قالت مصادر أهلية في مدينة الطبقة، غرب
الرقة السورية، إن مفاوضات تجري لانسحاب عناصر
تنظيم الدولة من المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم في المدينة.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"
عربي21"، فإن المفاوضات تجرى بوساطة "مدنية" بين مقاتلي تنظيم الدولة وقوات
سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، من أجل الانسحاب من الحييين الأول والثاني في المدينة الجديدة في الطبقة، إضافة إلى محيط
سد الفرات.
من جهته، نفى القيادي في قوات سوريا الديمقراطية، شرفان درويش، علمه بمثل تلك المفاوضات، مرجحا قبول قواته بها للمحافظة على "بنية السد، وحياة المدنيين"، لكنه استدرك قائلاً: "القادة هناك هم يقررون"، وفق قوله لـ"
عربي21".
وأشار درويش إلى أنّ الاشتباكات بين قواته ومقاتلي التنظيم، تجري الآن في الحيين الأول والثاني من الطبقة الجديدة، وتحدث عن السيطرة على الحي الثالث من المدينة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت الثلاثاء؛ أنها سيطرت على المدينة باستثناء مباني سد الفرات. وسبق أن أعلنت الاثنين أنها سيطرت على أكثر من 80 في المئة من المدينة، مشيرة إلى سيطرتها على ما يُسمى بـ"القرية" في المدينة بشكل كامل.
بدوره، توّقع مصدر موال للتنظيم، فضل عدم نشر اسمه، أن يوافق التنظيم على الوساطة في ضوء عدم وجود أي خيار بديل سوى الموت الجماعي لعناصر التنظيم؛ الذين يُعانون من الحصار المطبق من القوات ذات الغالبية الكردية، إضافة إلى الغارات الجوية المكثّفة.
وأشار المصدر إلى أن سيناريو منبج هو الأقرب إلى التنفيذ الآن في الطبقة، لكنه تساءل عن الورقة الضاغطة التي يملكها التنظيم من أجل الضغط على القوات الكردية للقبول، حيث امتلك في منبج عددا من الأوراق، من بينها تسليمه أسيرا أمريكيا لديه، مقابل تأمين الانسحاب الآمن.
وبحسب القيادي في قوات سوريا الديمقراطية، فإنّ أبرز الصعوبات التي تواجهها قواته في المعارك ضد التنظيم في المدينة؛ تتمثّل بوجود المدنيين والألغام، إضافة إلى "استخدام التنظيم للسيارات المفخخة والانتحاريين في محاولة منهم لوقف تقدمنا".
بدوره، أقرّ مصدر موال لتنظيم الدولة بتراجع نفوذ التنظيم في المدينة، مشيرا إلى أنّ لطيران التحالف الدور الأكبر في تراجع التنظيم، إضافة إلى الحصار الكامل للمدينة من قبل القوات الكردية منذ ما يزيد على 30 يوما.
وعلى وقع المعارك المتنامية في الطبقة، نزح الآلاف من أهالي المدينة، بعد سيطرة القوات ذات الغالبية الكردية والمدعومة من قبل التحالف الدولي، على أجزاء كبيرة منها.
وفي هذا الإطار، قال درويش إنّ قواته أمنت الآلاف من أهالي المدينة، إضافة إلى مدنيين من مناطق التنظيم في الرقة ومسكنة والخفسة، ونقلتهم إلى المدن والقرى التي تسيطر عليها قواته.
وأشار درويش إلى أنّ عدد النازحين من مناطق التنظيم في شرق البلاد، إلى المناطق التي تسيطر عليها قواته فاق الـ100 ألف نسمة، لافتا إلى أنّ قواته تفسح المجال لهم في تحديد وجهته سواء إلى مناطق النظام أم مناطق الجيش الحر.
من جهته، أشار عضو المجلس المحلي في محافظة الرقة، محمد حجازي، إلى أن القوات الكردية قامت بإخلاء أكثر من خمسة آلاف مدني من المدينة، محذرا من حصول تغيير ديموغرافي فيها، على غرار ما حصل في عدد من المناطق ذات الغالبية العربية، بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها.
ولفت حجازي، في حديث لـ"
عربي21"، إلى أنّ المدنيين بقوا في منازلهم أثناء الاشتباكات، وبعد سيطرة القوات الكردية على عدد من الأحياء قامت الأخيرة بنقلهم إلى القرى القريبة، حيث سيتم تهجيرهم بعد ذلك إلى منطقة سيطرة الجيش الحر في جرابلس عبر منبج.
وتقع مدينة الطبقة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، على بعد نحو 50 كلم غربي مدينة الرقة، وفيها أهم سد مائي في سوريا، وهو سد الفرات الذي لا تزال منشآته تحت سيطرة تنظيم الدولة.
وبدأت المعارك فيها بين تنظيم الدولة والمقاتلين الأكراد المدعومين من قبل التحالف الدولي، في 22 آذار/ مارس، عبر القيام بإنزال لقوات أمريكية وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية جنوبي نهر الفرات.