كشفت مصادر إعلامية مقربة من الوحدات الكردية في
سوريا؛ عن تشكيل أبناء
العشائر بمنطقة الزيدي شمال مدينة
الرقة؛ "لواء فرسان الجزيرة"، مؤكدة انضمام اللواء إلى قوات سوريا الديمقراطية.
وأشارت المصادر إلى مشاركة في الحملة العسكرية التي تهدف إلى طرد
تنظيم الدولة من مدينة الرقة، أو ما يعرف بمعركة "غضب الفرات"، التي تم الإعلان عنها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ويرى مراقبون أن التشكيل الجديد هو "رغبة أمريكية"، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للبحث عن شركاء محليين إلى جانب المقاتلين الأكراد، تمهيدا للمعركة المرتقبة في الرقة.
من جهته، يربط المحلل السياسي هديب شحاذة؛ بين الإعلان عن التشكيل الجديد وبين ظهور بوادر حسم معركة مدينة الطبقة، غرب الرقة.
ولفت شحاذة، في حديث لـ"عربي21"، إلى أن قوات سوريا الديمقراطية نجحت منذ صباح الخميس في فرض حصار محكم على مدينة الطبقة، وذلك بعد سيطرتها على منطقة الصفصاف، آخر الطرق التي تربط المدينة بخارجها.
وقال شحاذة، وهو من مدينة الرقة: "من الواضح أن ما بعد الطبقة ستكون معركة الرقة، ومن هنا نستطيع تفسير ما يجري من إعلان بين الفينة والأخرى، عن انضمام مقاتلين من أبناء العشائر إلى قوات سوريا الديمقراطية".
وعدا عن "الرغبة الأمريكية"، يرى شحاذة في انضمام مقاتلين من أبناء العشائر إلى قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، "امتطاء لجواد الربح، دون النظر من أبناء العشائر إلى أصالة هذا الجواد"، بحسب تعبيره.
ويتابع قائلاً: "كذلك لا يمكننا تجاهل هاجس الخوف على المستقبل"، مضيفا: "نتحدث عن منطقة غالبيتها من العشائر العربية، بالمقابل، فإن القوات الكردية التي لها مطامع ليست غائبة عن الجميع، تستحوذ على دعم أقوى في دولة في العالم، أي الولايات المتحدة".
وقال: "لقد كان واضحاً منذ بدء الثورة السورية، أن العشائر العربية في مدينة الرقة، دائماً ما تحرص على الوقوف إلى جانب الأقوى، ويبدو أن ظهور التنظيم الذي نكّل بالجميع كان له الدور الأكبر في دفع العشائر إلى ذلك"، وفق تقديره.
وعلى عكس ما ذهب إليه شحاذة، قال مدير صفحة "الرقة الحقيقة"، عبد الله الأحمد، عبر صفحته على فيسبوك، إن "عشائر الرقة قررت الصمت، وذلك بعد الأمثلة القاسية التي دفع فيها أبناء العشائر العربية ضرائب باهظة، كما جرى في الشعيطات بدير الزور"، في إشارة إلى تنكيل تنظيم الدولة بالعشائر التي قاتلته في دير الزور.
وتابع الأحمد: "صحيح أن الغلبة العددية في الرقة للعشائر، لكن هذه العشائر لا تمتلك السلاح الثقيل، والسلاح المتوفر لديها البندقية فقط"، كما قال.
وفي تعليقه على التشكيل العسكري الجديد، قال الأحمد لـ"عربي21": "هذه التشكيلات التي تقوم بها الوحدات الكردية من مكون عربي لا هدف لها إلا التغطية الديموغرافية، وذلك في سبيل تسهيل الدخول إلى مناطق معينة، ومن ثم ليس مستحيلا تحجيم هذه القوى العربية، كما حدث مع لواء ثوار الرقة الذي كان له دور كبير في تحرير مدينة تل أبيض وعين عيسى، وكذالك لواء الجهاد في سبيل الله".
وعن العشائر المشاركة، أكد الأحمد مشاركة عشيرتي النعيم والفدعان في لواء "فرسان الجزيرة"، مشيراً إلى وقوف الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي؛ وراء هذه الخطوة.
ولفت الأحمد إلى سعي الولايات المتحدة إلى تجنيد أبناء ريف دير الزور الغربي، وكذلك أبناء عشيرتي البكارة والبوسرايا، وقال: "الولايات المتحدة تدرك ثقل العشائر العربية"، وفق قوله.
وحسب مدير الأحمد، فإن الطرف الذي يحتوي العشائر العربية شرق سوريا، هو الطرف الذي يمتلك كل مقومات البقاء في المنطقة، ولذلك سعى نظام الأسد إلى ذلك قبيل خروجه من مدينة الرقة لكنه فشل، بحسب الأحمد.