رغم النفي الروسي الجزئي، لما أعلنت عنه
الوحدات الكردية، بشان اتفاق لإنشاء قواعد عسكرية روسية في مدينة
عفرين، شمال حلب قرب الحدود التركية، قرأ محلل عسكري هذه التحركات الروسية باعتبارها "جزءا من سياسة روسية تهدف إلى فرض واقع عسكري جديد في الأراضي السورية".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نفت الاثنين؛ ما أعلته الوحدات الكردية عن إنشاء قاعدة روسية في معسكر الطلائع في بلدة كفر جنة التابعة لعفرين، وقالت إن العملية تمثل "نقلا لجزء من مركز المصالحة (في حميميم) إلى عفرين في محافظة حلب". وسبق أن شوهدت قوات روسية في المنطقة بالفعل، قبل الحديث عن هذا الاتفاق الذي يتضمن أيضا تدريبا
روسيا للوحدات الكردية؛ رسميا.
وأوضح العميد الركن أحمد رحال، المنشق عن النظام السوري، أن "روسيا تحاول قنص المكاسب على حساب تركيا، التي تستعد لإجراء استفتاء دستوري على المستوى الداخلي، والتي تواجه خارجياً تبعات أزمة مع أوروبا، وتعاني في الآن ذاته من تقلب سياسة الإدارة الأمريكية حيالها".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن تركيا لن تستطيع أن تحتوي الرغبة الروسية الجامحة لتحقيق المكاسب؛ لأنه حينها ستكون في حالة عداء مع كل الدول الفاعلة، على حد قوله.
مطار منغ العسكري
من جانب آخر، لم يستبعد رحال تأهيل روسيا مطار منغ العسكري، المخصص للحوامات في ريف حلب الشمالي، والذي تسيطر عليه وحدات الحماية الكردية.
وقال إن "أهمية المطار تأتي من موقعه الاستراتيجي القريب من الأراضي التركية، والأمر برمته مرتبط برمزية ذلك"، وفق تقديره.
وأضاف: "تستطيع روسيا توسعة المطار، وتزويده بمدرجات للتعامل مع المقاتلات، على غرار توسعتها لمطار حميميم العسكري، الذي لم يكن مزوداً إلا بمدرج واحد، حين وصل الروس إليه".
وربط رحال بين تأهيل روسيا لمطار منغ، وانسحاب قوات
سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري، من مدينة منبج، وأوضح أنه "في الفترة الأخيرة أشيع حديث عن احتمال مقايضة مدينة منبج، من قبل قوات درع الفرات، ببلدات في ريف حلب الشمالي، تسيطر عليها وحدات الحماية، من بينها تل رفعت ومطار منغ والبلدات المحيطة به".
وهنا ألمح رحال إلى رغبة روسيا في توصيل رسائل تطمينية لحليفتها إيران من خلال التفكير بتأهيل المطار، موضحاً أن "قرب المطار من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي؛ له دور كبير في حماية هاتين البلدتين، حتى في حال انسحاب إيران من سوريا"، كما قال.