خصصت صحيفة "نيويورك تايمز" افتتاحيتها لمناقشة الأزمة
القطرية، التي تطالب فيها أربع دول عربية، بقيادة
السعودية، دولة قطر بتنفيذ سلسلة من المطالب، بحلول يوم الأحد.
وتقول الافتتاحية: "إن النزاع الخطر بين قطر ودول الخليج الأخرى، خاصة السعودية، مضت عليه ثلاثة أسابيع، بشكل حرف الانتباه عن قتال تنظيم الدولة والتحديات الأخرى، ولا توجد أي إشارات على قرب حله، وقامت السعودية ودولة
الإمارات العربية المتحدة باستفزاز النزاع، من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرض حصار فاعل؛ لأن قطر، ظاهريا، تعامل الإرهابيين برفق".
وتشير الصحيفة إلى أن السيناتور بوب كوركر اقترح، للخروج من المأزق، وفرض مصالحة على الطرفين: وقف صفقات بيع الأسلحة في المنطقة كلها.
وتعلق الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، قائلة إنه "كونه رئيسا للجنة الشؤون الخارجية، فإن سيناتور ولاية تينتسي الجمهوري يجب أن يعطي موافقة أولية لصفقات السلاح الكبيرة كلها، إلى جانب العضو الديمقراطي البارز السيناتور بن كاردون، وقادة الجمهوريين والديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية".
وتلفت الافتتاحية إلى رسالة كوركر يوم الاثنين لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، التي أكد فيها أن الخلافات الأخيرة بين دول الخليج "لا تخدم، وتضر بجهود محاربة تنظيم الدولة، ومواجهة
إيران"، مشيرا إلى أن صفقات السلاح كلها ستتوقف في المستقبل حتى يتلقى "رؤية أوسع لكيفية حل النزاع الحالي، وإعادة توحيد" المجموعة الإقليمية، مجلس دول التعاون الخليجي.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "هذا سيعطي تيلرسون أداة جديدة لحل الأزمة، مع أن الأثر لم يظهر بعد، فإدارة دونالد
ترامب تتحرك باتجاه إرسال ذخائر دقيقة التصويب بقيمة 510 ملايين دولار إلى السعودية؛ لاستخدامها في الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى أنها ماضية في اتفاقية الـ12 مليار دولار، لتزويد قطر بمقاتلات (أف-15)، وربما جاء السعوديون والإماراتيون يطالبون بأسلحة جديدة لمواصلة الحرب، وعندها يجب على الولايات المتحدة أن ترد عليهم بـ(لا)، فالحرب هي كارثة إنسانية، وبحاجة إلى تسوية سياسية".
وتحمل الافتتاحية الرئيس ترامب مسؤولية الأزمة، وإن في جزء منها، "من خلال تشجيع السعوديين، والوقوف إلى جانبهم ضد قطر، عندما أعلن عن الحصار هذا الشهر، بل نسب التحرك لنفسه، وبدا كأنه غير مهتم بأن قطر تستقبل قاعدتين عسكريتين تعدان مهمتين في الجهود ضد تنظيم الدولة، وأضاف الرئيس نارا للنزاع، مباشرة، بعد ما دعا تيلرسون للهدوء، عندما اتهم قطر بتمويل الإرهاب، و(على أعلى المستويات)".
وتقول الصحيفة إن "السعوديين والإماراتيين ربما حاولوا حل خلافاتهم مع قطر، بدلا من التحرك من طرف واحد، وبعد ذلك تحديد الخطوات التي ستتخذ من أجل فك الحصار، إلا أن المطالب التي تقدموا بها يوم الجمعة قصد منها وبشكل واضح إهانة قطر، بدلا من أن تكون قاعدة للتفاوض، ومن بين هذه الخطوات مطالبة قطر بإغلاق قناة (الجزيرة)، ووقف العلاقات مع المنظمات الإسلامية، وتقديم تفاصيل عن التمويل والمعارضين السياسيين، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية".
وتستدرك الافتتاحية بأنه "مع أن أحدا لا يجادل في حاجة قطر لأن تعمل الكثير، وتلاحق المتطرفين وتمويل الإرهاب، لكن يجب على السعودية والإمارات ودول الخليج الأخرى أن تفعل الشيء ذاته، التي يبدو أن غضبها متعلق بعلاقة قطر بإيران، منافسة السعودية الرئيسية، أٌكثر من الإرهاب".
وتنوه الصحيفة إلى أن "تيلرسون، الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع المنطقة، من خلال عمله مديرا لشركة (إكسون موبيل)، حاول التوسط وبنجاحات قليلة، والتقى يوم الثلاثاء مع وزيري الخارجية القطري والكويتي، كل على حدة، وأظهر وزير الخارجية القطري بعد اللقاء ملامح عن موافقة بلاده، بجهود أمريكية متشددة، لمكافحة الإرهاب، بما فيها دمج مسؤولين من الخزانة الأمريكية في المصرف المركزي القطري لملاحقة الممولين، إلا ان وزير الخارجية السعودي عبر عن موقف متشدد، وقال إن مطالب بلاده ليست قابلة للتفاوض".
وتختم "نيويورك تايمز" اقتتاحيتها، بالقول إن "لا خير يأتي من هذا النزاع لو ترك على حاله".