نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحررتها السياسية هيذر ستيوارت، تفول فيه إن زعيمة حزب المحافظين ورئيسة الوزراء
تيريزا ماي، شددت من حملتها على زعيم حزب
العمال جيرمي
كوربين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الهجوم الذي شنته ماي على كوربين في تجمع انتخابي في ولفرتون كان شخصيا وعلى غير العادة، لافتا إلى أن ماي حددت نبرة الحملة الانتخابية للانتخابات قبل أسبوع من اقتراع البريطانيين، وفي وقت بدأت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تضييق الفجوة بين الحزبين، وبرلمان معلق تخسر فيه ماي غالبيتها المطلقة.
وتقول ستيوارت إن ماي استخدمت المناظرة التلفزيونية ليلة الاثنين لشن هجوم على كوربين، قائلة إن المناظرة التي أدارها المذيع التلفزيوني المعروف جيرمي باكسمان، وبثت على قناتي "سكاي نيوز" و"تشانال فور"، وطرح فيها الحاضرون أسئلة مباشرة على الزعيمين، أظهرت أن كوربين سيكون "عاريا في غرفة المفاوضات"، في عودة من ماي إلى موضوع البريكسيت والخروج من الاتحاد الأوروبي.
وترى الصحيفة أن التصريحات الهجومية تمثل محاولة من استراتيجيي حزب المحافظين لإعادة تركيز رسالة رئيسة الوزراء على الفرق بينها وبين زعيم العمال، حيث يحاول
المحافظون تعزيز وضعهم في استطلاعات الرأي، قبل أسبوع من بدء الاقتراع.
ويلفت التقرير إلى أن ماي شنت هجوما شخصيا على كوربين وأسلوب قيادته، وقالت إن المناظرة التلفزيونية أثبتت عدم صلاحية زعيم العمال لقيادة المفاوضات والخروج من الاتحاد الأوروبي، وأضافت: "يمكن لمساعدي كوربين وضعه في بدلة زرقاء للمقابلة مع جيرمي باكسمان، وبموقفه من البريكسيت سيجد نفسه عاريا وحيدا في المفاوضات داخل غرفة الاتحاد الأوروبي".
وتفيد الكاتبة بأن ناشطي حزب المحافظين ضحكوا بشيء من الحرج، حيث قالت: "أعرف الآن أنه لا يمكن تحمل تخيل الصورة، لكنها في الحقيقة تعبر عن وضع خطير جدا، ومع بداية المفاوضات حول البريكسيت، بعد 11 يوما من الاقتراع، فإنه ليس جاهزا للمفاوضات، أما أنا فجاهزة"، وأضافت: "أنا جاهزة لاتخاذ قرارات صعبة تتطلبها القيادة، وجاهزة لعمل ما هو ضروري لحماية بلدنا والدفاع عنه".
وتعلق ستيوارت قائلة إن "استخدام كلمة (عار) يبدو أنها محاولة للنقد الساخر من موقف كوربين المعادي للسلاح النووي، حيث استخدم زعيم العمال نيفين بيفن الكلمة عام 1957، لوصف دعاة الحل من جانب واحد في حزبه، وعندما قال إن تجريد
بريطانيا من سلاحها النووي سيجعل من وزير الخارجية (عاريا في غرفة المؤتمرات)".
وتذكر الصحيفة أن باكسمان طرح أسئلة على كوربين حول موقفه من السلاح النووي واستخدامه، وفيما إن كان جاهزا لاستخدام الغارات ضد المشتبه بتورطهم في عمليات إرهابية.
ويورد التقرير نقلا عن ماي، قولها: "ما كشفه نقاش الليلة الماضية التلفازي أننا وحدنا من لديهم الخطة لتقديم خروج ناجح من الاتحاد الاوروبي، وهو ليس جاهزا لاستخدام السلاح النووي رادعا، وليس جاهزا لاتخاذ قرارات بشأن الإرهابيين، وليس جاهزا لأن يعطي الشرطة السلطة الكافية لتوفير الأمن لنا"، مشيرا إلى أن ماي وصفت البريكسيت بأنه لحظة مهمة في
الانتخابات، وزعمت أن زعيم العمال "تمايل بطريقة فوضوية، وبخطة نصف جاهزة إلى أخرى غير جاهزة"، وأكدت قائلة: "أنا جاهزة للعمل، أما جيرمي فلا".
وتنوه الكاتبة إلى أن حزب العمال لم يرد على تعليقات ماي؛ لأن فريق كوربين اتخذ قرارا بعدم الرد على التعليقات الشخصية.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم التقدم المريح لحزب المحافظين، إلا أن قيادة الحزب تراجعت في استطلاعات الرأي، وبحسب استطلاع "الغارديان" (آي سي أم)، فإن حزب المحافظين لا يزال في المقدمة بـ12 نقطة، أي بنسبة 45% من أصوات الناخبين، ولم يتغير موقع العمال، حيث حصل على 33%، لافتة إلى أن سلسلة من الاستطلاعات، التي صدرت يوم الثلاثاء من شركة الاستطلاعات "يوغوف"، تشير إلى تكهنات بأن بريطانيا تسير نحو برلمان معلق.
وبحسب التقرير، فإن ماي قد تخسر 20 مقعدا من غالبيتها، فيما قد يزيد تمثيل العمال بـ28 مقعدا، مشيرا إلى أن نتيجة كهذه تعني أن المحافظين سيصبح لديهم 310 مقاعد من 330 مقعدا في الوقت الحالي، أما حزب العمال فسيرتفع عدد مقاعدهم إلى 257 مقعدا من 229 مقعدا الآن.
وتبين ستيوارت أن استطلاعات بتغيرات مختلفة تتوقع بأن ليلة انتخابات جيدة ستمنح ماي 15 مقعدا زيادة عما لديها الآن، منوهة إلى أن شعبية المحافظين تأثرت منذ إعلان بيان الحزب مع بداية الحملة الانتخابية، الذي أدى إلى عناوين إخبارية سيئة، خاصة حول وضع حد على المساعدة الاجتماعية، حيث قاد هذا إلى تراجع ماي عن هذه السياسة.
وتجد الصحيفة أنه مع تحول النقاش حول البريكسيت، فإن حزب العمال سيحاول حرف النقاش إلى القضايا الاجتماعية والخدمات العامة، حيث سيعقد اليوم مؤتمرا صحافيا في لندن، يركز فيه على تأثير خفض الإنفاق العام، الذي قامت به حكومة المحافظين خلال السنوات الماضية.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه من المتوقع أن يقول كوربين في المؤتمر الصحافي: "خلال السبع سنوات الماضية، جوع المحافظون الخدمات العامة، بشكل أدى إلى انهيارها ووصولها إلى حالة اليأس".