اتهم معلق أمريكي الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين بالتزوير من ناحية كونه بطلا للجودو.
ويقول ديريك هوكينز في تقرير له في صحيفة "واشنطن بوست" إن مهارات الرئيس بوتين في الفنون القتالية هي جزء من الأسطورة التي تحيط به؛ وذلك بسبب المواد الكثيرة المتوفرة في الإعلام الروسي، التي تقدم بوتين على أنه بطل معروف وخبير في
رياضة الجودو.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن قدرات بوتين المثيرة للإعجاب أصبحت علامة على طريقة إدارته الحكومة، لافتا إلى أن بوتين (64 عاما)، الذي يحمل الحزام الأسود، تلقى عددا من الميداليات والتكريم من منظمات رياضية.
ويقول هوكينز: "لو قمت بعملية بحث على محرك (غوغل)، فإنك ستحصل على خزانة من الصور واللقطات التي تصور بوتين وهو يقوم بالتغلب على خصمه بسهولة، وشارك في تأليف كتاب عن الجودو، بل شارك أيضا في فيلم يقدم تعليمات حول اللعبة (لنتعلم الجودو مع فلاديمير بوتين)".
وتلفت الصحيفة إلى أن "قدرات بوتين في مجال الجودو تناسب رؤيته حول العالم واستعراضه للعضلات، وتتناسب مع صورته وهو نصف عار بالبنطال العسكري ويظهر عضلاته، ويصارع الدب السيبيري".
ويتساءل الكاتب: "هل بوتين هو أستاذ في الجودو كما يظهر؟"، ويجيب عن هذا السؤال محرر مدونة متخصصة بالأمن القومي "لوفير" بنجامين ويتس، وهو بطل في مجال الفنون القتالية، حيث وصف بوتين بالمزيف والكذاب، ويدعوه لمبارزة في أي مكان لا يتمتع فيه بوتين بسلطة حتى لا يعتقله.
ويفيد التقرير بأن ويتس تحدى الرئيس الروسي أول مرة عام 2015، عندما كانت مدونته صغيرة، ولا يهتم بها إلا خبراء في الأمن القومي، ومنذ ذلك الوقت توسع الموقع الإلكتروني للمدونة، بحيث كشف عن التدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية عام 2016، ونشر تقارير عن إدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرا إلى أن ويتس أصبح نجما على "تويتر" وبطلا لليسار عندما خرج وكشف عما جرى في لقاء الرئيس ترامب مع مدير "أف بي آي" السابق جيمس كومي.
وتذكر الصحيفة أنه بناء على هذه الشعبية لويتس، فإنه دعا في نهاية الأسبوع الماضي بوتين، وضمن دعوته رابطا لدعوته الأولى التي طلب فيها القتال.
ويورد هوكينز نقلا عن ويتس (47 عاما)، الذي يحمل أيضا الحزام الأسود في التايكواندو وإيكودو، قوله إن معظم أشرطة الجودو التي صورت لبوتين، وهي كثيرة، لا قيمة لها، لافتا إلى أنه عادة ما تبدأ الأفلام ببوتين وخصمه وهما يستعدان للمعركة، وتنتهي ببوتين وهو يطيح بخصمه أو يرميه، ويسقط منافسو بوتين على الأرض بسهولة.
وكتب ويتس في مدونته: "على الأقل في أشرطة الفيديو التي شاهدتها لم يظهر فيها أي هجوم ضد بوتين، ولم أر أي دليل على أن منافسيه حاولوا النيل منه"، وأضاف: "أشرطة الفيديو هي عبارة عن إظهار عضلاته معهم، أو ما يطلق عليه اليابانيون أوكيمي (السقوط الدفاعي) من أجله".
وينوه التقرير إلى أن ويتس كتب ملصقا على صفحة لـ"فيسبوك"، حمل عنوان: "لماذا لا يخوض فلاديمير بوتين مباراة معي؟"، وكتب بشكل واضح، قائلا إن "بوتين رجل فنون قتالية مزيف، فهو لا يقاتل إلا الأشخاص الذين يخضعون لسيطرته ويهزمهم جميعا"، وقال ويتس إن الجانب المظلم في عروض بوتين متجذر في عدوانيته على المسرح الدولي، وقمعه للمعارضة والأقليات.
وتقول الصحيفة إنه "تم توثيق مهارات بوتين في الجودو، وتقدم على أنها صورة عن قدراته لضبط النفس، أما إن كان مقاتلا شرسا كما يحب أن يظهر نفسه، فإن هذا مسألة مختلفة".
ويبين الكاتب أن السير الذاتية المتوفرة عنه تقول إنه بدأ بممارسة فنون الدفاع عن النفس وأساليب القتال السوفييتية سامبو عندما كان شابا في سانت بطرسبرغ، ففي مقابلة أجريت معه عام 2001 مع "الراديو الوطني العام"، وصف فيها حبه الكبير للرياضة، قائلا: "بدأت بممارسة الرياضة عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، وفي الحقيقة بدأت بممارسة ما يطلق عليها لعبة سامبو، التي تعني بالروسية (الدفاع عن النفس دون سلاح)، وبعد ذلك سجلت في ناد لتدريب رياضة الجودو، التي تعد سيدة الرياضات، وكان لدينا الترتيب الرياضي الموازي للحزام الأسود، الذي حصلت عليه عندما كنت في الـ18 على ما أعتقد، وظللت أمارس طوال شبابي الجودو، وأحبها بشكل كبير، وأعتقد أن فيها شيئا أكبر من الرياضة، فهي فلسفة بطريقة ما، وهي فلسفة تعلم احترام المنافس، ولا زلت أمارسها بمتعة، وأحاول ممارستها، نعم، حتى الآن".
وبحسب التقرير، فإن بوتين حصل في السنوات الماضية على إنجازات عديدة، منها حصوله في عام 2014 على جائزة من منظمة للكاراتيه، وقبلها اعتبر أستاذا كبيرا من فيدرالية التايكواندو العالمية بعد زيارته لكوريا الجنوبية، مع أنه لا يمارس التايكواندو.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن الإعلام الروسي، مثل قناة "
روسيا اليوم"، احتفل بالتكريم، وقدمه على أنها صورة عن بطل خارق، وقال معلق في القناة عام 2008: "من يحتاج لحرس عندما تعرف الدفاع عن النفس؟"، حيث كان المعلق يعلق على مباراة له، فقال: "بوتين سياسي يجب ألا تمزح معه".