوب الإسلامية كل أشكال الدعم الممكن للشعب السوري".
ودعت جماعة الإخوان إلى توجيه كافة المنظمات الإغاثية لدعم الشعب السوري بالمال والطعام والغذاء، وتسخير كل صاحب قلم وكل صاحب منبر نافذته لتعريف كل شعوب الأرض بقضية سوريا الصامدة وحلب المحترقة، ودفع كل برلماني عربي ومسلم في شتى بقاع الأرض لطرح القضية في البرلمانات، وإجبار الحكومات على التحرك الإيجابي، وتوحيد يوم الخميس المقبل يوما للصيام ومليارية دعاء؛ مناصرة للقضية السورية.
وتابعت: "إن جماعة الإخوان تعلنها أمام العالم أن ما يحدث من حروب في المنطقة العربية ما هو إلا صراعات ليست من أجل مصلحة الشعوب ولا حريتها ولا كرامتها ولا أمنها، ولكنها صراعات تريد إبقاء الأمة صماء بكماء غير قادرة على التقدم أو التأخر، وهي حرب ضروس ضد الأمة الإسلامية بأسرها؛ لتظل خاضعة لديكتاتوريات تعمل لصالح أجندات غربية، ومنع أي بوادر لنهضة إسلامية وشيكة قد تنتج عن تحرر بلدان الدول العربية والإسلامية".
واستطردت قائلة:" لتتجهز الشعوب العربية والإسلامية، فحلب لم تكن البداية، ولن تكون النهاية، وعلى الأمة أن تستعد لمعارك قادمة سيخذلها فيها المجتمع الدولي، ولن يجدي معها إلا الوحدة الإسلامية وامتلاك كافة أدوات الانتصار".
بدوره، قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان حسن صالح: "لقد تابع العالم ما يحدث في حلب من المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية، ويسجلها التاريخ في صفحات سوداء، فمرت الساعات واللحظات ثقيلة على كل حر، مريرة على كل غيور، شديدة الوطأة على كل صاحب نخوة".
وأضاف -في تصريح صحفي- أن "هذه المجازر التي ارتُكبت بحق شعب تطلع إلى الحرية هي رسالة إلى شعوبنا كافة تستهدف تحذيرنا من المطالبة بحقوقنا أو السعي للحصول على حريتنا، ولكنها لن تنال -بحول الله- من عزيمتنا، ولن تكسر إرادتنا، ولن تثنينا عن الاستمرار في مقاومة الاستبداد والتطلع إلى غد تنعم فيه شعوبنا بحقها في الحرية والكرامة".
وتابع: "نقولها لشعوب العالم واضحة جلية: إن الدعم المباشر الذي قدمته روسيا وغيرها، والتواطؤ الذي شاركت فيه الكثير من المؤسسات والدول في مساعدة الطغاة والمستبدين وتثبيت أركان ملكهم، لن تنساه ذاكرة الشعوب، ولن تغفل عنه الأجيال المتعاقبة".
واستطرد "صالح" قائلا: "إننا اليوم نستطيع أن نقول إن المؤسسات الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية -وما كان على شاكلتها- باتت في عداد الموتى بعد أن فقدت دورها وغابت عن أهدافها فخذلت أهل سوريا".
واختتم بقوله: "نداؤنا الآن إلى الشعوب العربية والإسلامية، وإلى الشرفاء من شعوب العالم، أن يتكاتفوا في مقاومة الظلم والبغي وإقرار حق الشعوب في الحرية والكرامة، بعد أن باتت الإنسانية في مهب الريح، وأصبحت البشرية على المحك، فبادروا قبل فوات الأوان".