نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر، تقول فيه إن القوات
العراقية خاضت أشد المعارك في
الموصل، في محاولتها للوصول إلى مركز المدينة والمباني الحكومية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه بعد توقف دام ثلاثة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية، التي أثرت على التغطية الجوية للجنود، فإن القوات العراقية بدأت هجومها من الجزء الجنوبي، ومن حي داندان على الضفة الغربية لنهر دجلة إلى تل الرمان، لافتا إلى أنه بعد هجوم متواصل استطاعت القوات تأمين جسر الحرية.
ويقول سبنسر إن التقدم في الجزء الغربي جاء بعد تكبد الجانب العراقي خسائر كبيرة، حيث قاوم
تنظيم الدولة من خلال إرسال انتحاريين فجروا أنفسهم وسط القوات، بالإضافة إلى القصف المدفعي من أجل إضعاف مواقع الجهاديين، مشيرا إلى أن الهجوم استهدف حي الدواسة في الجزء الجنوبي من المدينة القديمة، حيث يقع المجمع الحكومي.
وتنقل الصحيفة عن قائد قوات التدخل السريع الجنرال رائد صالح جودت، قوله إن قواته لا تبعد سوى أمتار عن المجمع، وفي حال السيطرة عليه فإن ذلك سيكون نصرا معنويا، لافتة إلى أن القوات زعمت أنها ألقت القبض على أحد أبناء عمومة زعيم تنظيم الدولة أبي بكر
البغدادي، ووضعت صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي والشرطة تقوم باقتياده.
ويورد التقرير نقلا عن ناشطين، قولهم إن أكثر من 16 مدنيا، بينهم نساء وأطفال، قتلوا جراء القصف على حي النبي شيت في جنوب المدينة، مشيرا إلى أنه يعتقد أن حوالي 300 من مقاتلي التنظيم قتلوا في الجولة الجديدة من المعارك، التي بدأت الأسبوع الماضي لاستعادة الجزء الغربي من الموصل، الذي سيطر عليه الجهاديون عام 2014، حيث يقدر عدد من تبقى من مقاتلي التنظيم بما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل، فيما اعتقل 100 شخص وفجر 90 أنفسهم.
ويذهب الكاتب إلى أن "التنظيم ينقصه المقاتلون، وبدا هذا من خلال اعتماده على الأطفال في
العمليات الانتحارية، واتهم الجهاديون باستخدام غاز الخردل، وهو سلاح كيماوي ممنوع، ونقل عن طبيب في مستشفى في أربيل في شمال العراق، قوله إنه عالج عشرة ضحايا هجوم كهذا، وقال ناظم حميد، الذي أصيب أطفاله بالهجوم، إن قنبلة هاون سقطت على سطح منزله، ومن ثم انبعثت منها رائحة غاز، وأضاف: (أصيب أطفالي، بعضهم أصيب بالحروق، وآخرون وجدوا صعوبة في التنفس)".
وترجح الصحيفة أن يواجه الجيش العراقي مواجهات أشد في البلدة القديمة، حيث تتلاصق المباني وتضيق الأزقة، بالإضافة إلى الكثافة السكانية فيها، حيث يعيش حوالي 70 ألف نسمة، رغم فرار العديد من السكان، لافتة إلى أنه بحسب منظمة الهجرة الدولية، فإن حوالي 206 آلاف من السكان أجبروا على النزوح مؤقتا منذ بداية عملية استعادة الموصل في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
ويجد التقرير أن التقدم السريع، مقارنة مع الحملة على شرق المدينة، لا يعني تغيرا في الاستراتيجية، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية قدمت تقريرا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اقترحت فيه طرقا حول كيفية قتال تنظيم الدولة بشكل عام، إلا أن التقارير تحدثت عن خطط للتركيز على مدينة الموصل.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية دعت إلى زيادة قوات العمليات الخاصة، وتسليح المقاتلين الأكراد.