هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دخلت قضية تعنيف أساتذة التعليم في المغرب، مرحلة جديدة من التطور، حيث اعتبر رئيس الحكومة أن العنف ضد الأساتذة وجب أن يواجه بالصرامة اللازمة في أول تعليق رسمي لرئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني عن تعنيف رجال التعليم.
تصريحات رئيس الحكومة تزامنت مع اليوم الثاني لإضراب نقابات التعليم، التي خاضته يومي 8 و9 تشرين الثاني/نوفمبر، ودعوتهم لمسيرة احتجاجية وطنية الخميس المقبل.
العثماني: العنف يواجه بالصرامة
دعا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أطر ومدراء وزارة التربية الوطنية إلى "تجنب لغة الخشب والنقاش الصريح، لأن قطاع التربية والتكوين قطاع استراتيجي بالنسبة للحكومة ولا نهضة ولا تنمية بدون تربية وتكوين جيد".
وأكد سعد العثماني خلال افتتاح المجلس الحكومي "دعمه لرجال ونساء التعليم والإداريين محليا وجهويا ومركزيا ومتمنيا للجميع التوفيق والنجاح في مهامهم".
وأضاف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن "حالات العنف التي شهدتها عدد من المدارس مؤخرا ضد الأساتذة، ستتابع قانونيا بالصرامة اللازمة".
وأوضح أن "تلك الحالات ستواكب بمعالجة شمولية تربوية واجتماعية، سينخرط فيها المجتمع"، لافتا إلى أنه "سيتم عقد اجتماع خاص لوضع الإجراءات التي ينبغي أن تضطلع بها كل جهة".
وسجل أنه اتصل بكاتب الدولة لوزارة التربية الوطنية بخصوص الموضوع، قائلا في هذا الصدد: "هذه الحوادث التي عرفتها عدد من المدارس مرفوضة".
وأعلن رئيس الحكومة "عزمه تنظيم جلسات منع النقابات في المستقبل القريب للتشاور"، داعيا إلى "احترام رجال ونساء التعليم وترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل".
مسيرة وطنية للاحتجاج
ودعت النقابات الأكثر تمثيلية في قطاع التربية الوطنية إلى تنظيم مسيرة وطنية كبرى للاحتجاج على التعنيف الذي يتعرض له الأطر التربوية، في أعقاب إضراب وطني عام يومي الأربعاء والخميس 8 و9 تشرين الثاني/نوفمبر.
وخاض آلاف الأساتذة بمختلف المدن المغربية، إضرابا عن العمل، الأربعاء والخميس، احتجاجا على تعنيف الأساتذة من طرف بعض التلاميذ، والتي أثارت موجة غضب في الوسط التعليمي، بعد انتشار شريط فيديو يوثق اعتداء تلميذ على أستاذه بإحدى ثانويات مدينة ورزازات.
وأكد مصدر نقابي لـ"عربي21" أن نسبة الإضراب تجاوزت 70 في المائة على المستوى الوطني، استجابة لدعوة تنسيق نقابي يضم الجامعة الوطني لموظفي التعليم والجامعة الحرة للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم، بخوض إضراب وطني ليومين، مع وقفات احتجاجية أمام المديريات الإقليمية بمختلف المدن.
وسجل المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "الإضراب يأتي بعد حادثة اعتداء تلميذ بثانوية (سيدي داود) بمدينة (ورزازات)، على أستاذه داخل الفصل، وهو ما أثار غضبا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتوالى اعتداءات أخرى ضد أساتذة على أيدي بعض التلاميذ في عدد من المدن بشكل متزامن يوم الثلاثاء، حيث تدخلت قوات الأمن وقامت باعتقال المعتدين بأمر قضائي".
ونظم الأساتذة عشرات الوقفات الاحتجاجية أمام المديريات الإقليمية للتربية والتكوين بمختلف الأقاليم، رافعين شعارات تُحمل السياسات التعليمية المتعاقبة على البلد، مسؤولية التسبب في الوضع الراهن للمنظومة التربوية، داعين الوزارة الوصية والحكومة إلى إعادة الاعتبار لرمزية رجال ونساء التعليم ووقف كل الإجراءات التي تمس كرامتهم.