جولة من الحوار الثنائي المشترك بين
الجزائر والولايات المتحدة، انطلقت الخميس في واشنطن؛ لوضع إطار
تعاوني لتبادل المعلومات بين الدولتين لمواجهة تهديدات "
تنظيم الدولة" والقاعدة في
ليبيا، وكذلك استعراض النزاعات المستفحلة في المنطقة والعالم العربي، في إشارة إلى الوضع في ليبيا ومالي ودول الساحل الإفريقي"، حسب بيان للخارجية الجزائرية أمس الخميس.
وبحسب مراقبين، فإن التعاون بين الطرفين لن يعدو عن كونه تعاونا في جمع المعلومات وتبادلها، ولن يصل إلى التدخل العسكري في أي منطقة ليبية، خاصة أن الجزائر تتخوف من أي قوات أجنبية على حدودها، لكن آخرين رأوا أن التدخل سيتم من قبل واشنطن وبدعم معلوماتي ولوجستي من قبل الجزائر، وربما سيكون هذا التدخل قريبا.
اقرأ أيضا: مصادر أمنية جزائرية: قوات الجيش قتلت أمير تنظيم الدولة
وطرح التعاون الأمني بين الجزائر وواشنطن، عدة تساؤلات بخصوص الملف الليبي، حول: هل سيكون التعاون معلوماتي وفقط، أم سيتطور إلى تدخل عسكري تام في كل المناطق التي تشهد نشاطا لمقاتلي "داعش"؟ أم سيكون دعما عسكريا لحكومة الوفاق الوطني الليبية؟ وهل ستنجح الخطة في استهداف "داعش ليبيا" والقضاء عليها نهائيا؟.
هيمنة أمريكية
وأكدت دراسة نشرها معهد واشنطن للدراسات، في 27 آذار/مارس الماضي، أن
الولايات المتحدة ترمي من خلال التعاون في إطار تبادل المعلومات مع الجزائر وغيرها من الدول الإفريقية، وضع إطار تعاوني يسمح لها بالحصول على المعلومات الصحيحة من دون تخوف الأطراف الدولية، وأنه في سياق التعاون الجزائري الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب والحرب، تم الاتفاق على برنامج أمريكي لدعم قدرات الجيش الجزائري، من خلال القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، حسب الدراسة.
لكن، عضو حركة "رشاد" الجزائرية "معارضة"، محمد زيتوت، أكد أن الحوار الاستراتيجي بين الجزائر وأمريكا، هو محطة أخرى في سياق تثبيت الهيمنة الأمريكية على الجزائر خاصة، ومنطقة الشمال الإفريقي بشكل عام، مضيفا أن التعاون بين الطرفين يأتي في إطار الاتفاق المبرم بين النظام الجزائري والقوى الغربية عامة، التي تقوم على أساس دعم هذه القوى للنظام وتثبيت أركانه، مقابل فتح الأجواء الجزائرية والثكنات والخزائن لهذه القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية"، بحسب تصريحاته لوكالة "قدس برس".
تبادل أدوار
أستاذ القانون الدولي المصري، السيد أبو الخير، رأى من جانبه، أن "مصر هي كلمة السر في هذا التعاون، فالجزائر تعتبر ليبيا حديقتها الخلفية ولن تسمح لمصر أن يكون لها نفوذ فيها، ولكن تم الاتفاق على أن تقوم الجزائر بالدور المصري فهي أقدر عليه من مصر"، حسب قوله.
وأوضح في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن "التدخل الأمريكي بدعم جزائري لن يكون بهدف قتال تنظيم داعش أو القاعدة لعدم وجودهما حقيقة في ليبيا، فالموجود عبارة عن شركات عسكرية أمنية مرتزقة توظفها الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ استراتيجيتها في إعادة تنظيم المنطقة، وفقا لمصالحها ومصلحة الكيان الصهيوني، أو بالأحرى هي عملية تبادل أدوار بين عملاء الغرب وواشنطن في المنطقة، والتدخل لن يكون أبدا في صالح الشعب الليبي"، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: الجزائر وتونس تعلنان عن اتفاق أمني حول الأزمة الليبية
وقال الناشط السياسي الليبي المقيم في كندا، خالد الغول، إنه "من الصعب أن تدخل أمريكا في حروب في ليبيا وكذلك الجزائر، خاصة أن الأخيرة "الجزائر" تعتمد على جمع المعلومات والتصدي المبكر للتطرف، أما أمريكا فهي تعمل على جمع المعلومات من العرب مجانا ودون تعب كثير لمخابراتها أو صرف أموال"، وفق قوله لـ"
عربي21".
مصر البديل
من جهته، رأى الناشط في المجتمع المدني في ليبيا، أحمد التواتي، أن "التقارب الأمريكي الجزائري جاء بعد تفاهمات مصر وأمريكا خلال زيارة السيسي الأخيرة، حيث يعتقد أن ترامب حسم أمره وسيعين مصر شرطي ليبيا، وبهذا ستكون الجزائر حجر عثرة له، ما سيجعل واشنطن تحاول إقناع الجزائر بغض الطرف، لكن الأخيرة لن تخضع"، حسب قوله.
واستدرك في حديثه الخاص لـ"
عربي21"، أنه "من الممكن أن توافق الجزائر على أن تتولى مصر مهمة التدخل المباشر في ليبيا أو غير المباشر بدعم الجيش في الشرق حتى بقوات غير معلنة على الأرض وبتمويل كامل من أمريكا، أو بموجب تفاهمات أهمها الضغط على السعودية لفتح صمام النفط لمصر، وكل هذا لن يحقق استقرارا في ليبيا".