تنذر الاشتباكات التي تتجدد بين الحين والآخر بريف
حلب الشمالي، بين فصائل الجيش الحر المشاركة سابقا في عملية
درع الفرات، وبين
الوحدات الكردية المتواجدة على المناطق المتاخمة لمدينتي أعزاز ومارع، بتصعيد عسكري كبير.
وبدأت ملامح هذ التصعيد تلوح بالأفق مع أنباء تتحدث عن وصول تعزيزات عسكرية تركية إلى مناطق درع الفرات القريبة من خطوط التماس.
وبدت الوحدات الكردية، التي تشكل المكون الرئيسي لقوات
سوريا الديمقراطية، حازمة أمرها تماما في تنفيذ مخططاتها العسكرية في المنطقة، والتي تهدف إلى تأمين مدينة عفرين، والبقاء في البلدات التي تسيطر عليها، والتمدد أكثر في ريف حلب الشمالي، مستندة إلى دعم الولايات المتحدة.
وفي المقابل، لا تبدو فصائل الجيش الحر المتواجدة في المنطقة في أفضل أحوالها، وهي التي لا تكاد تخرج من جولة اقتتال داخلي حتى تبدأ بأخرى، علاوة عن التشرذم الحاصل فيما بينها، وصولا كذلك إلى ضعف التنسيق مع الجانب التركي الموجود في المنطقة، وفق مصادر مطلعة.
ومع تجدد الاشتباكات يسود المنطقة التي تشهد اكتظاظا سكانيا في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة، نوع من الترقب والهلع، نتيجة سقوط قتلى من المدنيين جراء استهداف الوحدات الكردية بالصواريخ والقذائف المدفعية، لمدينة مارع.
وزاد من حالة الترقب هذه محاولات الوحدات الكردية المتكررة للتقدم على محاور كلجبرين وكفر خاشر وجبل برصايا، الأمر الذي ينفي، من وجهة نظر مراقبين، الحديث عن وجود خطوط حمراء تحول دون شن هجمات على منطقة درع الفرات، من قبل أطراف الصراع السوري.
وحمل العقيد هيثم عفيسي، قائد "اللواء 51"، وهو أحد تشكيلات درع الفرات، الوحدات الكردية مسؤولية التصعيد العسكري، قائلا لـ"
عربي21": "تظن الوحدات نفسها قادرة على التمادي، بسبب استقوائها بالولايات المتحدة"، على حد تأكيده.
وأضاف: "لقد تجاوزت الوحدات كل الخطوط الحمراء، وهي تسخن الأجواء، إلى الحد الذي تتجه فيه الأمور إلى نقطة اللاعودة".
من جانبه، رأى مسؤول عسكري في لواء المعتصم، أن المنطقة متجهة للتصعيد الذي لن يستثني منطقة دون المناطق الأخرى، في إشارة منه إلى احتمال وصول المواجهات العسكرية إلى مدينة عفرين.
وكان لواء المعتصم قد أعلن في وقت سابق عن توصله لاتفاق مع الوحدات الكردية، برعاية من الولايات المتحدة، تشير بنوده إلى انسحاب الوحدات من مدينة تل رفعت والمناطق المحيطة بها.
وعن ذلك، أكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، تنصل الولايات المتحدة من التزاماتها السابقة بهذا الصدد، وقال: "لقد قالت الولايات المتحدة إنها غير معنية بما يجري بشكل صريح"، ملمحا إلى احتمال حصول تفاهم تركي روسي، من شأنه أن ينزع فتيل الأزمة، التي تهدد الاستقرار في ريف حلب الشمالي بالمجمل، بما في ذلك مدينة عفرين، على حد قوله.
واستطرد المسؤول قائلا: "الأجواء اليوم تساعد على التوصل إلى مثل هذا التفاهم، وخصوصا إذا نظرنا إلى التطورات الأخيرة التي حدثت في الرقة"، في إشارة منه إلى حادثة إسقاط التحالف لمقاتلة سورية من طراز "سو-22"، في ريف الرقة الجنوبي.
وأنهى المسؤول حديثه لـ"
عربي21"، مؤكدا تعليق المفاوضات السابقة بين فصائل الجيش الحر والوحدات الكردية، التي كانت تهدف إلى تسليم إدارة مدينة تل رفعت ومحيطها إلى لواء المعتصم، وذلك بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، على حد وصفه.