أثارت
الفوضى التي تملأ طاولة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض انتباه خبراء في سلوك المنظمات والإنتاجية.
وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن ترامب وعلى مدى عقود، كان دائما يظهر في مكتبه ببرج ترامب العملاق، تحيط به أكوام وأكوام من الأوراق والصور وقصاصات الورق.
وأشارت "إندبندنت" إلى أن ترامب وبانتقاله للبيت الأبيض "نقل معه الفوضى وعاداته غير المنضبطة".
ويفتخر ترامب بحسب الصحيفة بالفوضى الظاهرة على مكتبه، ويقول لفوكس نيوز في آخر لقاء مع الإعلامي الأمريكي شون هانيتي: "لم تكن ترى الرؤساء السابقين مع هذا الموجود هنا"، ولفت هانيتي إلى أن ترامب على ما يبدو فخور بكل هذه الفوضى.
ويعرف المكتب البيضاوي تاريخيا في الولايات المتحدة بأنه كان منظما في الحد الأدنى، وكان يسمى المكتب الحازم، لكن في المقابل فإنه "لا غرابة أن ترامب يفعل الأشياء بشكل مختلف".
ويبدو أن ترامب يعتمد على دراسة تقول إن أصحاب المكاتب الفوضوية هم "أكثر إبداعا وأكثر قدرة على حل المشاكل، أكثر من نظرائهم المرتبين وطرحت الدراسة أمثلة بـ"ستيف جوبز، وألبرت أينشتاين، ومارك توين".
وقال ترامب عام 2012: "في الحقيقة أنا أؤمن أن كافة الأشخاص الناجحين يملكون مكاتب فوضوية".
وأضاف: "لاحظت على مدار السنوات، أن الأشخاص الناجحين، لديهم الكثير من الأشياء على مكاتبهم، ومكتبي أمر هام بالنسبة لي وهو جزء مهم من نجاحي".
لكن المختصة في شؤون المنظمات ومؤلفة كتاب "ابدأ بدولاب جواربك" فيكي سيلفرثورن، قالت إن "هذا وهم وغير صحيح على الإطلاق".
وتظهر الدراسات أن الفوضى البدنية تؤثر على قدرة عقولنا على التركيز، وتقول الخبيرة في الإنتاجية والمنظمات باتي كروزفوتشارد إن: "المكاتب الفوضوية عادة تساوي عقولا مشتتة".
وأضافت فوتشارد: "هذه الفوضى تعني أن هناك أمورا كثيرة تدور في عقلك، أنت مشغول دائما، ولا تستطيع التركيز في أمر واحد، لذلك تصرفاتك تكون مبنية على ردود فعل أكثر من المبادرة".
وأوضحت أن الأشخاص من هذا النوع: "لا يمكنهم العثور على ما يريدون عمله، ولا يعرفون أولوياتهم، والارتباك يظهر بشكل عام عليهم".
وتلفت إلى أن الموظفين في مكاتب فوضوية يجدون صعوبة في البقاء بحالة تركيز، وينعكس عليها عادة ما يجري في حياتهم ما يعيق إنتاجيتهم وقدرتهم على التركيز والشعور بالهدوء.
وأشارت فوتشارد إلى أنها لا تستغرب من مساحة العمل الفوضوية لترامب وقالت: "خلال الحوارات كان من الصعب جدا عليه الحفاظ على أي نوع البنيوية في نقاشه، إنه عفوي جدا وهذا يظهر كيف أنه ينظم يومه اعتمادا على مزاجه".
وترى سيلفرثورن أن: "مكتبا مرتبا بالكامل وظروف عمل بالحد الأدنى لا تعني بالضرورة تعزيز الإنتاجية والإبداع، لكن مكتب ترامب الفوضوي يثير قلقا بالغا".
وأضافت أن "الأفق الواضح يعني أفكارا واضحة ومستويات عالية من الإنتاجية والإيجابية وصفاء في الذهن"، مشيرة إلى أنها "لا تعتقد أن ذهن ترامب مرتب وبطبيعة الحال أي شخص يتمنى لو يعرف بماذا يتعلق ذهنه".