نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تطرقت فيه إلى تداعيات الاتفاق الروسي الإيراني حول التصدي للهجمات الأمريكية المرتقبة؛ وذلك بهدف فك العزلة التي تواجه
روسيا وإيران على خلفية موقفهما الداعم للنظام السوري.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات العسكري أدى إلى ارتفاع وتيرة الخلافات بين الدول الغربية من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، اتهمت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بتجاوز "الخطوط الحمراء"؛ إثر إقدامها على مهاجمة القاعدة الجوية السورية.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة عدلت من موقفها حيال بشار الأسد. وفي هذا الصدد، صرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، أن أولويات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فيما يتعلق بالقضية السورية تتمثل في تنحية الأسد، إلى جانب مكافحة تنظيم الدولة، والحد من النفوذ الإيراني في
سوريا.
وأكدت الصحيفة أن ترامب أعلن خلال حملته الانتخابية في عدة مناسبات عن عدم رغبته في إقحام الولايات المتحدة في أي تدخل عسكري في المستقبل. في المقابل، سارع ترامب إلى تحميل النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي الأخير، ليتم قصف القاعدة العسكرية الجوية في سوريا.
واعتبرت روسيا هذه الغارة بمثابة انتهاك للقانون الدولي، في حين سارعت لإعلان قرارها بتعزيز الدفاع الجوي السوري. كما تحدث بيان منسوب لغرفة العمليات المشتركة بين روسيا وإيران وقوات النظام السوري أنه سيتم الرد على أي هجوم أمريكي في المستقبل.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني، حسن روحاني، الأحد الماضي، واتفق الطرفان خلالها على عدم التسامح مع أي هجوم تشنه الولايات المتحدة ضد النظام السوري، وذلك وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الروسية، تاس. بالإضافة إلى ذلك، دعا الرئيسان إلى إجراء تحقيق حول حقيقة استخدام مواد كيميائية في خان شيخون.
وتابعت الصحيفة بأن الدول الغربية استنكرت هجوم خان شيخون. وفي هذا الصدد، أكد وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، بحسب صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أن "روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، تتحمل مسؤولية كل ضحية سقطت خلال الأسابيع الماضية".
وبينت الصحيفة أنه، وفي حال أراد بوتين التبرؤ من دماء ضحايا الأبرياء، عليه أن يعمل على إقناع النظام السوري بالتخلي عن كل الأسلحة الكيميائية، وأن ينخرط في نطاق جهود الأمم المتحدة من أجل إحلال السلام في سوريا.
وأفادت الصحيفة بأن هذه الخلافات تعزى إلى الدعم العسكري الذي تؤمنه كل من روسيا وإيران للنظام السوري، الذي يخوض حربا ضروسا ضد قوات المعارضة المدعومة من تركيا والسعودية وقطر، فضلا عن الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أنه، وكرد فعل على هجوم قاعدة الشعيرات، علقت روسيا العمل بالاتفاق الروسي الأمريكي حول تبادل المعلومات، الذي يهدف إلى تلافي الحوادث الجوية في المجال الجوي السوري.
وأوردت الصحيفة أن الموقف الأمريكي تجاه الوضع في سوريا بدا متذبذبا. فقد صرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أثناء لقاء صحفي مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، بأنه "لا نعتقد أن السلام في سوريا ممكن في ظل بقاء الأسد في السلطة".
خلافا لذلك، أفاد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، خلال لقاء مع شبكة "سي بي أس إن"، بأن "مكافحة تنظيم الدولة تعدّ الأولوية القصوى للحكومة الأمريكية. وبعد القضاء على تنظيم الدولة أو احتوائه، يمكن أن تفكر الإدارة الأمريكية في تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن ثم البدء في عملية السلام".
ونقلت الصحيفة تصريحات الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، الذي أدان هجوم الشعيرات. وفي هذا السياق، أفاد الصدر بأن "هذا الهجوم قد يجر المنطقة إلى حرب، كما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز انتشار تنظيم الدولة في المنطقة".
وذكرت الصحيفة أن تركيا دعت إلى تنحية الأسد. وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، في تصريح لقناة "تي آر تي هابر"، إنه "يجب أن تضع روسيا حدا لدعمها للنظام السوري".