عبر العديد من الفلسطينيين عن حزنهم الكبير، وصدمتهم مما يجري في
حلب السورية "الذبيحة"، واصفين
سقوط حلب بيد النظام السوري وروسيا وإيران؛ بأنه "سقوط للعالم الإسلامي".
وقال الطبيب أكرم جمعة، المقيم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إن "ما يحدث في حلب هو قانون قوم عاد الذي وصفه الله تعالى في كتابه بقوله (وإذا بطشتم بطشتم جبارين)، وهو قانون الانتقام بدون شفقة".
وأوضح لـ"
عربي21" أن ما يقوم به بشار الأسد في حلب "الذبيحة" خصوصا، وسوريا على وجه العموم؛ هو "سياسة المتغطرس المتجبر، وهو الوضيع في الانتقام"، معتبرا أن "إبادة حلب ليس أمرا عشوائيا، وإنما يأتي من أجل كسر شوكتها وإذلالها؛ لأنها خرجت الأبطال".
ورأى الطبيب جمعة أن سماح الأطراف الفاعلة في
سوريا، وعلى رأسها أمريكا، بتقدم مجرمي النظام السوري في حلب؛ يأتي من أجل "الوصول إلى عزل الأطراف السورية، وخلق دويلات ليس لها اتصال خارجي أو إقليمي أو عالمي؛ تحت مفهوم: نظرية السجن الكبير".
من جانبها؛ عبرت الناشطة المقدسية ليلى زيدان، عن حزنها الكبير، قائلة إن "ما يحصل بحلب طامة كبرى لنا نحن المسلمين، فالمجازر التي نشاهدها فجّت رؤوسنا فجا، وأرهقت قلوبنا حزنا وألما".
دماء الأطفال
وأضافت ليلى لـ"
عربي21" أن "سقوط حلب يعني سقوط العالم الإسلامي مجددا"، مؤكدة أن "من خذل حلب بسقوطها، وخذل نساءها وأبناءها وأطفالها وشيوخها؛ سيذوق ذلك الخزي قريبا"، في إشارة منها إلى صمت الدول العربية والإسلامية.
وأكدت أن ما وصلت إليه حلب "المذبوحة" اليوم هو دليل على أن "بلاد المسلمين يحكمها الغرب الصليبي"، مؤكدة أن "وقوف العالم الظالم مع بشار المجرم؛ هو دليل على أنه خائن يعمل لمصلحة إسرائيل".
وخاطبت بشار بقولها: "بشار القاتل؛ سوف تلعنك دماء الأطفال وطُهر النساء المغتصبات"، مطالبة الأمة الإسلامية والعربية بـ"التحرك الفوري لإنقاذ النساء اللواتي يردن فتوى بالانتحار خوفا من الاغتصاب"، وفق قولها.
وقالت ليلى بألم شديد، إن "ما يحدث في حلب ستشرب كأسه كل الدول العربية"، لافتة إلى أن من "خذل مدينة
القدس ومسجدها الأقصى لعشرات السنين، وهانت عليه بلاد المسلمين كلها؛ هو ميت لا يرجى منه شيء".
أكلنا يوم أكلت حلب
من جانبه؛ عبر الإعلامي الشاب، زاهر البيك، عن خشيته من أن "يأتي يوم نقول فيه؛ أكلنا يوم أكلت حلب"، متمنيا أن "لا تنتهي الثورة السورية بسقوط حلب، وأن تدفع الانتكاسة الحالية نحو توحيد صفوف الثوار".
وأضاف لـ"
عربي21"، أن القاعد والصامت عن محاربة النظام السوري وداعميه؛ هو شيطان متواطئ مثله، أو إنسان عاجز"، واصفا من يحتفل بما يسمونه "انتصار حلب" بأنهم "حثالة لا قيمة لهم في وزن البشر".
وقال البيك إن "ما يجري في حلب؛ هو سيناريو مألوف ومؤلم، وجزء من مشهد كلي نتلقى فيه الهزائم يوما بعد يوم؛ طالما أننا رضينا ببعض الصراخ والعويل".
أما الكاتب الفلسطيني فهمي شراب؛ فقد أكد أن "تراجع بعض الأدوار الدولية؛ أدى إلى زيادة نفوذ روسيا وإيران في الأزمة السورية".
وتوقع في حديثه لـ"
عربي21" أن الأزمة السورية "قد تطول، في الوقت الذي يفتقد فيه السكان الغذاء والدواء"، مؤكدا أن سوريا بعد كل هذا القتل والدمار والخراب "تركت لأهلها".
بطولات همجية
بدورها؛ قالت الشاعرة الفلسطينية كفاح الغصين، إن "ما يجري لحلب يدل على مدى تكالب الأجندات المختلفة للنيل من بلادنا وخيراتنا وشعوبنا العربية الحرة".
وأضافت لـ"
عربي21": "لقد باتت حلب مسرحا مفتوحا لاستعراض البطولات الهمجية فوق أرضها وعبر سمائها، وعلى أنقاض ركامها، في محاولة لطمس الهوية العربية، وكسر عنفوان المواطن الذي لم يتبق له من معركة الحياة سوى الحلم بميتة كريمة تليق بآدميته".
وأكدت الغصين أن "ما يحدث في سوريا عامة، وحلب بخاصة، محاولة للتطهير العرقي، وللمعتقد السني، وللعروبة القابضة على جمر الكرامة؛ أمام خصوم كثر، وسيناريوهات مسيجة بأقنعة كاذبة؛ تهدف لزج حلب في مربع لا تخرج منه إلا جثة هامدة".
ورأت الشاعرة الفلسطينية أن المخرج لحلب "المنكوبة" هو "موقف عربي واحد لا يستثني أحدا، يرفض التدخل في سوريا، ويشدد على ضرورة مقاطعة بشار الأسد، ومطاردته كمجرم حرب، والتهديد الفعلي للغرب بكف التدخل في البلاد العربية، والقيام بمقاطعة دبلوماسية وشعبية للدول التي تشارك في الحرب الهمجية على حلب وسواها".
وقال الشاب الفلسطيني بلال إبراهيم، إن "ما يجري في مدينة حلب هو انتهاك للإنسانية، وإجرام بكل ما تحمل الكلمة من معنى"، مناشدا جميع دول العالم بالعمل على "وقف ما يجري في حلب وسوريا بشكل عام".
وفي تعليقها على "سقوط" حلب بيد النظام ومعاونيه؛ قالت الشابة الفلسطينية إسراء الرملي لـ"
عربي21": "لم تسقط حلب، لكننا جميعا قد سقطنا؛ علماؤنا وقادتنا وحكامنا، وشعوبنا وفكرنا ومناهج التغيير لدينا".
وتابعت: "لك الله يا حلب وسوريا، ويا قدسنا المحتلة، ويا أمتنا النائمة".