حرصت السلطات
العسكرية المتعاقبة في
مصر، على شيطنة أبناء
سيناء من خلال العديد من الأعمال الدرامية، بحسب برنامج "أهلا بكم" الذي بثته مؤخرا فضائية "وطن" المصرية.
وأوضح البرنامج أن الدراما المصرية صورت السيناويين على أنهم: إما خونة للوطن وجواسيس للصهاينة، كما هو الحال في فيلم "إعدام ميت" للفنان الراحل محمود عبدالعزيز؛ أو عصابات لترويج وزراعة المخدرات، كما هو الحال في فيلمي "عبود على الحدود" للثلاثي علاء ولي الدين، وأحمد حلمي، وكريم عبدالعزيز، وفيلم "المصلحة" للفنانين أحمد عز وأحمد السقا؛ أو عديمو الولاء لمصر، كما في مسلسل "السقوط في بئر سبع"؛ أو أنهم عبارة عن مجتمع من القتلة والإرهابيين المتخفين في زي بدوي مدني، كما يردد إعلام
السيسي على مدار السنوات الثلاث الأخيرة.
وأكد عضو مجلس الشعب عن شمال سيناء، النائب يحيى عقيل، أن الدراما المصرية "عملت بالفعل على خلق صورة مغلوطة ومشوهة للمواطن المصري السيناوي، عبر عدد من الأفلام والمسلسلات، بما يخدم الصهاينة".
وقال لـ"
عربي21" إن هذه الصورة المشوهة يتم ترويجها عبر كافة الأعمال الإذاعية والسينمائية، والمسلسلات التلفزيونية، والأغاني، والصحف، والمجلات، ومناهج التعليم، مشيرا إلى أن "كل ما سبق؛ يخضع جميعه للتوجيه من قبل أجهزة المخابرات؛ لتشكيل وعي مزيف وتحريضي للرأي العام".
وأضاف عقيل أن "العسكر تخلوا عن سيناء وأهملوها منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتى اليوم، وتركوها نهبا للمحتل الصهيوني، بل سلمها لهم عبدالناصر على طبق من فضة بعد هزيمة 1967، واليوم يفجر جيش السيسي بنيتها التحتية، ويهجر أهلها، حتى تكون لقمة سهلة للصهاينة مرة أخرى".
وأوضح أنه "منذ هزيمة عبدالناصر في الـ67؛ كثف العسكر من وسائل العبث بوعي الشعب المصري عبر الأكاذيب؛ لتبرير هزيمتهم، وتحميل مسؤوليتها لأبناء سيناء، والترويج أن مصر لم تخسر كثيرا بفقد سيناء (الصحراء الجرداء عديمة القيمة)، كما وصفها الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل".
وبين عقيل أن أبناء سيناء المستحقين بالجيش يعانون "داخل وحداتهم العسكرية من اتهامهم بالعمالة لليهود من قبل كثير من الضباط وضباط الصف؛ على مسمع من كافة زملائهم الجنود"، مؤكدا أن ذلك يتم "وفق خطة تتبعها القوات المسلحة عبر 60 عاما؛ لرسم صورة ذهنية شيطانية لأبناء سيناء، والتمهيد لقتلهم بدم بارد، كما يحدث اليوم على يد قوات جيش السيسي".
تاريخ مشرف
من جهته؛ قال الناشط السيناوي أبو الفاتح الأخرسي، إن تاريخ أهل سيناء الوطني لا يقبل المزايدة، مفندا تهمة
العمالة لحساب "إٍسرائيل" التي حاول الإعلام المصري إلصاقها بالسيناويين.
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "منذ وقوع سيناء تحت الاحتلال في تشرين الأول/ أكتوبر 1968؛ رفض مشايخ المحافظة جميعا محاولات الصهاينة إغراءهم للانفصال عن الدولة المصرية، رغم وعودهم بتدفق الأموال والاستثمارات والثراء الفاحش، وذلك في (مؤتمر الحسنة) بمشاركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي آنذاك، والذي عقد بعد عام من احتلالها".
وتابع: "تمثل الموقف الوطني المشرف للسيناويين عندئذ؛ بإعلان شيخ مشايخ قبائل سيناء، سالم الهرش، أن سيناء مصرية مئة بالمئة، وجزء لا يتجزأ من السيادة المصرية. وكانت هذه لطمة كبيرة للمؤامرة الصهيونية بفصل سيناء عن مصر، وتعرض بسببها أبناء القبائل في سيناء لتضييق وملاحقات واعتقالات وتنكيل على يد الصهاينة".
وأوضح الأخرسي أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي استمالة أهالي سيناء لم تفلح، رغم إغداق الصهاينة عليهم بالمواد الغذائية والتموينية، وفتح أبواب العمل لكسب المال أمام شباب سيناء، الذين نسقوا على الفور مع المخابرات المصرية لإنشاء "منظمة سيناء العربية" التي جمعت المعلومات والبيانات والصور المتعلقة بكافة قوات ومواقع الاحتلال، "فكانوا أشبه بأقمار تجسس مصرية تعمل ضد الصهاينة، وليس ضد مصر، كما يروج إعلام العسكر اليوم".
واستعرض الأخرسي الدور الوطني لأبناء سيناء في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 في قيادة فرق الكوماندوز المصرية خلف خطوط العدو، "بحكم معرفتهم الدقيقة بجغرافية المنطقة وتضاريسها"، مشيرا إلى أن "ضابط المخابرات المصري السيناوي، ابن قبيلة البياضية العقيد محمود اليماني، قاد فرق كوماندوز سيناوية فخخت بالألغام كافة الطرق العسكرية لآليات العدو، وجميع ممرات مطاراته بسيناء، ما أدى إلى إصابة طائراتهم بالشلل التام، فلم تقلع ولم تهبط منه طائرة.. ناهيك عما فعله أسود قبيلة السواركة بالصهاينة".