منذ الانقلاب الذي تبعته انقلابات أخرى مصاحبة في أجهزةٍ كثيرة داخل الدولة في مصر، أهم عنوان هذه المرحلة الفشل، ومع هذا الفشل في الأداء من نظام الثالث من يوليو؛ فإن أجهزة ومؤسسات صادفت هي الأخرى فشلاً ذريعا وإخفاقا كبيرا..
يعدّ الكيان الصهيوني والفكرة الصهيونية من أخطر الأفكار التي وردت على البشرية كفكرة عنصرية تقوم على قاعدة التوسع والاستيطان، ولهذه الفكرة سدنتها منذ هذا المؤتمر التأسيسي الذي قام عليه هيرتزل، مؤسسا لهذه الفكرة الصهيونية، وممهدا لنشأة الكيان الصهيوني.
قام السيسي بكل ما من شأنه أن يهدم ويمزق كل ممكنات التماسك والتلاحم بين هذا الشعب فأخذ فريقا كتغطية تفويضا، وقتل فريقًا آخر وطارده ممارسًا أقسى درجات الفرقة ومحاولاً شق صف هذه الجماعة الوطنية ثم واجه الجميع، من قاومه أو عارضه..
من المهم ونحن نختتم هذه السلسلة الخلدونية حول الجباية والفساد أن نتحدث في خاتمة تلك المقالات عن الجباية والظلم، فالترف نوع من الظلم، والجباية نوع من الظلم، والفساد والاستبداد توأمان وكلاهما ظلم بيّن، وفي هذا المقام نستطيع أن نؤكد أن الظلم مؤذن بخراب العمران كقانون ماض لا يتخلف، فإن أموال الجباية وال
ينتقض العمران وتذهب الآمال ويكون الوبال على الناس وعلى الدولة، كارثة محققة ومصائب تترى. الانقلاب وبما أنه يستخف بكل شيء قد لا يهمه الخراب الآتي إلا أن يمول فساده وظلمه.
يا هؤلاء حينما تعرفون معنى الإنسان وكرامة كل كيان، وحقيقة كل عمران، يقوم على قاعدة من القيم بميزان، فستعرفون أين أنتم من كل ذلك! إنكم قمة الطغيان، وحركة ظلم بإمعان..
يحاول هذا المنقلب أن يحيل كل أمر بعيدا عن مسؤوليته، فتارة يحيل أزماته إلى مؤامرة كبرى تحاك ضده، وتارة يحيل ذلك إلى زمان غير زمانه وحروب هنا وهناك أدت إلى ما نحن فيه، ولكنه في أي مرة من المرات لم يتحدث عن تكلفة فساده واستبداده..
كتبنا أكثر من مقال حول مؤسسة القضاء، خاصة أنه في مرات كثيرة يٌتهم كثيرون بإهانة القضاء، ويستمر ذلك المسلسل المرة تلو المرة في محاولة لافتعال قضايا تشير حسب رأيهم إلى استهداف القضاء بالإهانة والمهانة، وفي كل مرة كنا نتساءل من يهين القضاء؟
في هذه القمة ستجد أن الجميع بشكل مباشر أو غير مباشر يعملون لمصلحة إسرائيل وصهيونيتها العنصرية، إلا أن الجميع سيظل يهتف بأن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية.
في اليوم الذي قام فيه الانقلابيون بانقلابهم الفاشل في تركيا كنت في اجتماعٍ جمع أربعة من الشباب بالإضافة لسياسيٍ مصري مرموق في إسطنبول، وكنا قد اتفقنا على اللقاء لمناقشة أمور تتعلق بحال مصر وحال منقلبيه الذين يقومون بكل عمل يؤدي إلى خراب البلاد وترويع وقمع العباد، وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث لتشخيص المسألة ورصد المهزلة التي تحدث بمصر من أُناسٍ تصدروا بعد انقلابهم مشهداً أقل ما يقال فيه أنه مشهد يجمع بين الخيانة والخيابة، بين الغدر والفشل، بين الخراب والفساد والتخريب المتعمد، هكذا تطورت حال الانقلاب إلى ما يشبه العداء لكافة المصريين في الداخل والخارج فمن هم في الداخل تحت القمع ومن هم في الخارج للأسف الشديد تحت سيف الفرقة ومواقف متخاذلة إلا من رحم ربك.
هل فيكم من لا يعرف أن هذه الزيارة لم تكن إلا زيارة الندامة والخيانة والمهانة، انقلاب مصر يمر بتل أبيب، هذه قصة سلام دافئ في متوالية انبطاح استراتيجي، أفلا تعقلون؟؟
ادعى المنقلب أن مصر حمّلته رسالة إلى الشعب المصري. أعلن عن ذلك في الاحتفال بانقلابه في الثالث من يوليو، الاحتفال هذه المرة لم يكن احتفالاً جماهيرياً أو شعبياً أو دعوة إلى الاحتشاد بالميادين، الاحتفال هذه المرة كان في دار الأوبرا..
كان الحكم الذي أصدره القضاء الإداري معلنا أن اتفاق ترسيم الحدود غير قائم، وأن الجزيرتين صنافير وتيران مصريتان، كان هذا الحكم في حقيقة الأمر بصرف النظر عمن صدر عنه صفعة قوية لنظامٍ فرط في الأرض وباعها وتنازل عنها..
كنت قد ذكرت في مقالات سابقة وصفاً لمؤسسات الدولة أنها مؤسسات "كأن" ومع الانقلاب بدت الأمور أسوء وأشد في أداء هذه المؤسسات لوظائفها فصارت وكأنها في "دولة الضد"، نقصد بدولة الضد قيام..