هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أحمد عبد العزيز يكتب: يتعين علينا إعادة قراءة تاريخ "الصراع" بين عبد الناصر والكيان الصهيوني قراءة مختلفة، عن تلك التي أُشربناها صغارا، فشوشتنا كبارا، إلا من سلك طرقا أخرى للبحث عن الحقيقة..
أحمد عبد العزيز يكتب: محضر هذا الاجتماع (في نظري) من أهم الوثائق التاريخية (إن لم يكن أهمها على الإطلاق) التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك؛ أن قرار القضاء على الإخوان المسلمين قد اتخذه عبد الناصر أثناء هذه الاجتماعات التي خرج منها بقناعة راسخة مفادها أنه لا يمكنه الانفراد بالسلطة في وجود الإخوان..
أحمد عبد العزيز يكتب: محضر هذا الاجتماع الذي سجله المستشار حسن العشماوي في كتابه "الأيام الحاسمة وحصادها" يفسر لنا (مقدما) كل ما أصاب الإخوان المسلمين من اضطهاد وتنكيل، على يد عبد الناصر وعساكره وإعلامه، قبل أن يقع بأكثر من عام! ويثبت أن كل الحوادث والاتهامات التي تم تدبيرها واختلاقها ثم إلصاقها بالإخوان؛ ما كانت إلا عناوين لمخطط عبد الناصر للتخلص من "كيان" الإخوان المسلمين، وبعض رموزه الذين كان يعتبرهم عبد الناصر خطرا داهما يتهدده شخصيا!
أميرة أبو الفتوح يكتب: تغير الأنظمة في العالم العربي، وسقوط الملكيات فيها واستبدالها بالنظم الرئاسية، جاء من خلال انقلابات عسكرية من حفنة من ضباط الجيش الصغار، أغوتهم قوى خارجية طمعاً في الحكم والاستيلاء على ثروات البلاد، وليس من خلال ثورات شعبية كما حدث في أوروبا، ومع ذلك يصر أصحابها الانقلابيون على اعتبارها ثورات شعبية ويقيمون لها الاحتفالات السنوية
أحمد عبد العزيز يكتب: فِرية تواصل الإخوان مع الإنجليز، دون علم عبد الناصر، تلك الفرية التي صيغت في صورة اتهام، وجهته "محكمة الثورة" لعدد من الإخوان، رغم أن اتصال الإخوان بمستر إيفانز (مستشار السفارة البريطانية بالقاهرة لشؤون الشرق) تم بإذن من عبد الناصر..
هشام الحمامي يكتب: كل ما حاوله المفكر الكبير توفيق الحكيم وقتها هو أن يكسر نافذة على "الوعي الذي ذهب وغاب".. لكن النافذة للأسف لا تكفي لعودته..
أحمد عبد العزيز يكتب: ساد التوتر هذه الجلسة، ولاحت في الأفق بوادر الأزمة بين عبد الناصر والإخوان، تلك الأزمة التي وُلدت ولم تمت، رغم موت كل صُنَّاعها وشهودها، ولا تزال تلقي بظلالها على المشهد السياسي في مصر حتى اليوم، وما بعد اليوم، إلى أمد لا يعلمه إلا الله..
أحمد عبد العزيز يكتب: أنكر عبد الناصر أن يكون قد اتفق مع قيادات الإخوان على شيء! وبالمقابل، لقَّنَه المستشار الهضيبي دروسا في الشريعة، والأخلاق، والسياسة، وإدارة الدولة.. وقد أنبأ هذا الاجتماع عما ستؤول إليه العلاقة بين عبد الناصر والإخوان، وقد كانت علاقة "دموية" بامتياز، اتسمت بالتشويه، والتحقير، والكذب، والبهتان من جانب عبد الناصر، وكل مؤسسات الدولة التي تم تسخيرها في الحرب على الإخوان
أحمد عبد العزيز يكتب: في هذا اللقاء، بدا عبد الناصر كاذبا، جاهلا، ضئيلا، مرتبكا، مراوغا.. بينما كان الهضيبي عملاقا، فقيها، ألمعيا، واضحا، ناصحا أمينا..
أحمد عبد العزيز يكتب: بلغت "الوقاحة" بجمال عبد الناصر أن يحاول إقناع حسن العشماوي (كاتب المحاضر)، خلال حديث ثنائي بأنه الممثل "الحقيقي" لفكرة الإخوان المسلمين! ومن ثم يجب استبعاد كل الضباط المنتمين للإخوان المسلمين من عضوية "مجلس قيادة الثورة" بعد الإطاحة بالملك فاروق!
أحمد عبد العزيز يكتب: لا أدري ما رأي إخوان اليوم في رأي المستشار الهضيبي، لا سيما بعد أن عاشوا تجربة البشير في السودان الذي مكث في السلطة ثلاثين سنة، ثم كان من أمره ما كان، وها هو السودان يجني (اليوم) ثمرة استئثاره بالسلطة دما ودمارا وانقساما!
أحمد عبد العزيز يكتب: في هذا الجزء ما هو صادم من جانب جمال عبد الناصر، وما هو باعث على الاحترام والتقدير من جانب الإخوان المسلمين..
أحمد عبد العزيز يكتب: خلال المقتطفات التي سأنقلها هنا، من "محاضر" هذه الاجتماعات؛ ستقف على حقيقة ما اتفق عليه المجتمعون، وهي غير ما أعلنه عبد الناصر، وكتبه التاريخ.. كما أظنها كافية لرسم الشخصية "الحقيقية" لعبد الناصر، وطبيعة العلاقة التي كانت تربطه بزملائه..
ربما لو كان تغيير الحكم في مصر وقتها حدث عن طريق ثورة شعبية مدنية، لكان قد نتج عنه نظام حكم ديمقراطي جديد، قد يكون أفضل كثيرا من حكم فاروق وحكم الضباط معا، ولكن هذا هو قدر مصر عبر التاريخ كله تقريبا، الانتقال من حكم فاسد فاشل إلى حكم فاسد فاشل آخر، سواء كان حكما أجنبيا أم كان حكما وطنيا.
الحديث عن الرئيس محمد نجيب في ذكرى رحيله.. ليس مجرد تهميش على صفحة شبعت طيا من ماض سحيق لا جدوى من الانشغال بالحديث عنه.. بل نظرة ضرورية فاحصة لسياق تاريخي مفعم بالاضطراب والخيبة التعيسة
الكوارث التي على الأرض أو الوثائق التي في الملفات لها المختصون بها فعلا وفاعلا ومفعولا به، أو حتى من أجله.. لكن ما كتبه المفكرون والمثقفون يبقى هو الأفق الأوسع الذي يحيط بالحدث وأشخاصة، والشكل الأعلى الذي تشكلت به هذه الأحداث وهؤلاء الأشخاص