أثارت عدد من
الأدوات المدرسية خلال انطلاق الموسم الدراسي بالمغرب جدلا واسعا بالمملكة، حيث اعتبرها نشطاء "مهينة لكرامة
التلاميذ"، وطالبوا وزير التربية والتعليم، محمد حصاد، بالتدخل لإيقاف ما اعتبروها "مهزلة" في حق أطر المستقبل.
وخلفت
محفظة مدرسية وزعت على عدد من مدارس مدينة الخميسات (وسط) استياء عارما لدى نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بسبب طباعة عبارة "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمبادرة الملكية مليون محفظة" على واجهتها، حيث اعتبروها "إهانة للتلاميذ وتكريسا لنوع من التمييز بينهم".
وبعد الضجة التي أثارتها المحفظة، خرجت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالخميسات عن صمتها، حيث أوضحت في بلاغ اطلعت عليه "
عربي21"، أن "مبدأ المبادرة الملكية مليون محفظة هو الاستفادة العامة الشاملة لكل التلاميذ بدون ميز أو تصنيف، ومهما كانت وضعياتهم الاجتماعية"، دون أن تقدم توضيحا حول سبب كتابة اسم المبادرة على المحافظ.
وأشارت إلى أن "جميع تلاميذ الإقليم الممدرسين بالسنة الأولى من السلك الابتدائي بالوسطين الحضري والقروي، تسلموا محافظ من نفس النوع والمحتويات، كما استفاد جميع تلاميذ الإقليم بالسنتين الثالثة ابتدائي والأولى إعدادي بالوسط القروي، من محافظ من نفس النوع وبنفس المحتوى".
وأضاف البلاغ ذاته، أن جميع تلاميذ الإقليم يستفيدون بدون استثناء أو تمييز من هذه المبادرة، عكس التدوينات التي اعتبرت أن تلك المحافظ سُلمت لفئة هشة وخلفت نوعا من التمييز بين صفوف التلاميذ.
وكان عدد من نشطاء "فيسبوك"، قد اعتبروا أن طبع رمز المبادرة على المحفظة هو أمر "مهين" للتلاميذ الذين استفادوا منها، وستؤثر على نفسية عدد منهم.
وفي هذا الإطار، قال الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال عادل بنحمزة، في تدوينة على حسابه بـ "فيسبوك"، إن "صورة المحفظة المتداولة على صفحات فيسبوك، لا تستحق سوى كلمة واحدة.."العار"، إنها تمثل عقلية تحتقر المواطنين، وتنظر إلى الفقر نظرة تحقيرية، بل أصبح الفقر مسألة بنيوية يتم تأطيره بمبادرات، ليس لإنهائه والقضاء عليه، بل لهيكلته وضمان استمراريته وتوارثه بين الأجيال، في الوقت الذي يتطلب الأمر سياسات عمومية حقيقية، لا يمكن أن تكون ناجعة، دون الحسم في مسألة الديمقراطية والقضاء على الفساد".
من جانبه، وجه الصحافي المصطفى العسري، نداء نشره على صفحته بـ"فيسبوك"، إلى كل من رئيس الحكومة، وعامل إقليم الخميسات، ووزير الداخلية، ووزير التربية والتعليم قال فيه "هل ترضون لأبنائكم أن يحملوا هذا المسخ على ظهورهم لسنة كاملة .. وتشوهونهم بفقرهم..".
كما استنكر نشطاء "فيسبوك" المغاربة الترويج لأدوات مدرسية على شكل
سجائر وأخرى على شكل "أحمر الشفاه" انتشرت في المكتبات
المغربية بكثرة، واعتبروها دعوة صريحة للأطفال للانحراف الأخلاقي من خلال حث التلاميذ الذكور على التدخين والإناث على التبرج، وطالبوا الجهات المختصة بضرورة سحب هذه المنتجات من الأسواق والمكتبات حفاظا على أخلاق هؤلاء التلاميذ، على حد تعبيرهم.
ودعا النشطاء وزير التربية والتعليم المغربي، محمد حصاد، إلى التدخل لإيقاف ما وصفوها بـ"المهزلة والفضيحة" وإيقاف بيع هذه الأدوات عوض اهتمامه "المبالغ فيه" لهندام الهيئة التدريسية وصباغة جدران المؤسسات التعليمية.
وحذر النشطاء الآباء وأولياء الأمور بالمغرب من خطورة اقتناء هذه الأدوات التي قد تؤثر في اللاوعي لدى الأطفال وتدفعهم نحو التدخين والإدمان على أشياء تنتج منهم جيلا مستعدا للانحراف بسهولة.