أثار إعلان قوات
سوريا الديمقراطية "
قسد" التي تتألف بشكل رئيس من مقاتلين أكراد، عن الهجوم على مدينة
الرقة الخاضعة لسيطرة
تنظيم الدولة في شمال سوريا، مطلع نيسان/ أبريل القادم، تساؤلات عن مدى نجاح هذه العملية، وخصوصا في ظل الخلاف التركي الأمريكي.
وتشن "قسد" منذ أكثر من أربعة أشهر، عملية "غضب الفرات"، بدعم من طيران التحالف الدولي في ريفي الرقة الشمالي والشرقي، وتمكنت هذه القوات مؤخرا من الاقتراب أكثر من المدينة، وأكدت أنها قطعت الطريق بين محافظتي الرقة ودير الزور.
وقال المستشار الإعلامي لدى قوات سوريا الديمقراطية في الحملة على الرقة، مصطفى عبدي، إن فرصة نجاح قوات سوريا الديمقراطية بالسيطرة على الرقة "باتت كبيرة؛ بعدما تدفقت علينا الأسلحة الحديثة والثقيلة، والمدرعات، والمدفعية، ومضادات الدروع، وكاسحات الألغام".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "زيادة انضمام المقاتلين إلى قوات (قسد)، وقيام التحالف بتدريبهم؛ سيساهم في دعم الحملة، خاصة أن التنسيق بين قسد والتحالف ازداد بشكل فعال"، مؤكدا أن "التحالف بات يعتبر قواتنا حليفة، وقادته يزورون مناطق سيطرتنا بشكل علني".
وأوضح عبدي أن "معركة الرقة ستكون بالنسبة لـ(قسد) معركة مهمة للغاية وكبيرة، وقد لا تكون سهلة، ولكنها ليست صعبة أيضا"، مشيرا إلى أن "الرهان معقود على العامل الذاتي المتمثل في نجاحات قوات سوريا الديمقراطية، وقدراتها على التنظيم والعمل بهيكلية الجيوش النظامية، من ناحية الإدارة والتخطيط والتدريب والتسليح، بالإضافة إلى مساهمة التحالف الدولي بالسلاح والمستشارين والدعم الجوي".
تنفيسة إعلامية
من جهته؛ استبعد الناشط السياسي في الرقة، بشير الهويدي، نجاح قوات سوريا الديمقراطية بالدخول إلى مدينة الرقة، واصفا إعلانها عن تحديد موعد هجومها على الرقة بأنه "تنفيسة إعلامية لا أكثر".
وقال لـ"
عربي21" إن "الرقة تنتظر اليوم القرار الأمريكي بالدخول إليها، والقرار يتأرجح بدخول قوات عربية بحماية تركية، حيث من المرجح أن تكون تحت الانتداب الأمريكي والتركي، أما قوات (قسد) فلن تكون إلا وقودا تحضيريا للحرب على تنظيم الدولة".
وأضاف الهويدي أن هناك توافقا وارتباطا بين تنظيم الدولة و"قسد" من خلال المجريات العسكرية التي شهدتها المنطقة منذ تسليم تل أبيض للوحدات الكردية بدون إطلاق رصاصة واحدة، معتبرا أن "الجهتين يتبعان للنظام السوري، والهدف من تواجدهما هو قتل وردع كل الفصائل التي كانت تقاتل ضد نظام الأسد"، على حد قوله.
ومن الجدير ذكره؛ أن تنظيم الدولة سيطر على مدينة الرقة الواقعة على ضفة نهر الفرات، وتبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود التركية في كانون الأول/ يناير 2014، بعد معارك مع فصائل ثورية سورية، وفي آب/ أغسطس من العام ذاته تمكن التنظيم من السيطرة على المحافظة بأكملها.