قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب كافأ الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي عدو
حقوق الإنسان.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إن "الرؤساء الأمريكيين عادة ما يتعاملون مع شخصيات بغيضة من أجل المصالح القومية الأمريكية، لكن هذا لا يعني دعوتهم إلى البيت الأبيض، وكيل المديح، وتقديم الوعود غير المشروطة لهم".
وتضيف الصحيفة: "هذا ما فعله بالضبط الرئيس ترامب يوم الجمعة، عندما لم يرحب فقط، بل احتفل، بواحد من أكثر القادة الديكتاتوريين في الشرق الأوسط، الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرجل المسؤول عن قتل مئات المصريين، وسجن الآلاف الآخرين منهم، مدمرا بلده ومسيئا لسمعته".
وتتابع الافتتاحية قائلة إن "التعبير الذي خرج من البيت الأبيض حول (الإعجاب المتبادل) فيه مداهنة كبيرة، حيث مدح ترامب السيسي لأنه قام (بعمل رائع)، وأكد له أن (الولايات المتحدة صديقة وحليف لمصر وحليف عظيم)، وفي المقابل رد السيسي، (الذي منع من البيت الأبيض أثناء إدارة أوباما، وطالما رغب بالحصول على احترام تقدمه زيارة كهذه له)، عن (امتنانه وإعجابه العميق) بترامب، و(شخصيته الاستثنائية)".
وتشير الصحيفة إلى أن "ترامب اعترف بأن البلدين لديهما بعض الأمور التي لا يتفقان حولها، لكنه لم يذكر بشكل واضح سجل السيسي الصارخ في مجال حقوق الإنسان، الذي اتهمته وزارة الخارجية ومنظمات حقوق الإنسان بانتهاكات صارخة، بما فيها التعذيب والإعدام دون محاكمة".
وتفيد الافتتاحية بأن ترامب لم يذكر قضية الأمريكية آية حجازي، التي كانت تعمل مع أطفال الشوارع، واعتقلت في أيار/ مايو 2014؛ بتهم مزيفة تتعلق بالتجارة بالبشر، ولا تزال في السجن منذ 33 شهرا، في خرق للقانون المصري، مشيرة إلى أن قضيتها كانت محل اهتمام لمنظمات حقوق الإنسان، حيث أنها واحدة من 40 ألف شخص معتقل؛ معظمهم لأسباب سياسية.
وتلفت الصحيفة إلى أن مصر هي أحد حلفاء الولايات المتحدة المقربين في الشرق الأوسط، وتحصل على دعم سنوي بقيمة 1.3 مليار دولار، مستدركة بأن سنوات الاضطرابات أدت إلى توتير العلاقات بين البلدين، حيث أطيح بحسني مبارك في عام 2011، وبعد مرحلة قصيرة من الديمقراطية، التي جلبت الإخوان المسلمين للحكم، تبعها انقلاب دبره عبد الفتاح السيسي، وأطاح بالإخوان المسلمين، وقاد عملية قمع.
وتذكر الافتتاحية أن عمليات القمع التي قادها السيسي ضد الإسلاميين تشمل مذبحة قتل فيها أكثر من 800 شخص، ثم حرف نظره نحو معارضيه العلمانيين والمنظمات غير الحكومية، فقررت الولايات المتحدة تعليق معظم المساعدات العسكرية، وطلبت تحسينا في ملف حقوق الإنسان، وهو ما لم يحدث أبدا.
وتنوه الصحيفة إلى أن "ترامب أكد الآن أن حقوق الإنسان والديمقراطية ليست محلا لاهتمامه، وأنه يركز اهتمامه أكثر على مكافحة تنظيم الدولة، وما لا يفهمه هو أن مصر، وإن كانت دولة مهمة، فإنها لا يمكن أن تكون قوة إقليمية وعامل استقرار، ولا شريكا، كما يتخيل ترامب، في مجال حقوق الإنسان أو أي شيء آخر في حال لم يغير السيسي أساليبه، فالقمع الذي يمارسه السيسي ضد الأعداء الحقيقيين والمتخيلين، وإدارته للاقتصاد، وعدم قدرته على التدريب والتعليم وخلق الوظائف لأبناء شعبه الشباب، هي عوامل لا تؤدي إلا لإثارة اضطرابات جديدة وغضب".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن "على السيسي القيام بإصلاحات اقتصادية وسياسية تنفع المصريين كلهم وليس للجيش فقط، وربما كانت البهرجة التي أظهرها البيت الأبيض ذات قيمة لو حاول ترامب تأكيد هذه النقاط لضيفه".