عقدة أنظمة الاستبداد والفساد والتبعية في منطقتنا هي الشعوب، لذلك يربطون مصيرهم بالصهاينة حماية لهم من غضبة الشعوب. الكل يرتمي في أحضان داعميه من القوى المؤثرة، لذلك بعد الربيع العربي تحول التطبيع مع الاحتلال من الطابع السري إلى الطابع العلني..
ألا من بقية خير في هذا الشعب الجريح المكلوم، في الداخل أو المنافي، كل حسب طاقته وظروفه، يتقدم الصفوف، بعيدا عن الاشتباكات والانشغالات الفارغة، ينشر الوعي ويصحح المفاهيم ويوضح الرؤى ويكشف الحقائق ويشد العزائم ويعزز الثقة؟
نحن بحاجة إلى ميلاد جديد لمشروع الانتقال إلى الدولة، بأفكار وأدوات وكفاءات وآليات مدنية حضارية. والانتقال ليس مسؤولية الحركة الإسلامية وحدها لأنه أكبر منها ومن غيرها، لكنه مسؤولية وطنية لكل أصحاب الأفكار والاهتمام بالشأن العام
لماذا التناول هنا لعقلية الناشط الإسلامي بصفة خاصة؟ لأن نشطاء العمل الإسلامي يُراهن عليهم بدرجة أكبر من غيرهم في معادلة الإصلاح والتغيير، أيضا للاصطفاف الشعبي حول نشطاء العمل الإسلامي أكثر من غيرهم، وأيضا لتأثير المكون الديني في المحيط العربي والإسلامي
لكل بناء أسس يبنى عليها ويركن إليها، وكلما كان البناء شامخا استوجب أسسا راسخة متينة، لا تتآكل بمرور الزمان ولا تهتز بالأحداث الجسام ولا تتغير بتحول المكان ولا بتغير الأشخاص. من هنا كانت ثوابت البناء لجماعة الإخوان
حزمة من البديهيات الحاضرة ينبغي ألا تغيب عن مؤسسات صنع القرار في مربع الحركات الإسلامية، وينبغي أن تتفهمها القواعد حتى لا تمثل ضغطا على الحركات، وحتى تتجنب الصدمات النفسية والانحرافات الفكرية والانشقاقات التنظيمية حين تحدث الأحداث..
الإشكالية الكبيرة في الحرص المحلي والإقليمي والدولي على إفشال تجارب الإسلاميين دون غيرهم، بل هناك دعم بلا سقف لأنظمة مستبدة وفاسدة تفرط في الأرض والمياه والثروات من أجل البقاء في السلطة..
من تداعيات أجواء الاشتباك والارتباك السائدة في مصر على خلفية ثورة يناير والانقلاب العسكري وما تلاه من أحداث وأحاديث؛ حالة الانقسام السائدة بين المصريين بصورة غير مسبوقة، الانقسام الذي وصل إلى قلب الأسرة المصرية فشتت شملها ومزق وحدتها..
تعيش الحركات الإسلامية أو ما يطلق عليها إعلاميا "الإسلام السياسي"؛ أجواء من الإخفاق والتراجع لم تعهدها منذ عقود، لاعتبارات ذاتية تخصها وأخرى تخص الأجواء العامة المحلية والإقليمية والدولية، ترتب عليها حالة من الغواية للعديد من الأطراف..
أياً كانت الرسائل المتبادلة بين السيسي والإخوان، فالوقائع وحجم الانتهاكات التي ما زالت سارية المفعول حتى اللحظة تؤكد عدم إمكانية القبول والتواصل مهما كان مضمون الرسائل
هل يراجع الحزب مسيرته النضالية وأفكاره الإصلاحية وعلاقاته التنظيمية وتحالفاته السياسية، وعلاقاته بالملك وتداعياتها الواقعية؟! أم يصيبه فيروس التنظيمات الإسلامية في الدفاع والتبرير ومقاومة التغيير والإبقاء على فشلة المسير دون إعفاء أو تبديل؟!
الحركة الإسلامية بتنوع مكوناتها وسمو غاياتها ونبل أهدافها وإخلاص عناصرها، هي حركة بشرية بفكر وأداء بشري، لها وعليها من النجاحات والإخفافات والإيجابيات والسلبيات.
فكرة حذف طرف من المشهد إرضاءً لطرف أو توسعة له أو تجنبا لمظالم ومخالفات وانتهاكات طرف آخر هي فكرة غير قيمية ولا قانونية ولاإنسانية، وعلى أصحاب الحقوق التمسك بها والنضال من أجلها وتحمل مسؤوليات ذلك، هكذا هو قانون الحياة لا شرعة الموت..
بمن نقاوم؟ في ظل بقايا المعارضة المنقسمة؟ وبمن نقاوم في ظل مجتمع متشرذم ومفتت؟ وبمن نقاوم وغالبية الشعب ترى أن لقمة العيش أهم من الحرية والكرامة؟ وبمن نقاوم في ظل نظم عسكرية قاتلة وأجهزة أمنية لا ترعى في إنسان إلاّ ولا ذمة؟ وبمن نقاوم في ظل مجتمع دولي وإقليمي متآمر لا يرانا بشر كباقي البشر؟